نبوية موسى، راهبة العلم التي وصفت الزواج بالقذارة.. وهذه طريقتها للتخلص من عرسانها
الكاتبة والمفكرة والأديبة، وإحدى رائدات التعليم والعمل الاجتماعي، وأول ناظرة مصرية وأيضًا رائدة العمل الوطني والنسائي، آمنت بضرورة العلم للفتيات كأساس لنهضة المجتمع، ومن أجل ذلك ظلت نبوية موسى منذ تخرجها من مدرسة المعلمات السنية وهي مدرسة للتعليم المتوسط، حتى وفاتها تناضل في سبيل تعليم الفتاة.
ولدت نبوية موسى محمد بدوية فى مثل هذا اليوم عام 1886 بالشرقية، ونشأت يتيمة وعلمت نفسها القراءة والكتابة عن طريق متابعتها لأخيها وهو يقرأ ويحفظ القصائد، وذلك لأن عائلتها رفضت خروجها إلى المدارس لاعتبار ذلك خروجا على قواعد الأخلاق، فالتحقت بالمدرسة سرا.
تاريخى تعليمى مذكرات نبوية موسى
وتعترف نبوية موسى في مذكراتها التي صدرت بعنوان "تاريخي تعليمي"، أنها سرقت ختم والدها وباعت سوارا من الذهب لتلتحق بالمدرسة دون أن يعلم والدها والتحقت بالقسم الخارجي بالمدرسة السنية عام 1901، وبعد الابتدائية انتقلت إلى قسم المعلمات وعينت بمدرسة عباس الابتدائية بالقاهرة بمرتب 6 جنيهات في حين كان مرتب الرجل 12 جنيها، فاحتجت على ذلك وصممت على الحصول على البكالوريا، ولما تقدمت إلى الامتحان أثارت ضجة فى وزارة المعارف باعتبارها أول فتاة تجرؤ على التقدم لهذه الشهادة، ونجحت وحصلت على البكالوريا عام 1907.
وضعت نبوية موسى كتابا تعليميا بعنوان " ثمرة الحياة في تعليم البنات "وعرفت في الأواسط الصحفية فبدأت كتابة المقالات في جريدتي الجريدة ومصر الفتاة، بنت النيل مع صديقتها درية شفيق.
وتولت نبوية موسى نظارة المدرسة المحمدية الابتدائية بالفيوم عام 1909 لتكون أول ناظرة مصرية لمدرسة ابتدائية.
وانتدبت فى الجامعة المصرية مع ملك حفنى ناصف، ثم اختارها أستاذ الجيل أحمد لطفى السيد لنظارة معلمات المنصورة ومعلمات بولاق،نتيجة للحقد عليها وشى بها زملاؤها للإنجليز بأنها تعمل فى السياسة ونقلت إلى الإسكندرية فانتقدت وزارة المعارف فى مقالات بالأهرام، وكذلك فى جريدة السياسة فتم إيقافها عن العمل.
لم تجد نبوية موسى أمامها إلا التعليم الخاص فأنشأت مدرسة ومجلة أسبوعية نسائية باسم الفتاة هي مالكتها والكاتبة فيها، إلا أن سخونة مقالاتها ضد الحكومة جعلت حزب الوفد الذى تنتمى إليه يغلقها بعد وصوله إلى الحكومة.
أربعة عرسان
عاشت نبوية موسى راهبة العلم بلا زواج، فهي ترى في الزواج قذارة لاتريد أن تلوث نفسها به، ولهذا عاشت وماتت 1951 آنسة بالرغم من أنه تقدم لخطبتها ثلاث عرسان لكل منهم معها قصة، الأول كان يعمل مأمور بوليس في السودان ارسل لها خطابا على مدرسة السنية يطلب يدها وتدله على ولى أمرها فجعلت اخوها يرد عليه بأنه لو رأى صورتها لغير رأيه، أما الثاني فيعمل مهندسا قرأ محاضراتها وكتبها في الجامعة وأعجب بكتاباتها ويريد الزواج منها فقالت لأخيها: لو لم يكن هذا الرجل مؤدبا لأرسلت له صورتى، والعريس الثالث يعمل كمسرى في محطة سكة حديد الإسكندرية.