نحيا على قيد الأمل!
من رحم الألم يولد الأمل.. إشاعة الأمل صناعة تجيدها الأمم الحية، لرفع الروح المعنوية للشعوب خصوصًا في ظل الأزمات والكوارث. والعقول النجيبة وحدها تصنع الفارق.. وحين تقع عيني وما أكثر ما تقعِ على نماذج مصرية واعدة سواء في العلوم والتكنولوجيا أو الطب والهندسة والعلوم التطبيقية وغيرها ينتابني شعور واثق بأن الغد أفضل طالما نملك مثل هذه القدرات التى نحتاجها بشدة بنفس الدرجة التي تحتاجها من الرعاية والاحتضان والتشجيع واستثمار مخرجاتها في صنع شيء جديد يدفع بلادنا نحو التقدم والرخاء.
ومن هذه النماذج المبهجة براعم في المستوى قبل الجامعي انتزعوا بعبقريتهم إعجاب العالم وإشادته؛ ويحضرني هنا ما أنجزه طلاب مصريون شاركوا فى المعرض الدولى الافتراضى، ونجحوا في حصد ثلاث جوائز فى مسابقة برعاية الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، بالتعاون بين مكتبة الإسكندرية "مركز القبة السماوية" والإدارة العامة للتعليم الإلكترونى بقطاع الجودة وتكنولوجيا المعلومات، ومراكز التطوير التكنولوجى بالمديريات التعليمية.
مواهب في شتى المجالات
ومن باب التحفيز والحفاوة بمن يستحقون الحفاوة؛ نذكر الطلاب الفائزين وهم: جاسر محمد جلال، ومصطفى أحمد عبد المهيمن، اللذان فازا بجائزة خاصة في مجال البرمجيات عن مشروع: إستخدام الكمبيوتر وأنظمة التعلم الآلي لتطوير خوارزمية تساعد الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة على استخدام الكمبيوتر، كما حصلت الطالبة فاطمة البنا على المركز الرابع عالميًا في مجال الكيمياء الحيوية عن مشروع المورينجا لمياه الصرف الصحي والطاقة النظيفة.. أرأيتم لو تحولت الفكرة لمنتج تكنولوجي يتم تصنيعه عندنا.. كم سيكون الحصاد؟!
أما الطالب عمر وليد البحيري فقد فاز بالمركز الرابع عالميًا في مجال الهندسة البيئية عن مشروع جهاز كهربائي ذكي لمياه الصرف الصحي، كما تم ترشيح الطالب أحمد طارق الفرماوى بالصف السادس الابتدائى الفائز فى الفعاليات الدولية للطلاب تحت السن بنجاح ليمثل مصر بمشروعه المدينة المدمجة 2030 رؤية مصر 2030 فى مجال الأنظمة المدمجة.. هذان نموذجان يقولان بوضوح إننا نملك القدرات والخيارات وينبغي أن نتمسك بصناعة الفارق.
ما يثلج الصدر أن مسابقة العلوم والهندسة (ISEF)، من أقوى المسابقات الدولية فى مجال العلوم والهندسة للباحثين في المرحلة الثانوية، من سن 14 إلى 18 عامًا، حيث تم اختيار الطلاب للتمثيل الدولى عبر عدد من المسابقات التمهيدية والمحلية التى جرت فى جميع ربوع مصر، كما تم تأهيلهم ورفع مهاراتهم في التواصل لعرض مشروعاتهم بكفاءة فى المعرض الدولى.
ما عرضناه من نماذج كما قلت هو غيض من فيض تداعت إلى ذهني في خضم تحديات كبرى وأيام صعبة تعيشها الدنيا كلها وتنذر بمتاعب لا يصح الاستهانة بها أو غض الطرف عن عواقبها؛ وهي بالقطع تحديات لا يمكن احتمال تبعاتها إلا ببث جرعات من الأمل والإيمان العميق بقدارتنا الذاتية في مواجهتها بحلول وطنية علمية خلاقة تنتجها عقول أبنائنا النابهين في شتى المجالات..
ولا نمل من تجديد دعوتنا لرجال الأعمال والرأسمالية الوطنية أن يمدوا لمواهبنا يد العون جنبًا إلى جنب دعم الدولة التي لا تدخر جهدا في اكتشافهم ودعمهم بحسبانهم عدة المستقبل وقادته وبناة مجده وعزته.. تحيا مصر بعقول وسواعد أبنائها وتماسك نسيجها وعزيمة رجالها وهمة بنيها المخلصين.