علي جمعة: أكثر من 50 امرأة حكمن العالم الإسلامي
حكم المرأة في الإسلام، أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن أكثر من خمسين امرأة حكمن الأقطار الإسلامية على مر التاريخ، في عصور متعددة (الأيوبي والفاطمي)، وفي مصر وصنعاء والأندلس.
سيدات اشتهرن في الحكم الإسلامي
وعن حكم المرأة في الإسلام أشار علي جمعة إلى أن بداية حكم المرأة كان من ست الملك، إحدى ملكات الفاطميين في مصر، وحكمت في بداية القرن الخامس الهجري. وحكمت الملكتان أسماء وأروى، صنعاء في نهاية القرن الخامس الهجري، وزينب النفزاوية في الأندلس.
وأكد علي جمعة أن أشهر السيدات اللاتي برزن في حكم المرأة في الإسلام كانت الملكة، أشهر النماذج النسائية في الحكم بتوليها حكم مصر والشام، فأدارتهما بإدارة وحزم وعقل وبر وإحسان، كما وصفها علي جمعة.
أشهر نماذج النساء في الحضارة الإسلامية
وقال الدكتور علي جمعة إن مكانة المرأة في الإسلام لم تقتصر على كونها أول مؤمنة في الإسلام، وأول شهيدة، وأول مهاجرة، وأحب الناس إلى النبي صلى الله عليه وسلم، بل تعدت مكانتها؛ ذلك عبر العصور والدهور، فحكمت المرأة، حكم المرأة في الإسلام، وتولت القضاء، وجاهدت، وعلَّمت، وأفتت، وباشرت الحسبة.. وغير ذلك الكثير مما يشهد به تاريخ المسلمين".
وتابع الدكتور علي جمعة حديثه عن حكم المرأة في الإسلام فقال: "لعل أشهر نماذج النساء في الحضارة الإسلامية، اللائي تولين منصب الحاكم. لا نقصد بحكم النساء للبلاد أن يكون لهن التأثير والنفوذ وتسيير الأمور عن طريق زوجها الحاكم أو ابنها أو سيدها، فهذا الشكل لا يحصى".
وأكد علي جمعة أنه قد كثر في الدولة العباسية خاصة، بشكل كبير، بداية من الخيزران بنت عطاء، زوجة المهدي العباسي وأم بنيه الهادي وهارون، وقد توفيت سنة ١٧٣ هـ، مرورًا بقبيحة أم المعتز بالله (ت ٢٦٤)، وفاطمة القهرمانة (ت ٢٩٩)، وأم موسى الهاشمية قهرمانة دار المقتدر بالله، وأم المقتدر بالله شغب (ت ٣٢١)... وغيرهن الكثير ممن لا يحصى ولا يعد"
سيدات حكمن الأقطار الإسلامية
وعن حكم المرأة في الإسلام قال الدكتور على جمعة إنه يعني من حكمن البلاد وبعض الأقطار الإسلامية بطريقة مباشرة وواضحة، مؤكدًا أن النساء حكمن بعض الأقطار الإسلامية في أزمنة مختلفة، وإن كانت لم تلقب امرأة في الإسلام بلقب "الخليفة"، لكنها لقبت بألقاب دون ذلك منها: السلطانة، والملكة، والحرة، وخاتون.
وكشف الدكتور على جمعة أن التاريخ الإسلامي يذكر أن "هناك أكثر من خمسين امرأة حكمن الأقطار الإسلامية على مر التاريخ، بداية من ست الملك إحدى ملكات الفاطميين بمصر، التي حكمت في بداية القرن الخامس الهجري، مرورًا بالملكة أسماء والملكة أروى، اللتين حكمتا صنعاء في نهاية القرن الخامس الهجري، وزينب النفزاوية في الأندلس".
وتابع الدكتور على جمعة: "والسلطانة رضية التي تولت الحكم بدلهي في منتصف القرن السابع الهجري، وعائشة الحرة في الأندلس، وست العرب، وست العجم، وست الوزراء، والشريفة الفاطمية، والغالية الوهابية، والخاتون ختلع تاركان، والخاتون بادشاه، وغزالة الشبيبة، وغيرهن كثير."
شجرة الدرة أشهر حاكمة في الإسلام
وتحدث على جمعة عن السيدة الأكثر شهرة في الحكم فقال: "وتظل شجرة الدر هي أشهر النماذج النسائية بتوليها حكم مصر والشام، فهي ذات إدارة وحزم وعقل وبر وإحسان، ملكها الملك الصالح في أيام والده، واستولدها ولده خليل ثم تزوجها، وصحبته ببلاد الشرق ثم قدمت معه إلى البلاد المصرية، فعظم أمرها في الدولة الصالحية، وصار إليها غالب التدبير في أيام زوجها ثم في مرضه".
واستطرد قائلًا: "وكانت تكتب خطًا يشبه خط الملك الصالح فتعلم على التواقيع، ولقد باشرت الحكم، وأخذت توقع عن السلطان مراسيم الدولة إلى أن وصل تورانشاه إلى المنصورة، فأرسل إليها يهددها ويطالبها بالأموال، فعملت على قتله، فقتل في ٧ محرم سنة ٦٤٨هـ".
وقال علي جمعة: "ولما قتل وقع الاتفاق على تولية شجرة الدر السلطنة فتولتها، وقَبَّل لها الأمراءُ الأرضَ من وراء الحجاب، فكانت تاسع من تولى السلطنة بمصر من جماعة أيوب، وكان ذلك في ٢ صفر سنة ٦٤٨، وجعلوا عز الدين أيبك الصالحي التركماني أتابك عسكرها، وساست الرعية أحسن سياسة، فرضي الناس عن حكمها خير رضاء، وكانت تصدر المراسيم وعليها توقيع شجرة الدر بخطها باسم والدة خليل"
وعن مكانة شجرة الدر قال جمعة "خُطِب في أيام الجمع باسمها على منابر مصر والشام، وضُرِبت السكة- أي النقود- باسمها ونقش عليها: «السكة المستعصمية الصالحية ملكة المسلمين والدة الملك المنصور خليل».
واختتم علي جمعة حديثه عن حكم المرأة في الإسلام فقال: "تلك نماذج من صفحات صدر الإسلام والتاريخ الإسلامي التي يعرفها القاصي والداني، والتي تنم عن قيمة المرأة في الحضارة الإسلامية، وكم لها من إسهامات في بناء المجتمع وإرساء دعائمه".