خولة بنت الازور.. قصة نضال الفارسة الملثمة ضد الروم في المنيا (فيديو وصور)
لم تكن قرية البهنسا ببني مزار بالمنيا مزارًا سياحيًا فقط أو دينيًا فحسب ولكن داخل تلك المنطقة روايات وبطولات أخفق البعض في عرضها والبعض الآخر عرض جزءا بسيطًا منها.
خولة بنت الازور
واستكمالا لما قدمته «فيتو» الأسبوع الماضي من مجموعة تقارير داخل أرض الصحابة «البهنسا» ترصد لكم اليوم الجمعة قصة «الفارس الملثم» خولة بنت الازور المدفونة بأرض البركات البهنسا، لنوضح كيف حررت خولة شقيقها من أيدي الروم.
خولة بنت الازور الفارس الملثم
خولة بنت الأزور التي عاشت خلال فترة الخلفاء الراشدين وهي مقاتلة وشاعرة من قبيلة أسد وأخت ضرار بن الأزور وكانت أشجع نساء عصرها حيث تنكرت في زي فارس ملثم وأنقذت شقيقها من الأسر وقد توفيت آخر عهد عثمان بن عفان.
شجاعة خولة بنت الازور
وتذكر كتب التاريخ والسير أن شجاعة خولة تجلت حينما قدم جيش المسلمين لفتح مصر ووصل إلي المنيا التي كانت عليها حامية رومانية قوية جدا،إلا أنها تنكرت في زي الفارس الملثم،ويقول المؤرخون عن ذلك( سبق الفارس الملثَّم جيش المسلمين، وفي شجاعة نادرة اخترق صفوف الروم، وأعمل السيف فيهم، فأربك الجنود، وزعزع الصفوف، وتطايرت الرءوس، وسقطت الجثث على الأرض، وتناثرت الأشلاء هنا وهناك، وتعالت الصَّرَخات من الأعداء والتكبيرات من جيش المسلمين)
الشاعرة خولة بنت الازور
«ليت شعري من هذا الفارس؟ وأيم اللَّه، إنه لفارس شجاع».. كلمات قالها خالد بن الوليد قائد جيش المسلمين عندما لمح الفارس الملثم وهو يُطيح بسيفه هامات الأعداء، بينما ظن بعض المسلمين أن هذا الفارس لا يكون إلا خالدًا القائد الشجاع، لكن خالدًا قد قرب منهم، فسألوه في تعجب، من هذا الفارس الهُمام ؟ فلا يجبهم، فتزداد حيرة المسلمين وخوفهم على هذا الفارس ولكن ! ما لبث أن اقترب من جيش المسلمين وعليه آثار الدماء بعد أن قتل كثيرًا من الأعداء، وجعل الرعب يدب في صفوفهم، فصاح خالد والمسلمون: للَّه درُّك من فارس بذل نفسه في سبيل اللَّه. اكشف لنا عن لثامك.
ويحك لقد شغلتَ قلوب
لكن الفارس لم يستجب لطلبهم، وانزوى بعيدًا عن المسلمين، فذهب إليه خالد وخاطبه قائلا: ويحك لقد شغلتَ قلوب الناس وقلبي لفعلك، من أنت ؟ فأجابه: إنني يا أمير لم أُعرِضْ عنك إلا حياءً منك لأنك أمير جليل وأنا من ذوات الخدور وبنات الستور،فلما علم خالد أنها امرأة سألها - وقد تعجَّب من صنيعها-: وما قصتك ؟ فقالت المرأة: علمتُ أن أخي ضرارًا قد وقع أسيرًا في أيدي الأعداء، فركبتُ وفعلتُ ما فعلتُ. قال خالد: سوف نقاتلهم جميعًا ونرجو اللَّه أن نصل إلى أخيكِ فنفكه من الأسر.
البهنسا محافظة المنيا
واشتبك جيش المسلمين مع الأعداء وقتلوا منهم عددًا كبيرًا، وكان النصر للمسلمين، وسارت تلك الفارسة تبحث عن أخيها، وتسأل المسلمين عنه، فلم تجد ما يُشفى صدرها ويُريح قلبها، فجلست تبكي على أخيها وتقول:" يابن أمي ليت شِعْرِي... في أية بَيْدَاء طَرَحُوكَ، أم بأي سِنَانٍ طعنوك، أم بالْحُسام قتلوكَ. يا أخي لك الفداء، لو أني أراك أنقذكَ من أيدي الأعداء، ليت شِعْرِي أترى أني لا أراك بعدها أبدًا ؟.. فما إن سمعها الجيش حتى بكوا وبكى خالد بن الوليد.
وما هي إلا لحظات حتى أتى الخبر بالبشرى بأن أخاها مازال على قيد الحياة، وأن جيش الأعداء قد أرسله إلى ملك الروم مُكبَّلًا بالأغلال، فأرسل خالدٌ " رافعَ بن عميرة " في مائة من جيش المسلمين ليلحق بالأعداء ويفك أسْرَ أخيها، فما إن سمعتْ بخروج " رافع بن عميرة " حتى أسرعتْ إلى خالد تستأذنه للخروج مع المسلمين لفك أسر أخيها، فذهبتْ معهم حيث أعدوا كمينًا في الطريق، وما إن مرَّ الأعداء بالأسير حتى هجموا عليهم هجمة رجل واحد وما لبثوا أن قضوا عليهم وفكوا أسر أخيها وأخذوا أسلحة العدو.