شقيانين من يومنا والله، قصة كفاح طفلين يبحثان عن لقمة العيش وسط أسماك الكهرباء (فيديو وصور)
"ممسكان بأدواتهما يترجلان صباحا في برد الشتاء القارص، متخذين مركبا شرعيا صغيرا طريقا للوصول إلي ضفاف النهر ، ملابس شتوية خفيفة حتي يتمكنا من العوم حال سقوطهما في النهر، يقف الشقيق الأكبر والذي يصل عمره إلي 17 عاما علي اعلي المركب الشراعي، ويلقي بشباكه في النهر محدقا في المياه رافعا يده إلي السماء أن يخرج له الرزق، والشقيق الأصغر البالغ من العمر 8 سنوات يجدف بيده الصغيرة لشقيقه وهو يتقدم في مياه النهر.
“فيتو” ترصد لكم رحلة شقاء وكفاح طفلين بمياه النهر بحثا عن لقمة العيش دون سمك الكهرباء.
الساعه 5 فجرا
بتلك الجملة بدأ محمد ضاحي حديثه معنا، قائلا “ شغلي بيبدأ الساعه 5 الفجر صيف أو شتاء ولكن الجو في الشتاء بارد جدا وصعب ولكن الرزق فيه ضعيف بسبب برودة المياه، ولكن لقمة العيش مرة وصعبة ”.
ونوه إلي أنه يخرج في تلك الساعة وشقيقة ليبحثا عن لقمة العيش، ورغم التغيرات الصعبة في المناخ خلال هذه الأيام الا أنني لا أستطيع عدم الخروج، مضيفا “أنني أعمل وادرس في نفس الوقت حاليا في الصف الثالث الثانوي صناعي، وشقيق في الصف الرابع الابتدائي نحن نخرج للعمل صباحا وبعدها ظهرا نعود للبيت للدراسة وبعدها نعود للعمل في المغرب، وهكذا ولكن في الصيف طبعا يكون العمل من 5 صباحا وحتي اذان المغرب وبعدها نعود الي البيت”.
تغيرات مناخية بالنيل
وأشار محمد الي أن العمل في الفترة الأخيرة اصبح شاقا جدا بسبب تغيرات المناخ فلم نعد نعرف الصيف من الشتاء ولكن طبيعة العمل تتطلب منا أن نرتدي ملابس خفيفة حتي نستطيع العوم حال السقوط وقد تعرضنا لهذا كثيرا وشقيقي الصغير.
ونوه إلي أن الشقاء يعرف طريق صاحبه، وبابتسامة ضاحكة عبر محمد عن معانة الاطفال في الصعيد قائلا “هنا لا يوجد لدينا رفاهية العيش أو اللعب مثل رفاقنا وأصدقائنا او حتي من هم بأعمارنا، فنحن لا نعرف سوي العمل والشقاء بحثا عن لقمة العيش وخوفا من مد اليد لغير الله سبحانه وتعالي ”.
سمك بيكهرب
وأشار “محمد” الي أن هناك أسماك تصيب الصياد بالكهرباء الشديدة في نهر النيل موجودة ،وقد تعرض قبل ذلك إلي هذا الأمر فما كان منه إلا أن ألقي السمك في النيل مرة أخري لنجاته هو وشقيقه.
واستكمل حديثه قائلا "هنا في أنواع متعددة من الأسماك ومنها مايصيب بالكهرباء اسمه الرعديد، وهذا النوع يؤذي الصياد ولذا حال اصطياده أقوم بإلقائه في النهر مرة أخري.
بساعد اخويا في الصيد
وبعيون حالمة وكفوف صغيرة يجدف الصغير كريم ابن الثماني اعوام علي المركب الصغير ليساعد شقيقه، مرتديا بلوفر احمر وبنطلون صوف كي يقه من شر البرد في المياه الشديدة البرودة خلال هذه الايام.
وأكد “كريم” علي أنه يدرس ايضا ويساعد شقيقة في تلك المهنة التي توراثه عن ابائهم واجدادهم الذين يعملون في تلك المهنة منذ سنوات طويلة واكمل مسيرتهم مع شقيقي، وهنا الاهالي لقبوني بــ“كريم النيل”.