إلى محافظ البنك المركزي
إصرار الحكومة المصرية على السير في المنظومة الإلكترونية لتقديم الخدمات للمواطنين مهم للغاية بل وتأخر كثيرا، وذلك للحد من الفساد الإداري الموجود في أغلب الهيئات، وذلك من خلال تقليل نسبة التعامل البشري، ولكن في نفس الوقت هذا الإصرار يحتاج إلى مقومات تساعده على النجاح، وأهم هذه المقومات هو البنية التحتية القوية التي تتناسب مع عدد السكان، وإلا ستكون هناك مشاكل كثيرة مع مرور الوقت.
ومن هذا المنطلق استبشر الكثيرون خيرا بإقدام المصالح الحكومية والشركات والهيئات بأن تكون المعاملات المالية الخاصة بالرواتب الشهرية من خلال الفيزا الخاصة بالبنوك، ولكن مع مرور الوقت تكشف للجميع بأن المقومات الموجودة غير كافية وتتسبب في مشاكل كثير،ة وذلك بسبب عدم وجود الماكينات الكافية في الشوارع، ولذلك تجد مشهد الطوابير الموجودة على ماكينات الفيزا منتشرة في جميع محافظات الجمهورية، بسبب إقبال المواطنين على صرف رواتبهم الشهرية. ونفس الأمر يتكررعند صرف المعاشات، ويكون المشهد أكثر إيلاما لأن أغلب الطوابير تكون من آبائنا وأمهاتنا كبار السن. وهو أمر مؤسف للغاية..
ويمكن تخيل كم المهازل التي تحدث أمام ماكينات الصرف، فتارة لا وجود للأموال وتارة أخرى وجود أعطال فى الماكينات وتارة أخرى يتعطل السيستم، ولذلك يجب أن نعترف بأن هناك عجزا كبيرا في عدد هذه الماكينات على مستوى الجمهورية، فلا توجد نسبة وتناسب منطقية بين تواجدها وبين عدد العملاء الذي يستخدمها.
وهذا المشهد المتكرر يكشف حقيقة وجودة أزمة بالفع،ل وهو ما يتطلب من محافظ البنك المركزي حسن عبد الله ضرورة التدخل لدى البنوك لحل هذه الأزمة التي أصبحت بمثابة أمر واقع.
وللحديث بقية طالما في العمر بقية