«أكساد»: مبادرة الرئيس السيسي لزراعة 100 مليون شجرة نموذج نجاح
قام وفد من المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة «أكساد»، برئاسة الدكتور نصرالدين العبيد مدير عام «أكساد» بجولة تفقدية لمشروع زراعة غابات المانجروف بساحل مرسي علم بمحافظة البحر الأحمر، بالإضافة إلي تفقد النماذج التنموية التي ينفذها الجهاز التنفيذي لمشروعات التنمية الشاملة بمحافظة البحر الأحمر.
وأشاد مدير «أكساد»، بالمشروعات التنموية لسكان المناطق الصحراوية، والجافة وشبه الجافة، والذي تنفذه وزارة الزراعة المصرية لدعم السكان المحليين بمجموعة متكاملة من مشروعات الطاقة المتجددة من الطاقة شمسية للتكيف من التغيرات المناخية كأحد مخرجات قمة المناخ التي عقدت في مدينة شرم الشيخ الشهر الماضي، فضلا عن نماذج الصوب الزراعية والبيوت البلاستيكية لزراعة الخضروات، وتربية الدواجن، لخدمة التنمية المستدامة بالمنطقة وساهمت في توطين أهاليها وتحسين دخلهم.
وقال «العبيد»، إن هذا المشروع بالإضافة إلي مشروع زراعة غابات المانجروف علي سواحل البحر الأحمر تعد أحد نماذج النجاح، التي يمكن لـ«أكساد»، أن تتبني خطط التوسع فيها بمختلف الدول العربية، كمشروعات عربية للتكيف مع مخاطر التغيرات المناخية والتي تعكس التنمية المستدامة بالمنطقة وتخدم الامن الغذائي العربي.
وأضاف مدير «اكساد»، إن مشروع غابات المانجروف ضمن مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي لزراعة 100 مليون شجرة، يأتي إستكمالا للمبادرات العربية للتوسع في المشروعات الخضراء، بالإضافة إلي المبادرة التي أطلقها الأمير محمد بن سلمان ولي عهد المملكة العربية السعودية، تحت عنوان «الشرق الأوسط الأخضر»، لزراعة 10 مليارات شجرة بالمملكة، وتأهيل 4 ملايين هكتار من الأراضي المتدهورة وزيادة المناطق المحمية إلي أكثر من 30% من مساحة أراضيها، مشددا علي أن المبادرة تحظي «بتقدير عال وإهتمام كبير» للحد من التصحر وحماية النظام البييئ في المنطقة، وتساهم في تغيير الخريطة البيئية إيجابيا بالمنطقة.
وشدد «العبيد» علي إن «أكساد» تدعم المبادرة السعودية واصفا إياها بـ«المبادرة الهامة»، وإستعداد المركز العربي «أكساد» علي وضع كافة إمكانياته العلمية والفنية في خدمة المبادرة، معربا عن الإستعداد للمشاركة في فعاليات المبادرة من خلال برامج مكافحة التصحر وحصاد المياه وتوفير البذور الرعوية وإعادة تأهيل الأراضي المتدهورة وتنفيذ مشاريع الأحزمة الخضراء والتي تساهم في تكوين أنظمة بيئية تساهم في المحافظة البيئة والتنوه البيولوجي وغيرها.
وفيما يتعلق بمشروع مصر للتوسع في زراعة غابات المانجروف وتنفذه أكاديمية البحث العلمي المصرية بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء، يعد أحد نماذج النجاح للبحوث التطبيقية للتأقلم مع الآثار السلبية للتغيرات المناخية ودور هذه الغابات في حماية شواطئ البحر الأحمر من مخاطر ارتفاع مياه البحر، بالإضافة إلي حماية الإستثمارات المصرية في هذه المناطق، وتعد أحد النماذج التي يمكن الإستفادة منها في تطوير المشروعات الخضراء علي السواحل العربية المطلة علي البحر الأحمر.
ومن جانبه قال الدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء إن التوسع في مشروعات زراعة المانجروف بإعتباره إنه أحد أولويات دول العالم للتكيف مع التغيرات المناخية وحماية الشواطئ من مخاطر المناخ وتحقيق الاستقرار الاجتماعي والإقتصادي للدول التي تعاني من هشاشة شواطئها، مشيرا إلي إن التقديرات الأولية لهذا المشروع من الناحية الاقتصادية والبيئية تقترب تكاليفه بأكثر من 100 مليون دولار ويحقق عائد يتجاوز 10% من تكلفته مع الإنتهاء من تنفيذه وتسترد التكاليف خلال 10 سنوات من تنفيذه فضلا عن إعتباره أحد النماذج الدولية للمشروعات الخضراء.
وأضاف زغلول، في تصريحات اليوم السبت ان مشروع غابات المانجروف هو نموذج ناجح تم تطبيق في مصر علي سواحل مصر على البحر الأحمر والذي تم تطبيقه خلال الأربع أعوام الماضية، بما يتوافق مع 7 أهداف للتنمية المستدامة بالأمم المتحدة وأجندة أفريقيا 2063، وأهداف مرفق البيئة العالمي، مشيرا إلي أن المشروع يعد أول نموذج أفريقي للتعاون بين الدول المطلة علي البحر الأحمر والمحيط الأطلنطي لمكافحة التصحر.
ومن جانبه قال الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ورئيس الفريق البحثي لاستزراع غابات المانجروف، إنه سيتم زراعة غابات أشجار المانجروف يحقق التوزان البيئي بالمنطقة وخلق بيئة مناسبة للإستزراع السمكي للأحياء المائية عالية القيمة مثل الجمبري والإستاكوزا ويلبي المشروع طموحات مصر في التنوع البيولوجي وتعد نموذجا للإقتصاد الأخضر الذي ينعكس علي حالة التنوع الحيوي في مختلف مناطق المشروع ويحقق العديد من الفوائد المباشرة والغير مباشرة للبيئة ويوفر العديد من فرص العمل.
وأضاف خليفة، أن التوسع في زراعة المانجروف له مردود إقتصادية من الناحية السياحية نظرا للأهمية الكبيرة للمشروع في تنشيط السياحة البيئية وسياحة السفاري وسياحة الأحياء المائية والشواطئ، بما يحقق إستثمارات مباشرة في القطاع السياحي في المناطق المحيطة بتنفيذ المشروع دوليا وتوفير الالاف من فرص العمل.
وكشف نقيب الزراعيين ورئيس الفريق البحثي لاستزراع غابات المانجروف، عن إنه يمكن استغلال بعض المساحات الأراضي الملحية المتاخمة لغابات المانجروف لزراعتها بأنواع من محاصيل الأعلاف والزيوت المتحملة للملوحة مثل «الساليكورنيا» والتي أثبتت التجارب العلمية نجاحها في هذه المناطق الملحية ويستخرج منها زيت الطعام وتستخدم كمحاصيل أعلاف تقليدية في تغذية الماشية في المناطق الرعوية خاصة وأنها فقيرة في إنتاج الاعلاف، الأمر الذي يساعد في توفير اللحوم ومن ثم تحقيق التنمية المستدامة.
ولفت «خليفة»، إلي إن زراعة المانجروف من أكثر النباتات المهددة بالانقراض في العالم. وهو ما دفع مصر لتنفيذ مشروع طموح للتوسع في زراعة هذه الأشجار علي سواحل البحر الأحمر في محافظتي جنوب سيناء والبحر الأحمر خاصة ان هذه الغابات وهى منظومات بيئة منتجة وحيوية ولها تأثير يمتد إلى خارج حدود المناطق المحدودة التي تنمو فيها، موضحا إن هذه الأشجار تغطى مناطق محدودة على ساحل وجزر البحر الأحمر وخليج العقبة في مصر، وقد اعلنت جميع هذه المناطق كمحميات طبيعية خاضعه للحماية طبقا للتشريعات والقوانين المصرية والدولية.
وأشار نقيب الزراعيين ورئيس الفريق البحثي لاستزراع غابات المانجروف، إلي أهمية إستعراض نماذج من الأنشطة الاقتصادية المرتبطة بزراعة غابات المانجروف ومنها تربية نحل العسل على غابات المانجروف وهو من الأعسال الأعلي قيمة وجودة كأحد الوسائل للتوعية والمشاركة المجتمعية للزراعة فضلا عن تحقيق الإستقرار الإجتماعي للفئات الإجتماعية في قرية الصيادين حول غابات المانجروف في منطقة القلعان بمدينة مرسى علم، وتطوير منازل قرية الصيادين بالقلعان وتزويدها بالطاقة الشمسية.
وأشاد «خليفة» بدور محافظي جنوب سيناء والبحر الأحمر فضلا عن الوزارات المعنية بالنهوض بمشروعات إستزراع غابات المانجروف والإستفادة منها في الترويج للسياحة البيئية وحماية الشواطئ والتنوع البيولوجي والبحري، حيث تعيش العديد من اللافقاريات البحرية مثل نجم البحر الهش وقناديل البحر وانواع كثيره من السرطانات والجمبري بين جذور وسيقان اشجار المانجروف.
جاء ذلك بحضور الدكتور أيهم الحمصي مدير إدارة الاقتصاد والتخطيط بالمركز العربي وعدد من خبراء «أكساد» بحضور الدكتور سيد خليفة نقيب الزراعيين ومدير مكتب «أكساد» بالقاهرة ورئيس الفريق البحثي لاستزراع غابات المانجروف والدكتور عبدالله زغلول رئيس مركز بحوث الصحراء.