كيف تأسس حزب الوفد على يد سعد زغلول ورفاقه؟
يعد حزب الوفد هو الحزب الأقدم في الحياة الحزبية المصرية والتي مر عليه أكثر من مائة عام على الساحة السياسية منذ أن وضع مؤسسوه اللبنات الأولى والقواعد الأولية فى البنيان.
والبداية في تأسيس حزب الوفد كانت عام 1919 عندما خطرت لسعد زغلول فكرة تشكيل الوفد المصري للدفاع عن قضية مصر سنة 1918م حيث دعا سعد زغلول أصحابه إلى مسجد وصيف للتحدث فيما كان ينبغي عمله للبحث في المسألة المصرية بعد الهدنة بعد الحرب العالمية الأولى.
ذكرى تأسيس حزب الوفد
تشكل الوفد المصري الذي ضم سعد زغلول وعبد العزيز فهمي وعلي شعراوي وأحمد لطفي السيد ومكرم عبيد وفخر الدين المفتش وآخرين وأطلقوا على أنفسهم حينها الوفد المصري.
وقد جمعوا توقيعات من أصحاب الشأن وذلك بقصد إثبات صفتهم التمثيلية.
اتفق حينها سعد زغلول مع عبد العزيز فهمي بك وعلي شعراوي باشا، زميليه في الجمعية التشريعية، على أن يطلبوا من دار الحماية تحديد موعد لهم ليقابلوا السير ونجت، المندوب السامي البريطاني، للتحدث إليه في طلب السماح لهم بالسفر إلى لندن، لعرض مطالب البلاد على الحكومة الإنجليزية.
وكان هذا الطلب بنصيحة من حسين رشدي باشا، رئيس الوزراء، فأجابت دار الحماية طلبهم بوساطة رشدي باشا أيضًا، وحددت لهم الموعد في شهر نوفمبر عام 1918 للمقابلة وقابلوا المندوب السامي البريطاني، ودار بينهم حديث طويل وهناك محضر وضعه الوفد وثق لهذه المقابلة.
وفى خلال اللقاء تحدث الزعماء الثلاثة في حديث مطول مع المعتمد البريطاني عن فكرة الاستقلال، وأنه جاء الوقت لمصر أن تبحث عن مصيرها بعد أن وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها.
وعقب هذا اللقاء ولدت فكرة الوفد المصري، وبعد ساعة واحدة من انتهاء اللقاء وضع مؤسسو الوفد المصري قانون تأسيس هذه الهيئة الشعبية، وأجمعوا على اختيار سعد زغلول رئيسًا للوفد المصري واتبعوا القانون بصيغة التوكيل الأول له.
واعتقل سعد زغلول ونفي إلى مالطا هو ومجموعة من رفاقه في مارس 1919م فانفجرت ثورة 1919 م في مصر التي كانت من أقوى عوامل زعامة سعد زغلول والتمكين لحزب الوفد.
في عام 1924 انعقدت أول انتخابات تشريعية حقيقية في مصر، وكانت المنافسة في تلك الانتخابات بين الأحزاب الرئيسية الموجودة في ذلك الوقت وتتمثل في الوفد، والأحرار الدستوريين، والحزب الوطني حزب مصطفى كامل ومحمد فريد، وفاز وقتها الوفد بأغلبية البرلمان، مشكلا أول حكومة برلمانية في مصر، برئاسة سعد زغلول بصفته رئيس حزب الوفد، إلا أنه تقدم باستقالته بعد عدة أشهر، إثر محاولات الملك فؤاد والإنجليز لإفشاله.
وبقي حزب الوفد الذي هو حزب الأغلبية أو كما أطلق عليه الحزب الجماهيري الكبير يتولّى الوزارة معظم الوقت في مصر منذ عام 1924م وحتى عام 1952م.