حفارو القبور والتجرؤ على شيخ راحل فاضل !
تحتاج بعض العقول فى طور اليرقات إلى إعلان حضور، لا ينكر أطباء الصحة العقلية على من يرفضه الناس وجها وعقلا أن يهيل التراب من داخل مقبرته الذاتية، على فضيلة الإمام الشيخ محمد متولى الشعراوى، ذلك الفعل ربما يرد إليها بعض بعض الشفاء، القبول، بعض الحضور، بعض التصفيق الخارجي!
للهجوم على الرموز في مصر مواسم، مدة الموسم أسبوعان على الأكثر، يتركز الهجوم على المؤسسة الدينية غالبا، ويحجم هؤلاء المغيرون عادة عن التهجم علي مؤسسات أخرى، ذلك أن التهجم على رموز دينية، ومن بينها الأزهر الشريف، حسابه مؤجل إلى يوم القيامة، أما المحاسبة على المؤسسات الأخرى فالحساب عاجل ونافذ وموجع!
وليس أسهل من أن تهاجم ميتا، رغم أن الفكر الرشيد، وتقاليد المهنة تمنعك تأدبا من الكيد لسجين، فما بالك بشيخ مجتهد، هو الآن فى رحاب الله؟
ولقد تابعت تناول بعض الأشخاص علي الشاشات فكر الشيخ الشعراوى، وبعضهم نهش الرجل، وهو نهشه من زمان قبلا في أول طريق البحث عن الشهرة، وكان الشيخ الشعراوى حيا وقتها، وإن المرء ليتساءل حقا: ما الهدف؟ ما المطلوب؟ ولماذا الآن؟ ومن التالي؟ هل الشعراوي علي قيد الحياة؟
هل أسبوعيات التجلي الفكرى والديني للإمام، كل يوم جمعة علي القناة الأولى، هى فعل إعلامي ضار بالمواطنين، تتيحه الحكومة المصرية لملايين المواطنين منذ أكثر من أربعين سنة؟ هل يملك مصححو فكر الشخ الشعراوى أدوات مناقشته عقلا بعقل، علما بعلم، سماحة بسماحة، تراثا بتراث؟
خواطر الشيخ
إن الأمة المصرى فى مأزق جوع خطير. المال قليل، والغذاء قليل، والناس كثير، والدولة تعلن أن الوطن في أزمة، فالناس إذن في هم آخر وفي غم آخر، لكن الشبعانين المترفين لديهم من فراغ العقل، وامتلاء البطن، وشغف الكاميرات، وإعجاب الممول، ما يجعلهم متحمسين لمداهمة خواطر شيخ، له فيها تجليات ملهمة رائعة تشرح الصدر وتعمق الإيمان وتبين حلاوة القرآن وسحر البيان الإلهى..
وله فيها أيضا آراء وأفكار، شخصيا رفضتها، ولم يتقبلها عقلى واجتهادي كقارئ وكمثقف. ومثلي كثيرون ممن لا يناصبون الرجل العداء ابتداء، بل يسمعون ويستوعبون، ويتقبلون منه ما يستقيم والفطرة الدينية والوطنية، ويرفضون منه غير ذلك.
وبينما كان من هؤلاء من يوالى الخارج والخوارج ضد مصر وجيشها، كان الشيخ الشعراوى مصريا عظيم الوطنية، ومقطع الفيديو الشهير له برهان لا يموت حين هتف منددا من ينشرون على مصر إسلامها ووجوده (من يقول عن مصر أنها أمة كافرة؟ إذا فمن المسلمون؟ من المؤمنون؟.. ستظل مصر دائما رغم أنف كل حاقد. أو حاسد أو مستغل أو مستغل أو مدفوع من خصوم الإسلام هنا أو خارج هناك.. أنها ستظل دائما).
ولو ناظر الشيخ الشعراوي، حتى بعد رحيله، نظراء له في الأهلية العلمية، والغزارة الفقهية، وقوة البيان، وسلامة القصد، وطهارة الطوية، لاستفاد الناس، من رأي عارضوا به الشيخ الراحل، ولاستفاد الناس من رأي عضدوا به فكر الشيخ الراحل، تظلله رحمة الله.
مرة أخرى يلح السؤال: ما الهدف من هذا الغثاء ؟ لقد بدأ التهجم بأول عواء، ثم تردد بينهم بالتنادى، وشرعوا جميعهم، وهم غير مؤهلين، ولا يصلحون، للنيل من شيخ اجتهد، صوابه أعظم وأوفر وأكثر من أخطأئه، لكن الملايين الذين يحرصون على تلقى تفسيره للقرآن الكريم، كل أسبوع، هم المتمسكون حقا بما قال الله تعالى "فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً ۖ وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ ۚ كَذَٰلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ". صدق الله العظيم.
وفضيلة الإمام الشيخ الشعراوى باق في العقول والأفئدة.. استمروا في التنادي والتمادي ومضغ الهراء ونفث الهواء.. فإنكم عبث!.. ترى من القربان التالي لأسياد الضلال وسادة التضليل؟