رئيس التحرير
عصام كامل

ندوة بالقاهرة تؤكِّد تشابك المصالح الإقليمية والدولية فى سوريا

 الدكتور محمد مجاهد
الدكتور محمد مجاهد الزيات

أكد المشاركون فى ندوة نظَّمها، اليوم الإثنين، المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، وجود تشابك بين المصالح الإقليمية والدولية فى سوريا، مشيرين إلى أن الشعب السورى وحده هو الذى يدفع ثمن هذا الصراع.


من جهته، قال اللواء أسامة حسن الجريدلى رئيس المركز الدولى للدراسات المستقبلية والاستراتيجية، فى كلمته خلال الندوة التى عُقدت تحت عنوان "دور القوى الإقليمية والدولية وانعكاساتها على الأوضاع فى سوريا"، إن "الأزمة السورية تمس بشكل مباشر الأمن القومى العربى والإقليمى"، مؤكدًا أن هناك أبعادًا داخلية وخارجية واستراتيجية أدت إلى كارثة إنسانية حوَّلت أعدادًا كبيرة من الشعب السورى إلى لاجئين وضحايا.
وقال الجريدلى إن ما يحدث فى سوريا إنما يعكس فى الواقع حالة من القطيعة بين السلطة والشعب السورى، معتبرًا أن محصلة التقديرات حيال الأزمة السورية أصبحت شديدة التشاؤم لأن الحل السياسى ما زال مغلقًا فى ظل مناورة النظام السورى ومراوغته.
وأضاف أن الحل العسكرى يؤدى بالدولة السورية إما إلى حرب أهلية واسعة النطاق أو تدخل عسكرى دولى، مشيرًا إلى أنه يجب تقييم مواقف وأهداف وتحركات القوى الدولية ما بين مؤيد ومعارض للنظام السورى.
ونوَّه فى هذا الصدد بأن الصين وروسيا الاتحادية تقفان فى الجانب الداعم للنظام إضافة إلى إيران، وذلك لاعتبارات توازن مع الوجود الغربى فى المنطقة، بينما تحرص الولايات المتحدة على حماية مصالحها فى المنطقة.
ومن جهته، اعتبر الدكتور محمد مجاهد الزيات مدير المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط أن النظام السورى ما زال متماسكًا وعصيًّا على السقوط، لأنه لم تنفصل قيادات قطرية داخل النظام تكفى لإسقاطه، مشيرًا إلى أن بشار الأسد نجح فى دمج الحزب الحاكم مع الجيش السورى.
وقال الزيات إن الأزمة السورية أصبحت مستحكمة فى ظل تفاقم الصراع على المستوى السياسى والعسكرى وتفاعلات وتوازنات القوى فى الداخل والخارج، معتبرًا أن المشهد العسكرى فى سوريا بين النظام السورى والجيش السورى الحر اقترب من نقطة التوازن.
وأضاف الدكتور محمد مجاهد الزيات مدير المركز القومى لدراسات الشرق الأوسط، أن كل الحلول المطروحة تستبعد أى حل عسكرى فى سوريا، لصعوبة الوضع بالداخل وتشابك مصالح وتوازنات القوى الإقليمية والدولية، خصوصًا فى ظل تعنت الرئيس السورى بشار الأسد.

من جانبه، أكد السفير نبيل فهمى سفير مصر الأسبق بالولايات المتحدة الأمريكية، أن هناك أطرافًا أجنبية تتحرك فى الساحة السورية من أجل حماية مصالحها فى المنطقة، مضيفًا "لم يعد بالإمكان تصور الوصول إلى حل وسط بين المعارضة السورية فى الداخل والنظام السورى برموزه وعلى رأسهم بشار الأسد وعائلته".
وقال إن "انهيار النظام السورى سيكون رسالة لانتكاسة نفوذ إيران على البحر المتوسط، فضلًا عن أنه سيصعّب علاقته من الأطراف المختلفة فى لبنان، وعلى رأسها حزب الله، ومن ثَم تدافع إيران عن مكانتها الريادية وهيبتها فى الشرق الأوسط، والتى شهدت تناميًا واسعًا نتيجة أحداث العراق"، مضيفًا "فى المقابل نجد موقف المملكة السعودية مؤيدًا للثوار رغم أنه لم يكن مؤيدًا للثورات فى شمال إفريقيا".
وعن موقف الولايات المتحدة من الأزمة السورية، قال فهمى إن واشنطن وجدت نفسها فى موقف بالغ الحساسية فى قضايا الربيع العربى، فمن ناحية كانت ملتزمة بدعم الديمقراطية ولم يكن أمامها خيار معارضة تطلعات الشعوب، إلا أن ذلك كان ولا يزال يعنى ضرورة قبول تغيير قيادات سياسية عربية اعتادت التعامل معها وعلى رأسهم مبارك فى مصر وبشار الأسد فى سوريا، وكلاهما احتفظ باستقرار وهدوء جبهتهما مع إسرائيل بصرف النظر عن المناوشات اللفظية.
وعن موقف روسيا، أضاف فهمى "لروسيا علاقات تاريخية تقليدية مع الأنظمة السورية المعاصرة، فضلًا عن وجود علاقات عسكرية وأمنية قوية بين البلدين، خصوصًا بين البحرية الروسية، ومع هذا لا ترغب روسيا أن ترى نفسها فى موقف متناقض ومتعارض مع الربيع العربى، وأعتقد أنها تقدر أكثر من غيرها نقاط القوة والضعف فى المنظومة السورية السياسية نتيجة وجودها الجغرافى والأمنى والعسكرى فى الساحة السورية لسنوات طويلة".

الجريدة الرسمية