الجنازة حارة والميت دورى
وانقلبت الدنيا رأسا على عقب لأن لاعبا بالنادى الأهلي اسمه أفشة أصر على تسديد ضربة الجزاء رغم إنه لم يكن مرشحا لها من قبل الجهاز الفني فما كان أن ضاعت ضربة الجزاء. وعلى مواقع التواصل الاجتماعي أثيرت القضية وانزعج الجميع لأن لاعبا قرر ما لم يقرره له الجهاز الفني وقال بعضهم إن هذه ليست المرة الأولى فقد جرت وقائع مشابهة لذلك من قبل.
وعلى محطات الإذاعة المتخصصة بالنشاط الرياضى تحدث نقاد ولاعبون وغيرهم ممن لا عمل لهم عن الموضوع ولم يقف الأمر على الإذاعة وانتشر الخبر وتداعياته على قنوات الرياضة أيضا.
وعلى قنوات الرياضة ترى وجوها ثابتة ويقال عنهم نقاد أو خبراء في كرة القدم ويتقاضى الواحد منهم عدة مئات من آلاف الجنيهات في الحلقة الواحدة لأنه يضيف إلى المشاهدين ما لا يعرفونه!!
كورة أفشة
كانت القنوات والإذاعات والصحف ومواقع التواصل الاجتماعى والمواقع الالكترونية تتناقش في القضية.. قضية مجدي أفشة وضربة الجزاء كما لو كنا نناقش قضية عبور مصر خط بارليف.
وأشهد أني تابعت مثل غيرى تفاصيل الملف الشائك رغبة مني في الوصول إلى توجه عام أو خاص أستطيع من خلاله أن أعرف رأسي من قدماى غير أنى فشلت.
وسبب فشلى في الإحاطة بملف السيد مجدى أفشة انشغالى مثل غيرى بما تابعناه وشاهدناه على شاشات بين سبورت من مباريات يقال إنها لكرة القدم العالمية. وما شاهدته خلال شهر من المتعة والإثارة والتشويق لا علاقة له بمثل أفشة أو فشة ولا تربطه أية صلات بما يقال عنه لدينا إنه كرة قدم رغم التشابه الكبير في بعض التفاصيل.
هناك وفي قطر كانت ملاعب تشع حرارة ونور وطاقة وحيوية وهنا لدينا ملاعب صفراء باهتة كما لو كنت في زيارة إلى مقابر بصحراء ميتة. وهناك لاعبون متمردون ومنضبطون وفنانون قوامهم الحركة والنشاط والفن ولاعبونا كما لو كانوا قد خرجوا للتو من مستشفى حميات العباسية تكسو وجوههم صفرة تشبة صفرة الموت القادم مع مرض الكوليرا اللعين.
هناك كرة مستديرة ولدينا مثلها.. هناك يتقافزون حولها وبها ومعها ويسجلون أهدافا كما لو كانت لقطات سينمائية لمخرج هوليودي عظيم وهنا نتحرك حولها كمرضى الكساح ولين العظام شفانا الله واياكم.
هناك حياة وهنا يسكن العفن البنى على مجريات الأمور كما عفن البطاطس.. هناك يحصلون على أموال كثيرة والمصيبة هنا أن اللاعبين هم الذين يحصلون على ما يجب أن تحصل عليه الجماهير.
نعم هنا يجب أن نصرف للجماهير تعويضات صبر لأنهم يتحملون متابعة أفشة وكل أفشة في هذا الدوري اللعين.