خالد سالم يكتب: "الدونجوان" نور الدمرداش.. صانع النجوم.. الممثل والمخرج ونائب رئيس التليفزيون
من "ثمن الحرية" إلى "السقوط في بئر سبع"، مرورًا بإخراج ٩٣ عَمَلًا وتمثيل ٥٠ شخصية مختلفة، كتب المخرج نور الدمرداش تاريخه الفني من عام ١٩٥٦ عندما تخرج من المعهد العالي للفنون المسرحية حتى وفاته عام ١٩٩٤.
نور الدمرداش أحد أهم صناع الدراما المصرية.. تخرج في كلية التجارة إرضاءً لرغبة أسرته، ثم التحق بالمعهد العالي للفنون المسرحية لتحقيق رغبته الشخصية في أن يكون ممثلًا.
مع فرقة زكي طليمات
عمل في البداية مع فرقة زكي طليمات المسرحية، ثم شارك في أدوار صغيرة في السينما، فظهر في أفلام "ليلة العيد"، "المليونير"، و"ورد الغرام"، واتجه إلى الإخراج بجوار التمثيل، فقدم للمسرح "خميس الحادي عشر"، "أنا عايزة مليونير"، و"الحب لما يفرقع"، كما أخرج للتلفزيون مسرحيات "السبنسة"، و"أنا وهو وهي".
وفي الدراما بلغ رصيد "الدمرداش" كمخرج أكثر من 90 عملًا دراميًا، منها مسلسلات "الرحيل"، "الضحية"، و"لا تطفئ الشمس"، كما ترك بصمته كممثل في أفلام منها "شارع الحب"، "عنتر بن شداد"، "السبع بنات"، "الاتحاد النسائي"، و"صغيرة على الحب".
ارتباطه بالمسرح المدرسي
كان مولده في مدينة طنطا يوم ١٢ نوفمبر من عام ١٩٢٥، ومع ارتباطه بالمسرح المدرسي منذ الصغر إلا أن أسرته جعلته يبتعد عن الفن والتمثيل، مؤقتًا.
عندما تخرج بمعهد الفنون فضل الإخراج ليقدم أول أعماله في فيلم سينمائي حمل اسم "ثمن الحرية" عام ١٩٦٤، بعد ٨ سنوات من تخرجه، وفِي تلك الفترة كان للتليفزيون بريق أقوى بكثير من السينما، ولذلك اتجه إلى الإخراج التليفزيوني ليقدم مسلسلات تعتبر علامات بارزة في تاريخ الدراما المصرية مثل مسلسلات "الرحيل، الضحية، لا تطفئ الشمس، موسيقى وجاسوسية، بعد العذاب والانتـقام، هارب من الأيام، أنا وأنت وبابا في المشمش”، وكان “السقوط في بئر سبع” هو آخر أعماله التي لم يكملها حيث توفي قبل أن ينتهي من تصوير بقية حلقاته.
الخروج من عباءة الإخراج
وحتى يخرج من عباءة الإخراج، ويمارس هوايته الأولى كممثل عاد لتجسيد بعض الأدوار الصعبة التي تحمل أبعادًا إنسانية، ولذلك ظهر في أعمال سينمائية وتليفزيونية عديدة، ولعل أشهرها دوره في فيلم "صغيرة على الحب" مع رشدي أباظة وسعاد حسني، وأفلام شارع الحب، والشهم والطماع، والمولد.
ومع انشغاله الدائم بالتليفزيون لأنه كان يشغل منصبًا إداريًّا فيه، والسينما التي كانت حلمًا من أحلامه، لم ينس المسرح كممثل ومخرج أيضًا مع النجم إسماعيل ياسين الذي أخرج له بعض مسرحياته.
صانع النجوم
قدم نور الدمرداش خلال مشواره الفني العديد من الفنانين والفنانات مصريين وعرب كان لهم تأثير كبير في الفن العربي، ولقب من أجل ذلك بـ "صانع النجوم"، ومن بينهم محمود عبدالعزيز، ومعالي زايد، ومجدي وهبة، وممدوح عبدالعليم، ودلال عبدالعزيز، ومن المطربين العرب، محمد عبده، وطلال مداح.
وشغل نور الدمرداش عده مناصب هامة بالتلفزيون ابتداءً من مراقب عام التمثيليات ومراقب عام البرامج الفنية، ثم رئيسًا للقناة الأولى ونائب رئيس التليفزيون.
فى حياة نور الدمرداش العديد من القصص والحكاوى الشيقة لكن زواجه من الفنانة كريمة مختار الملقبة بـ"ماما نونا"، لها رونق آخر يتشوق له محبيهما.
زواجه
بدأت المعرفة بينهما أثناء دراستهما فى المعهد العالى للفنون المسرحية، وظلا زملاء وأصدقاء فترة طويلة، وبدأ كلٌّ منهما مشواره الفنى.
والتقى الزوجان مرة أخرى أثناء تسجيل المسلسل الإذاعى "عصابة اليد السوداء"، وهناك وقع فى حبها وطلب الزواج منها، لكنها رفضت لكونه دنجوان تحبه الفتيات، ورغبتها فى التركيز على دراستها ورغبتها فى استمرار عملها بالفن.
تمت خطبة ماما نونا عدة مرات، لكنها كانت تتراجع قبل الزواج خوفًا على مشوار التمثيل الذى كانت متعلقة به بشدة، لكن خفة دم نور الدمرداش كانت ملحوظة بالنسبة لها.
قرر نور الدمرداش التقدم رسميًّا لكريمة مختار، ورغم ترددها فى البداية إلا أنها أحبت والدته وقررت الزواج منه عام 1955.
حضر النجوم عقد قران الثنائى الفنى الذى يتمتع باحترام وتقدير من أهل الفن والجميع، وعاشا سويا حياة مليئة بالنجاحات الفني وأثمرت عن ثلاثة أبناء، هم: المهندس شريف والمخرج أحمد والإعلامي معتز الدمرداش، وهبة.