اختلاط السمار بحمرة الورد.. رحلة حصاد الكركديه فى غيطان إسنا.. سيدات الصعيد: العمل شاق ولقمة العيش لا تعرف الأيدي الناعمة (صور)
يجلسن مرتديات ملابسهن السوداء ترتسم على وجوههن علامات الزمن، بشرتهن السمراء تختلط بحمرة الورد الذي يملاء الغيطان، في حارات واسعة يجلسن ينتظرن عربات نقل الكركديه أو القرقدان كما يطلق عليه في صعيد مصر.
“فيتو” ترصد لكم تفاصيل موسم حصاد الكركديه في نجع العرب بمركز إسنا جنوب محافظة الأقصر.
البداية تكون في الساعات الأولى من الصباح وتحديدا مع انطلاق آذان الفجر، تجلس النساء أمام بيوتهن وأمامهن أشجار الكركديه الأحمر الذي يشبه الورد، تكتسي أيديهن بحمرته، ورغم ما به من أشواك فإن لقمة العيش لا تعرف الأيدي الناعمة.
كثير منهن يرفضن الحديث بشكل عام خجلًا من عدسات الكاميرات التي تراقب كل حركة يقمن بها وهنا لا يبالين ولا ينظرن إلى تلك العدسات إلا فجأة عندما يقع إلى جوارهن شيء.
وأكد محمد ناصر، أحد موثقي لحظات الحصاد، أن النساء هنا يجخلن من عدسة الكاميرات، فهنا الكثير منهنَّ لا يعرفن سوى العمل والجد في الغيطان ومساعدة رب المنزل.
وأضاف في لــ"فيتو" أنه استغرق وقتًا لإقناعهنَّ لتوثيق تلك اللحظات العابرة في غيطان الكركديه وأمام بيوتهن وهنا يقمنا بعملهن.
نساء القرقدان
وقالت “م. ن” إنها تعمل في الساعات الأولى من الصباح، من أجل الحصول على لقمة العيش ونظرًا لارتفاع أسعار الأيدي العاملة في هذا المجال يضطر الكثير إلى عمل جميع أهل المنزل لاستكمال مراحل الحصاد والتجفيف التي تستغرق وقتًا طويلًا جدًّا.
وأضافت “ر. س” ربة منزل، أن العمل شاق جدًّا خاصة وسط الأشواك وساعات البرد القارس في الشتاء ولكن هذا لا يمنعنا من العمل من أجل مساعدة أهل البيت وتوفير ما يلزم لهم.
ارتفاع أسعار الأيدي العاملة
وأكد يحيى منصور علي، أحد مزارعي الكركديه، أن ارتفاع أسعار الأيدي العاملة أحد أهم الأسباب التي جعلت الكثير يعزف عن تلك الزراعة ولكن هناك بعض القرى والنجوع في صعيد مصر وتحديدًا الأقصر لا يمكنهم الاستغناء عن تلك الزراعة.
وأشار إلى أن ارتفاع أسعار الأيدي العاملة واختفائها في بعض الأحيان يسبب أزمة ولكن كبيرات السن الذين يعملن في تلك الصنعة كما يقال قلائل.
جدير بالذكر أن موسم حصاد الكركدية أو القرقدان يبدأ في شهري نوفمبر وديسمبر في مختلف قرى ونجوع صعيد مصر.