ماذا تكسب مصر من التقارب مع الصين؟
كل يوم تثبت مصر أنها رقم صعب في المعادلة العالمية؛ فها هي الصين القوة البازغة اقتصاديًا وعسكريًا تراها بوابة أفريقيا وركيزة الاستقرار في الإقليم؛ في ظل عالم يمر بمرحلة مضطربة، ستسفر في نهايتها حتمًا عن شكل جديد من موازين القوى والتحالفات والعلاقات الدولية؛ ومن هنا تأتي أهمية القمة العربية الصينية الأولى في الرياض..
مكاسب القمة العربية الصينية
حققت القمة العربية الصينية بلا شك مكاسب عديدة سياسية واقتصادية؛ وينتظر أن تجلب مزيدًا من المنافع في المستقبل القريب؛ ذلك أنها إيذان بانطلاق الشراكة الاستراتيجية بين العرب والصين لمرحلة جديدة أكثر تطورًا تدفع باتجاه بناء مجتمع عربي صيني ذي مصير مشترك مزدهر ومتقدم في العصر الجديد..
يدلنا على ذلك ما صدر عن القمة العربية الصينية من بيان ختامي أراه جيدًا وشاملًا ويعطي دلالات ورسائل إيجابية عديدة لها ما بعدها في السياق الدولى شديد التعقيد، في ظل ما يشهده العالم من أزمات اقتصادية وبيئية وانتشار الأوبئة والحروب -الأزمة الأوكرانية-، والتغيرات المناخية العنيفة، وندرة الموارد والأزمات المتعلقة بنقص الغذاء والطاقة، والنزاعات حول المياه، ونذر الحرب الباردة.
قادة الأمتين العربية والصينية اجتمعوا في الرياض لاستكشاف أنماط تعاون جديدة أكثر جاذبية وجذرية واستدامة، لبناء شراكة استراتيجية شاملة حاول البيان الختامي للقمة العربية الصينية صياغتها في بنود طموحة تسعى لتلبية احتياجات الطرفين وأهدافهما المشتركة..
لعلها تشق لأطرافها مسارًا جديدًا أكثر حيادية واستقلالًا، يناسب ظروفها وتطلعات شعوبها، ويحقق لأمتنا التي لا تنقصها القدرات ولا تعجزها الخيارات مكاسب عديدة في ظل تطورات عالمية متلاحقة خلقت أزمات خانقة لم تفلت من ويلاتها دولة على ظهر هذه الكوكب، وتزداد درجة المعاناة وفقًا لظروف كل دولة ومدى قدرتها على الصمود وامتصاص الصدمات وخصوصًا الاقتصادية..
ولعل التقارب مع الصين يعود على مصر بفوائد عديدة لعل أهمها الاستثمارات الصينية التي تحتاجها مصر في تلك الفترة الصعبة محليًا وعالميًا ثم نقل وتوطين التكنولوجيا والدعم الصيني لمسألة سد النهضة بما تملكه الصين من نفوذ كبير واستثمارات ضخمة لدى الجانب الأثيوبي وغيرها من مزايا التقارب مع الصين التي تحتاج للدعم العربي بذات القدر الذي يحتاجه العرب..
المهم هو ترجمة النوايا الحسنة والوعود إلى أفعال على الأرض تساعدنا في عبور التحديات العالمية بروح قوية وعزيمة صادقة وتعاون وتفاهم مشترك.. حفظ الله مصر.