صلاح نظمي، الشرير الذي جرجره عبد الحليم حافظ للمحاكم، وأرمينية أدخلته المستشفى عامين
فنان من الزمن الجميل اشتهر بأدوار الشر، قام بالتمثيل مع جميع نجوم السينما في جيله ولكن في أدوار ثانوية قدم من خلالها 300 فيلم لم ينل فيها البطولة إلا في فيلم واحد هو "هذا جناه أبى" واشتهر باسم حلاوة العنتبلى وهو الشخصية التي أداها في فيلم " على باب الوزير" هو الفنان صلاح نظمى الذى رحل في مثل هذا اليوم 16 ديسمبر 1991.
ولد صلاح الدين أحمد نظمى الشهير بصلاح نظمى عام 1918 بمحرم بيك بالاسكندرية، والده يعمل بالمجال الصحفى وكان رئيسا لتحرير جريدة وادى النيل، تعلم صلاح نظمى في المدارس الأمريكية، ثم كلية الفنون التطبيقية، وبعد تخرجه عمل مهندسا بمصلحة التليفونات واستمر فيها حتى خرج على المعاش في وظيفة مدير عام.
الجزار الغشاش حلاوة العنتبلى
التحق صلاح نظمى بمعهد الفنون المسرحية، وبعد التخرج عمل ممثلا مسرحيا في فرق مختلفة منها فاطمة رشدى وفرقة رمسيس وفرقة ملك وقدم مسرحيات: بترفلاى، مايسة، الاميرة والمملوك، بمبة كشر وغيرها، ثم اتجه الى السينما حيث حصره المخرجون في أدوار الشر الثانوية مثل النصاب والتاجر الغشاش وتاجر المخدرات وزعيم العصابة، ومن أنجح الأدوار التي قدمها دور الجزار الغشاش " حلاوة العنتبلى " في فيلم على باب الوزير" مع عادل امام ويسرا، كما برع في دور العاطل الوجيه ابن الطبقة الارستقراطية.
ومن الأفلام التي قدمها:الخيط الرفيع، لولاكى، جدعان باب الشعرية، بلطية من بحرى، شعبان تحت الصفر، الشريدة، بنت من بحرى، آه ياليل يازمن، اغلى من حياتى، وتمضى الأحزان، البنات عايزة ايه، أفواه وأرانب، الحقيقة العارية، شئ من الخوف، أغلى من حياتى وغيرها، كما كتب سيناريو لفيلمين: ساعة الصفر والمتهم.
في أواخر حياته جاءت محطة الدراما فقدم 7 مسلسلات للتليفزيون منها: العسل المر، أنف وثلاث عيون، ليلة القبض على فاطمة، الى جانب عدد كبير من مسلسلات الإذاعة.
خلاف مع عبد الحليم حافظ
وقع فى خلاف شهير مع الفنان عبد الحليم حافظ الذى سئل فى برنامج إذاعى بالشرق الأوسط عام 1968 عن أخف دم وأثقل دم فى السينما فقال ضاحكا: عبد السلام النابلسى الأخف، وصلاح نظمى الأثقل دما، مما أغضب صلاح نظمى، ولأن عبد الحليم لم يعتذر لجأ نظمى إلى القضاء وكانت قضية الموسم، ولتصفية الخلاف التقى عبد الحليم مع نفس البرنامج بالشرق الأوسط ليعترف انه لم يقصد إهانة صديقه صلاح نظمى أو السخرية منه وإنما قصد أن يقول إنه أحسن من يمثل دور ثقيل الدم،ثم أهداه أغنية سماح يا أهل السماح لمحمد قنديل، ثم قدم له عربون صلح بدور في فيلمه أبى فوق الشجرة.
شارك الفنان صلاح نظمى جميع الفنانين والفنانات من جيله في أفلامهم إلا أنه قدم مع الفنان رشدى أباظة وحده 55 فيلما من أفلامه فقد كان ملازما له في أفلامه بالصدفة، حتى أنه استكمل تصوير دوره عندما رحل في فيلم "الأقوياء".
حب حتى الموت
تزوج صلاح نظمى من فتاة أرمينية " أليس يعقوب " ولما طلب منه صديقه شكرى سرحان أن يعرض على زوجته الإسلام، فأسلمت وأطلق عليها اسم والدته " رقية نظمى "، وأنجب منها ابنه حسين الذى اسماه حسين كرد جميل للفنان حسين صدقى الذى أنتج له فيلما، ودفع له مقدما أثناء ضائقة مالية وقع فيها وتوقف الفيلم، ولم يسترجع حسين صدقى المقدم وقدمه هدية لمولوده فأسماه حسين.
وعندما أصيبت زوجته بالشلل ظلت مريضة ثلاثين عاما فقام بتمريضها وخدمتها، وعندما رحلت حزن حزنا شديدا عليها لدرجة انه أصيب بالاكتئاب اكثر من عامين محجوزا في المستشفى حتى رحل عن 73 عاما.