الدراما وعمايلها (3)! ندي بسيوني
ألو..إنتي فين؟ معلش.. حصلت مشكلة !.. هذه العبارة قد تسمعها مرارا إن كنت على موعد معها أو كان فريق عمل تشارك به ينتظرونها.. إن كنت لا تعرفها فسوف تسخر ويسخرون من إهمالها وعدم انضباط مواعيدها وإن كنت تعرفها ستضحك من قلبك. وستدرك على الفور إنها في إحدى مهامها الإنسانية..
وجدت -مثلا- قطة في الشارع تبحث عن طعام.. أو وجدت مريضا في الطريق يحتاج إلى النقل العاجل إلى المستشفى.. تعرف هي أغلب أمراض الحيوانات الأليفة وتعرف علاجها وأسماء عقاقيرها وتحفظ عناوين وتحتفظ بأرقام العيادات البيطرية.. وقد تجد الدموع -رغم ابتسامتها الشهيرة- في عيونها حزنا على قطة لديها أو لدى الجيران ممن تلاطفهم وتقضي نصيبا من وقتها معهم في حديقة الكمباوند الشهير في طريق أكتوبر!
لماذا نروي كل ذلك ؟! لأن الصورة السابقة عن النجمة ندي بسيوني تنسجم إلي حد كبير مع أعمالها.. سينمائيا وتلفزيونيا.. لكن المدهش كان قبولها بشخصية فريال في مسلسلها أعمل ايه، الذي عرض قبل أسابيع مع خالد الصاوي وصابرين.. دور المتجبرة المتسلطة القوية.. القابلة للابتزاز من حبيبها -المراوغ- الذي يصغرها بسنوات..
ورغم أنها مجازفة أن يصدم فنان جمهوره بدور يجلب اللعن لصاحبه طوال شهر أو يزيد لكن الأكثر دهشة ورغم إتقان الدور كان رضا الناس عنه.. وعنها !
ندي بسيوني.. أحد محطات الدراما التي توقفنا عندها الفترة الماضية.. كثيرة هي الجوانب الخفية عندها وحولها.. فقد كانت -مثلا- هناك في ميادين التظاهر والاحتجاج ضد حكم الجماعة..
رسالة ندى بسيوني
تشهد جدران وبوابات وزارة الدفاع وتشهد أرض المنصة بطريق النصر.. لكنها لا ولم تتاجر بما فعلت بل ربما لم تتحدث عنه مرة واحدة.. لكنها تواصل حب الوطن على طريقتها.. تقدم بيت ندي على قناة الشمس لتبدأه ب رسالة ندي كمدخل للحلقات تدعو فيها للبهجة.. للعمل.. للعلم.. للنجاح.. للعطف علي الفقراء والمحتاجين.. لأي قيمة طيبة وخيرة وجميلة..
وعندما اتجهت قبل سنوات لفترة قصيرة للكتابة من خلال مجموعة مقالات على موقع فيتو كان التوجه عينه هو الغالب.. وعندما تريد التنويع تفتح ملف حروب الجيل الرابع والتآمر علي مصر -تؤمن بنظرية المؤامرة- أو تقدم سبقا مع الدكتور حواس عن كشف أثري جديد أو تسافر -على نفقتها- إلي دولة سيزورها مسئولون مصريون لتسجل سبل دعم التعاون مع الشعب الصديق !
كيف يمكن إذن انتقادها ؟! قلة أعمالها؟ لا ذنب لها في ذلك وربما يحسب لها لا عليها.. النمطية؟ اتهام وارد..لكنه كيف وأدوارها تنوعت ثم نوعت في مجالات العمل الفني فكانت على المسرح -حيث دراستها ودراساتها العليا- مع الكبار نور الشريف وسمير غانم.. واذاعيا عن قناة السويس ويحيى المشد.. بينما يبقي حلمها سميرة موسي !
اعتزازها بنفسها يسعدها ودبلوماسيتها تسعد جمهورها وهي وسيلتها للهروب من الاسئلة المفخخة.. فتقول في إجابة ذات مغىي دون أن تؤذي احدا: "رغم انني فخورة بأعمالي ورغم إنها لم تحقق كل طموحي لكن يكفي أنها كانت كلها من اختياري الحر "!!
ننتظر ندي بسيوني قريبا في الساحر كطبيبة نفسانية وننتظرها في حورس كطبيبة فيروسات.. ليتوقف التراكم في أعمال الشر عند فريال لتعود سيرتها الأولى إلي الدراما الاجتماعية التقليدية التي تحبها وتجد نفسها فيها وشعارها الدائم الرسالة أولا!
