رفات وجمجمة، القصة الكاملة للعثور على فتاة الشرقية المختفية
خيم الحزن الشديد على مركز بلبيس بمحافظة الشرقية؛ في الساعات الماضية؛ بعد العثور علي جثة الفتاة "سعاد.ص.أ" 14 سنة؛ في الصف الأول الثانوي بإحدى المجاري المائية (ترعة الإسماعيلية) بنطاق مركز التل الكبير بمحافظة الإسماعيلية وتعرفت أسرتها عليها من خلال ملابسها بعد أن جرفها التيار حيث كانت ذاهبة إلى أحد الدروس منذ نحو شهر تقريبا ولكنها لم تعد؛ وبدأ أهالي المدينة في البحث عنها وإبلاغ مركز الشرطة الذي بدأ في التحرك لكشف تفاصيل وملابسات الواقعة.
بلاغ بتغيب فتاة
وكان اللواء محمد صلاح، مساعد وزير الداخلية، مدير أمن الشرقية، تلقى إخطارا، من مأمور مركز شرطة بلبيس، بورود بلاغ من أسرة فتاة تدعى “سعاد.ص.أ” 14 عاما في الصف الأول الثانوي باختفائها في ظروف غامضة، بعد خروجها لأحد الدروس الخصوصية؛ وتم تحرير محضر بالواقعة إداري بلبيس.
وأجري ضباط الإدارة العامة لمباحث الشرقية برئاسة اللواء محمد الجمسي مدير الإدارة؛ تحريات أمنية مكثفة للوقوف على تفاصيل وملابسات واقعة اختفاء الطالبة سعاد من خلال التحفظ على كاميرات المراقبة تمهيدا لفحصها وكذا مناقشة شهود العيان وزميلات الطالبة لسرعة الوصول إليها.
العثور على جثة فتاة بلبيس المختفية بمركز التل الكبير
في وقت لاحق عثر أهالي مركز التل الكبير على جثمان فتاة في العقد الثاني من عمرها بأحد المجاري المائية (ترعة الإسماعيلية) في حالة تحلل تام (لم يتبقى منها سوى رفات من الجسد والجمجمة) بعد ظهور جثتها على سطح المياه عقب أعمال حفر وتطهير تقوم بها إحدى الحفارات التابعة للري.
وتحفظت الجهات المختصة علي جثة الفتاة بموقع العثور عليه بدائرة مركز التل الكبير محافظة الإسماعيلية وتم نقلها إلى ثلاجة مشرحة المجمع الطبي بالمحافظة وإبلاغ جهات التحقيق بالواقعة.
وأكدت التحريات الأولية التى أجراها رجال البحث الجنائي أن الجثمان لفتاة تبلغ من العمر نحو14 عاما تطابق مواصفاتها فتاة تم الإبلاغ عن اختفائها قبل نحو شهر بمحافظة الشرقية تدعي (سعاد.ص) في الصف الأول الثانوي متغيبة عن منزل أسرتها منذ نحو شهر تقريبا بعد خروجها لأحد الدروس الخصوصية.
أسرتها تعرفت على جثتها
وجرى استدعاء أسرتها للتعرف على الجثمان داخل المشرحة حيث اجهشت والدتها في البكاء الشديد وسقطت أرضا مغشيا عليها عقب تعرفها على نجلتها من خلال ملابسها التى كانت ترتديها قبل اختفائها.
وتم اتخاذ كافة الإجراءات القانونية اللازمة حيال الواقعة وبالعرض علي النيابة العامة أمرت بإجراء تحليل البصمة الوراثية "DNA" للتعرف والتأكد من الجثة كما طلبت التحريات حول الواقعة، وانتداب الطب الشرعي لتشريح الجثة وكشف ملابسات الوفاة.
الإجراءات المتبعة عند العثور على جثة شخص مجهول الهوية
وترصد "فيتو" الإجراءات المتبعة عند العثور على جثة شخص مجهول الهوية ملقاة في الشارع أو في قطعة أرض فضاء او في المياه حيث أن هناك عدة إجراءات تتبعها أجهزة الأمن عندما يتم العثور على جثث مجهولة الهوية أهمها:
يتم التحفظ عليها من قبل رجال الأمن.
