كانت تستخدم منارة للمسافرين والسفن ومراقبة الأعداء في إسنا.."العمرية" مئذنة عمرها ألف عام
تعد مئذنة العمرية من أقدم المآذن الموجودة في مدينة إسنا، جنوب محافظة الأقصر والتي يرجع تاريخها الي العهد الفاطمي، ويبلغ عمرها حوالي الف عام، وهي الأثر الوحيد المتبقي من العصر الفاطمي بالمدينة.
وتم استخدام كلمة “مئذنة ” في نقوش القاعدة الرخامية للمئذنة العمرية لأول مرة في مصر، بدلا من كلمة “منارة ” لوصف برج المسجد، مما يؤكد وظيفتها الجديدة ودورها في رفع الاذان للصلاة، بجانب وظيفتها الأصلية كمنارة للمسافرين في نهر النيل، وتعد إعجازا معماريا حقيقا.
الزلزال هددها بالسقوط
في عام 1992 وقع زالزل بمصر واودي بحياة الكثير واسقط العديد من البيوت وهدد عدد من الأماكن الاثرية القديمة بالسقوط، ولكن شاءت الأقدار أن تستطيع تلك المئذنة العمرية أن تحافظ علي توازنها، رغم أنها شيدت في عهد عمرو بن العاص.
وتقع على بعد حوالي 100متر من معبد الإله خنوم بمركز إسنا، وأصدرت وزارة الآثار قرار التسجيل الخاص بها وحمل رقم 10357 لسنة 1951،ويبلغ ارتفاعها حوالي 23،69 مترًا، ورغم مرور الزمن والكثير من الأحداث حافظت على جمالها الإسلامي بعد الترميمات التي تمت في المسجد في عام 1295هـ.
الشكل المائل للمئذنة
وأكد الأثرية ياسمين محمد، أن المئذنة، استمرت علي وضعها بهذا الشكل لمدة وصلت 10 سنوات، ثم تمت إزالة الصلبات الحديدية الموجودة من على تلك المئذنة حتى تحتفظ بميولها في شكل ثابت حتى لا تتزحزح، وبهذا أصبحت المئذنة ضمن أكثر المباني النادرة في مصر في حالة ميل ثابت متخذة مظهرا جماليا رائعا.
وأشارت الي أن بها سَّلُم داخلي يدور حول عمود في الوسط، وتلتف من حوله درجات المئذنة من باب الدخول وحتى أرضية القبة، وتصل عدد تلك الدرجات إلى 99 درجة، اُنشئت من الطوب ولكن مقدمتها من الخشب.
لافتة الي أن بها فتحات عدة تصل الي أكثر من 20 فتحة موزعة على المأذنة من الأعلى وحتى الأسفل بشكل منظم ودقيق، حيث صُمِمَت بهدف التهوية للمأذنة وما بداخلها وكذلك الإنارة والإضاءة من خلال الإعتماد على أشعة الشمس.
وظيفتها الحربية
وأكدت رحاب مجاهد، مرشدة سياحية، أن المئذنة كان لها دور أخر أيضا، فكانت تمثل إشارات عسكرية في بعض الأوقات، عندما كانت النيران تشعل في المئذنة، لتبلغ أقرب مئذنة لها، وكانت ضمن وظائفها كذلك إرشاد السفن والمراكب كما تفعل المنارة، فضلًا عن تمتعها بوظيفة حربية أخرى، وهي الإعلان عن قدوم العدو لمساعدة الجنود على اتخاذ مواقعهم لحماية المنطقة قبل قدومهم.