عبد الرحمن الناصر، الأمير الشاب الذي أنقذ عرش الأمويين في الأندلس
عبد الرحمن الناصر، ولد في مثل هذا اليوم من عام 889، وهو أحد خلفاء الأمويين في الأندلس، وأول خلفاء قرطبة والمعروف في الروايات الغربية بعبد الرحمن الثالث تمييزًا له عن جديه عبد الرحمن بن معاوية، وعبد الرحمن بن الحكم، والأمير الشاب الذي حافظ على عرش الأمويين في الأندلس.
عن حياة عبد الرحمن الناصر ونشأته
ينتسب عبد الرحمن الناصر لدين الله إلى بني أمية التي أسست الخلافة الأموية وحكمت الأقطار الإسلامية بين عامي 41 هـ - 132 هـ، حين أسقطها العباسيون، واستطاع أحد أجداد الناصر وهو عبد الرحمن بن معاوية أن يفر إلى الأندلس مؤسسًا دولة جديدة مستقلة عن خلافة العباسيين في المشرق.
ولد عبد الرحمن الناصر في قرطبة لأبيه محمد ابن الأمير عبد الله بن محمد سابع أمراء دولة بني أمية في الأندلس، وأم مسيحية أوروبية تدعى مزنة أو ماريا كما تشير الروايات الأجنبية.
كان أبوه أكبر أبناء الأمير عبد الله ووليّ عهده، إلا أنه قُتل بعد ولادة ابنه عبد الرحمن بنحو عشرين يومًا بعد أن حسده أخوه المُطرّف لاختيار أبيهما لـ محمد وليًا للعهد، فقرر أن يوشي به عند أبيه متهمًا إياه بالتواطؤ مع زعيم المتمردين على عرش الإمارة عمر بن حفصون.
ارتاب الأمير عبد الله في ولده محمد، وأمر باحتجازه في القصر، ولم يمض وقتًا طويلًا حتى ثبتت براءته. وقبل أن يهم الأمير بإطلاق سراح ابنه، بادر المطرف شقيقه إليه في سجنه وأثخنه طعنًا حتى قُتل.
بعد مقتل والده كفل الأمير عبد الله حفيده عبد الرحمن الناصر وأسكنه في قصره، فنشأ مقرّبًا إلى جده الذي آثره وأولاه عنايته، وعني بتربيته وتعليمه، فتعلم القرآن والسنة، كما درس الشعر والتاريخ والنحو، وعلّمه فنون الحرب والفروسية.
وأصبح عبد الرحمن الناصر محل ثقة جده الذي أوكل إليه القيام بالعديد من المهام، بل وندبه للجلوس مكانه في بعض المناسبات والأعياد لتسلّم الجند عليه، وحين اشتد به المرض، برئ إليه بخاتمه إشارة منه باستخلافه، وكان له ما أراد، إذ تسلم حفيده الحكم من بعده.
أظهر عبد الرحمن همة ومهارة ونجاح في أداء المهام التي أوكلها له جده، مما جعل الأمراء الأمويين يتوسمون في هذا الشاب المقدرة على تجاوز هذه المرحلة الصعبة في تاريخ دولتهم.
عبد الرحمن الناصر والكفاءة في إدارة الدولة
كانت الإمارة حين تولاها عبد الرحمن الناصر، مضطربة للغاية، انطلقت فيها الثورات والتمردات في كل مكان، حتى أن ابن عذاري وصف الأندلس في تلك المرحلة بأنها «جمرة تحتدم، ونارًا تضطرم شقاقًا ونفاقًا».
وكان على الأمير الشاب عبد الرحمن الناصر أن يسرع في تدبير أمور دولته، ومجابهة العصاة والمتمردين قبل أن يفقد السيطرة على الأوضاع وتذهب دولة بني أمية بالكُليّةـ فبعد أن أخذت البيعة لعبد الرحمن، بدأ الأمير في ترتيب الشأن الداخلي لإمارته، وأقر بعض الوزراء من ذوي الخبرة كأحمد بن محمد بن أبي عبدة الذي ولاّه قيادة الجيش كما استبدل البعض الآخر.
سارع عبد الرحمن الناصر بإرسال حملة بقيادة القائد العباس بن عبد العزيز القرشي لقتال الثائر البربري «الفتح بن موسى بن ذي النون» وحليفه محمد بن إدريس الرباحي المشهور بأرذبلش، اللذان أعلنا التمرد، فالتقاهما في ربيع الآخر من عام 300 هـ في منطقة قلعة رباح، وهزمهما وقتل أرذبلش والكثير من أتباعهما.
قضى عبد الرحمن الناصر العامين الأخيرين من حياته في صراع مع المرض، وتوفي بعد أن أمضى خمسين عامًا في حكم الأندلس، استطاع خلالها بحزمه وصرامته وحنكته، وبعد نظره أن يعيد توحيد البلاد تحت سلطة فعلية للأمير، وأصبحت الأندلس في عصره دولة مهابة الجانب يخطب ملوك أوروبا القاصي منهم والداني ود عبد الرحمن وصداقته، وتخشى الممالك المسيحية المجاورة لدولته بأسه وبطشه، فاستعاد بذلك للإسلام عزته في تلك البلاد النائية.
ترك عبد الرحمن الناصر تأريخًا وجد بعد وفاته بخط يده كتب فيها: ««أيام السرور التي صفت لي دون تكدير في مدة سلطاني، يوم كذا من شهر كذا من سنة كذا» فعدت تلك الأيام فوجدت أربعة عشر يومًا.»
ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار الـ 24 ساعة لـ أسعار الذهب، أسعار اللحوم، أسعار الدولار، أسعار اليورو، أسعار العملات، أخبار الرياضة، أخبار مصر، أخبار الاقتصاد، أخبار المحافظات، أخبار السياسة، أخبار الحوادث، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي، الدوري الإيطالي، الدوري المصري، القسم الثاني، دوري أبطال أوروبا، دوري أبطال أفريقيا، دوري أبطال آسيا، والأحداث الهامة والسياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري لـ أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية.