المتوكل على الله، الخليفة العباسي الذي قضى على فتنة خلق القرآن
في مثل هذا اليوم من عام 861، توفي أبو الفضل جعفر ـ المتوكل على الله، الخليفة العباسي، الذي تولى الحكم خلفًا لأخيه الواثق بالله، كما خلفه في الحكم ابنه المُنتصر بالله، ويعتبر العاشر في سلسلة الحكم العباسي، وخليفة المسلمين التاسع والعشرون.
نسبه ونشأته وترتيبه في خلفاء العباسيين
ولد المتوكل على الله، في مارس عام 822، ومثل بقية خلفاء بني العباس، يعود نسب المتوكل إلى العباس بن عبد المطلب، فهو جعفر بن محمد المعتصم بالله بن هارون الرشيد بن المهدي بن أبوجعفرالمنصور بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي.
تولى المتوكل على الله الخلافة عام 847 م، وكان يدين بالمذهب الشافعي وهو أول من تمذهب له من الخلفاء، ويعتبره عدد من العلماء محيي السنة ومميت البدعة أمثال الذهبي وخليفة بن خياط لإنهائه فتنة خلق القرآن.
وقال فيه إبراهيم بن محمد التيمي قاضي البصرة في المتوكل على الله،: «الخلفاء ثلاثة: أبو بكر الصديق قاتلَ أهل الردة حتى استجابوا له، وعمر بن عبد العزيز ردَّ مظالم بني أمية، والمتوكل محا البدع وأظهر السنة»، وقال ابن الجوزي: «أطفأ المتوكل نيران البدعة، وأوقد مصابيح السنة».
كان المتوكل على الله قد أمر بإظهار السنة، والقضاء على مظاهر الفتنة التي نشأت عن القول بخلق القرآن، وكتب إلى كل أقاليم الدولة بهذا المعنى.
كما استقدم المحدِّثين والعلماء إلى مدينة سامراء وطلب منهم أن يحدثوا بحديث أهل السنة لمحو كل أثر للقول بخَلْق القرآن. وقد مدحه البحتري في ذلك.
وفاة الخليفة وأسباب القتال على السلطة
وقع المتوكل على الله في نفس غلطة جده هارون الرشيد عندما عقد الولاية لثلاثة من أبنائه الأمين فالمأمون فالمؤتمن وأدى ذلك لاقتتال شديد راح ضحيته الكثير في مقدمتهم الأمين نفسه، قام المتوكل بعقد الولاية لثلاثة من أبنائه المنتصر ثم المعتز ثم المؤيد، وتزايدت الفتن حتى قتل الخليفة.