نجح محليا وفشل عالميا، 59 عاما على عرض فيلم الأيدي الناعمة
حينما قامت ثورة يوليو نزعت بعض الثروات في سياستها للقضاء على الإقطاع فيلم يستعرض حياة العاطلين بالوراثة هو ايقونة الاحتفالا بعيد العمال، تم تصويره بقصر الطاهرة أفخم القصور الملكية سابقا والرئاسية حاليا صنف فيلم "الايدى الناعمة" الذي عرض في مثل هذا اليوم 29 ديسمبر 1963 في المركز رقم 77 في قائمة أفضل مائة فيلم في السينما المصرية.
وتدور أحداث فيلم " الأيدى الناعمة " حول قصة البرنس العاطل شوكت حلمى الذى أدى دوره باقتدار الفنان أحمد مظهر، الذى لا يملك عملا ولا مالا يعيش منه سوى هذا القصر الذى يعيش فيه بعد ان اصبح مفلسا وحيدا،تتزوج ابنته من مهندس شاب مكافحا يملك ورشة صغيرة للميكانيكا، وقاطعها البرنس لذلك وتقيم معها ابنته الثانية بعد ان تبرأ منهما، يلتقى بشاب متعلم حاصل على الدكتوراة لكنه لا يجد عملا، ويقترح الدكتور على البرنس أن يستغل القصر بتأجيره مفروشًا،وتؤخره شقيقة زوج لابنة الارملة فيحبها البرنس، ثم يعلم الحقيقة وتزول القطيعه بينه وبين ابنتيه ويعمل في النهاية مرشدا سياحيا..
والفيلم عبارة عن مسرحية الأديب توفيق الحكيم الذى شارك الدكتور يوسف جوهر كتابة السيناريو والحوار واخرجه محمود ذو الفقار، وقام ببطولته صباح التي احتلت الاسم الأول في تتر الفيلم وأفيشاته وتلتها في الأسماء مريم فخر الدين ثم أحمد مظهر، صلاح ذو الفقار، وليلى طاهر التي رفضت اختيارها لهذا الفيلم خوفا من الوقوف أمام نجوما لامعين وكانت هي في بداياتا،، أحمد لوكسر، أحمد خميس، حسن عسر، عبد الغنى النجدى، وداد حمدى وغيرهم، ووضع الموسيقى التصويرية الموسيقار على إسماعيل، وصنفت الموسيقى من أفضل الموسيقات التصويرية للأفلام.
والفيلم من أوائل إنتاج مؤسسة السينما بعد تشكيلها، فقد أنتجت عام 1963 ثلاثة أفلام هى الأيدى الناعمة، منتهى الفرح، القاهرة فى الليل، وغنت صباح فى الفيلم أغنيتين الأولى "الدوامة " كلمات حسين السيد، أغنية "ب فتحة باء" كلمات فتحى قورة والأغنيتان تلحين محمد الموجى.
وشارك فيلم الأيدى الناعمة فى مهرجان برلين السينمائي عام 1964 وكتب الكاتب أحمد حمروش مقالا فى روز اليوسف تحت عنوان (فشلنا فى برلين بالأيدى الناعمة) قال فيه بالرغم من أن الفيلم هو أول فيلم مصرى يعالج مشكلة العاطلين بالوراثة إلا أنه فشل فى برلين فشلا ذريعا فحين عرض على لجنة التحكيم كان مثار السخرية من أعضاء اللجنة واتهموا الفيلم بالسذاجة والسطحية، وأن سبب نجاح الفيلم فى مصر هو أن مؤلف القصة الكاتب توفيق الحكيم، واتهم حمروش السينما المصرية فى النهاية بالتخلف الفكرى والفنى.
إعجاب الجمهور
ورغم ذلك مازال فيلم الايدى الناعمة يحظى بإعجاب الجمهور العربى ولا تخلو اى قناة تليفزيونية من عرضه مرات على مدار العام خاصة وقت الاحتفال بأعياد العمال، وقد ضم الفيلم الذى سمى بالفيلم العائلى البطولة لزوجة المخرج مريم فخر الدين وشقيقه الفنان صلاح ذو الفقار.