- محاولة التوصل لأهليتها من خلال استجواب أهل المنطقة التي تم العثور فيها على الجثة والتعرف عليه وتحديد شخصيته.
- تفتيش الجثة لمحاولة العثور على أي إثبات شخصية توضح هوايتها، وفي حالة عدم وجود أي بيانات يتم فحص بلاغات التغيب.
- إبلاغ النيابة المختصة التي تصرح بتشريح جثة للوقوف على ملابسات الحادث.
- إجراء تحليل الحمض النووي (DNA) وأخذ عينات من الجثة.
- بعد انتهاء الإجراءات يتم وضع الجثة لفترة معينة من الزمن لحين التعرف عليها.
- خلال تلك الفترة إذا لم يتم التوصل إلى أهل المتوفى أو القتيل في الحادثة، يتم دفنه في مقابر الصدقة، ويتم تحديد المقبرة التي دفن فيها.
واستطلعت "فيتو" بعض من اراء الخبراء، وبدورهم أكدوا على أن هناك علامة أو مدلولًا يتركه الجانى وراءه، كما توجد ثغرة، ولو بسيطة،يتركها المتهم دون دراية، نتيجة اللهفة التي تنتابه لحظة إخفاء معالم الواقعة، مغادرًا مسرح الجريمة بسرعة، مؤكدين أنهم يلجئون لفحص بلاغات التغيب، وبصمات الأصابع، والبصمة الوراثية.
و كشف مصدر من خبراء مصلحة الطب الشرعي أن الجثث التي يتم العثور عليها دون التعرف على هويتها يتم تسميتها بين خبراء الطب الشرعي باسم "المجاهيل".
وأضاف المصدر، أن معظم حالات "المجاهيل"، تكون إما نتيجة للغرق، أو حوادث سير على الطرق النائية، أو المتطرفة على حدود البلاد، أو من يتعرض للموت المفاجئ خارج البلاد دون أن يكون مع الضحية ما يثبت شخصيته، بينما من السهل الوصول إلى هوية جثث المجني عليهم في جرائم قتل.
وأشار المصدر إلى أنه بمجرد العثور علي جثة يتم إبلاغ النيابة العامة باعتبارها محامي الشعب، لتبدأ في ممارسة جزأين من التحقيق؛الأول قانوني يتمثل في محاولة التعرف على ملابسات واقعة الوفاة، والوصول إلى مرتكب الواقعة، واستدعاء الشهود، بينما يكون الجزءالثاني تحقيقًا فنيًّا لمعرفة سبب وفاة المجني عليه، وذلك بالتعاون مع رئيس مصلحة الطب الشرعي الذي يكلف طبيبًا من قسم الطب الميدانيلإعداد تقرير الصفحة التشريحية لمعرفة سبب وفاة المجني عليه سواء كان مقتولًا أو منتحرًا.
وأكد المصدر أنه يتم إيداع الجثة المجهولة الهوية في أقرب مشرحة لها، على أن يسحب منها تحليل الحمض النووي "DNA"، والاحتفاظ به،وفي حال سؤال مواطن ما على أي شخص مفقود من ذويه من الدرجة الأولى، يتم إجراء تحليل الحمض النووي له ومطابقته مع تحليل عينة الحمض النووي للجثة المجهولة؛ لاستبيان ما إذا كان هناك صلة قرابة من عدمه.
وأوضح المصدر أنه في حال عدم التوصل إلى أهل مجهول الهوية يتم دفنه في أقرب مقبرة من مقابر الصدقة، وأنه ليس هناك حصر لتلك الجثث وإنما تختلف من يوم لآخر، ومن شهر لآخر، ومن سنة لأخرى.
ويرى اللواء رفعت عبدالحميد، خبير العلوم الجنائية ومسرح الجريمة، أنه لا توجد جريمة مكتملة الأركان مهما كانت مهارة الجانى أو اعتياده ممارسة فعل الجريمة، مضيفًا أن أي شيئين يتلامسان سيترك أحدهما أثرًا في الآخر، معلنًا أنها "قاعدة جنائية".