الثعالب ونظرية العنب المر والليمون الحلو
في ذاكرة كل واحد فينا قصص وحكايات ومواقف خالدة لا يمكن أن ينساها مع مرور الزمن، ومن هذه القصص التي لا يمكن نسيانها والتي قالها لنا أحد أساتذتنا في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية عام 1993 وكانت تعرف باسم العنب المر والليمون الحلو، وهي قصة شهيرة تبرز فكرة التناقض في كلام وسلوك الإنسان عندما يعجز في تحقيق أهدافه..
زي الثعلب اللي كان جعان وفشل في الصعود لشجر العنب ولقى الليمون على الأرض كتير وعلشان يبرر فشله قال: العنب حصرم -يعني ميتاكلش- لكن الليمون حلو ويتاكل.. (اللي طعمه مر خلاه حلو).
والمغزى هنا من قصة الثعلب مع العنب والليمون هو أن الإنسان لا يسعى أكثر من مرة لتحقيق هدفه وعندما يستسلم للأمر الواقع يحتقر ما لا يستطيع تحقيقه ويحاول إيجاد المبررات بطريقة الثعلب الذي لم يحاول أكثر من مرة وفشل في الوصول إلى العنب الذي يريده، ثم لجأ إلى تجميل الليمون ويعتبره هدفا، إذن هنا الفشل يعود إلى العجز والاستسلام ولذلك تظهر محاولات إقناع أنفسنا بأشياء تبرر الفشل.
أفكار شيطانية
وإذا طبقنا هذه النظرية على الشلة إياها التي تدعي بأنها جبهة المعارضة خارج مصر سنجد بأن هؤلاء -كانوا ومازالوا وسيظلون- فاشلون بدرجة امتياز لأنهم مثل الثعلب الذي فشل في الوصول لهدفه فذهب يبرر فشله بأوهام، فهؤلاء فشلوا في حكم مصر وبرروا ذلك بعراقيل الدولة العميقة، وفشلوا في كسب تعاطف الناس من جديد وبرروا ذلك بأن الناس مغرر بيها ومش عارفه مصلحتها فين، فشلوا في التحريض مرارا وتكرارا وبرروا ذلك بأن الناس خايفة... الخ.
وبصراحة الذى دفعني لأكتب في هذا الموضوع هو هذا الكم الكبير من الفيديوهات الممولة بالدولارات على مواقع التواصل الاجتماعي للقلة الباقية من هذه الجماعة، فأنا واحد من اللي رافضين سماع حتى ماذا يقولون حتى لو على سبيل العلم بالشيء لأني على قناعة تامة بأن العناية الربانية هي التي انقذتنا منهم..
ولكن لما تلاقيهم قدامك غصب عنك على مواقع التواصل من خلال الإعلانات الممولة لازم تسأل نفسك، هي الناس دي بتجيب الفلوس دي كلها منين والا هي التجارة بالوطنية والأوطان أصبحت وظيفة بمقابل مادي؟ طب مين اللي بيدفعلهم وبيدفع ليه؟ طب هي المشاكل اللي بتعاني منها مصر زي باقي دول العالم وخصوصا الاقتصادية هتتحل بالأفكار الشيطانية بتاعتهم؟
فالثعالب الهاربون وجدوا إن الوصول للعنب صعب، علشان كده رضيوا بالليمون مجبرين رغم مرارته، فهم ينفذون ما يملى عليهم بمقابل وهنا تكمن المرارة. لحد متى هيرضوا بالمر والذل؟ ولحد متى هيظهروا بأنهم فرحانين بالليمون وفاكرين إنه هدف؟. العنب سيظل حلو والليمون سيظل مر رغم أنف الثعالب!
وللحديث بقية طالما في العمر بقية.