رئيس التحرير
عصام كامل

باحثو مركز الأرز بكفرالشيخ ينجحون فى إنتاج سلالات تواجه التغيرات المناخية (فيديو)

مركز البحوث والتدريب
مركز البحوث والتدريب في الأرز بكفر الشيخ

فى ظل التوترات العالمية والحرب الروسية الأوكرانية والتضخم العالمى، والتى أدت إلى ارتفاع غير مسبوق فى الأسعار، ونقص إمدادات الغذاء العالمية، مما يعطى المحاصيل الاستراتيجية وفى مقدمتها الأرز أهمية لإسهامه فى سد جزء من الفجوة الغذائية، على ان  تتحمل تلك المحاصيل التغيرات المناخية، ولذا اتجهت الدولة ممثلة فى مراكز بحوث الأرز على رأسها مركز بحوث الأرز بسخا بمحافظة كفرالشيخ فى العمل الجاد على إيجاد سلالات جديدة تستخدم للمشروعات الزراعية القومية مثل: الدلتا الجديدة، ومشروع 1.5 مليون فدان، ومشروعات تنمية سيناء وغيرها، لتحقيق الأمن الغذائي المصري


ومن داخل إحدي الصوب ذي درجة الحرارة المرتفعة، والمتواجدة ضمن برنامج تربية بحوث الأرز، بمحطة بحوث سخا، إلتقينا مع الدكتور، صابر صديق، رئيس برنامج تربية الأرز، والذى حدثنا حول ما ينتجه المركز بشأن إيجاد سلالات جديدة للسلع الاستراتيجية لمواجهة التغيرات المناخية وعلى رأسها الأرز، كونه يعد أحد أهم السلع الأساسية التي يعتمد عليها كل بيت مصري، والمحصول رقم 2 استراتيجيا فى مصر بعد القمح، حتي أن الكثير من القرارات الهامة لمجلس الوزراء المصري صدرت مؤخرا تحظر التلاعب قى تلك السلعة، مع تغليظ العقوبة لمن يخالف ذلك.

يقول رئيس برنامج تربية الأرز، ل " فيتو " اننا كباحثين منذ نشأة مركز البحوث والتدريب فى الأرز بمحطة البحوث الزراعية بسخا عام 1987 نعمل  على إنتاج سلالات وأصناف عالية لمحصول الأرز تتماشى مع التغيرات المناخية وخاصة ارتفاع درجات الحرارة وندرة المياه والتغيرات البيئية المختلفة، وللتغلب على مشكلة ندرة المياه،  قمنا بالتوصل لسلالات أرز مبكرة النضح بحصاد 120 الى 125 يوم مقاومة للامراض، وهو ما يوفر من 20 الى 30 % من استهلاك المياه مقارنة بالأصناف القديمة، مثل جيزة 171 وجيزة 172.

  أما الأصناف الجديدة الموفرة للمياه فهى 177 وسخا 102 و103 و105 و106 و107، وقدرنا ننزل من الاستهلاك المائى من 7000 و8000 متر مكعب للفدان فى الأصناف القديمة لـ 5000 متر مكعب مائى فى الأصناف الجديدة بمحصول عالى، وخلال السنوات القادمة ستحل السلالات الجديدة محل الأصناف القديمة المستهلكة للمياه.

زيادة إنتاجية فلاح الأرز..

ولزيادة إنتاجية المزارعين الذين يقومون بزراعة الارز فى نهايات الترع، ان يستخدموا  اصناف 178 و179 وهجين مصرى 1  وكذلك اختيار الصنف العالى المحصول، والحصول على التقاوى المنتقاة من مكان موثوق منه واتباع التوصيات الفنية للتسميد وعمر الشتلة المناسب، واول خطوة صحيحة هو اختيار الصنف المناسب للأرض من خلال الشركات المعتمدة من وزارة الزراعة وفى حالة وجود اى مشكلة لابد أن يتجه المزارع لأقرب جمعية زراعية، ويوجد 14 صنف أرز يغطون السوق المصرى جميعهم من إنتاج مركز بحوث الأرز، ولكن ليسوا جميعهم صالحين لكل الأراضى الزراعية، لأن التربة الزراعية هى العامل الأساسى فى اختيار الصنف الملائم للزراعة.


الأصناف الحديثة

قال الدكتور اسماعيل الرفاعى رئيس قسم بحوث الارز،  أن قسم بحوث الأرز بمحطة البحوث الزراعية بسخا، يعمل على إنتاج أصناف جديدة عالية الإنتاجية، مبكرة النضج، ومقاومة للأمراض والحشرات، ومن أحدث الأصناف التى تم تسجيلها سخا 108، سخا سوبر 300، سخا 109، وجارٍ إحلال وتسجيل سلالتين إحداهما ذات طراز يابانى تحت اسم سخا 110، وسلالة أخرى ذات طراز يابانى هندي تحت اسم جيزة 183، وهما سلالتان تصلحان للأرض حديثة الاستصلاح والمتأثرة بالملوحة، وكلاهما يتحمل طول فترات الرى من (8 – 10) أيام.

كما يتم إنتاج سلالات أبوية لإنتاج تقاوي الأرز الهجين، وتقييم مجموعة من هُجن الأرز الجديدة مع صنف هجين مصرى لعمل التوصيات الفنية اللازمة لزراعتها فى المناطق حديثة الاستصلاح، ومنها هجين مصر 2 وهجين مصر 3، بالإضافة إلى استخدام التكنولوجيا الحديثة فى برامج التربية.

زراعة اصناف ارز فى درجات حرارة عالية

وتابع، الرفاعى، انه يتم تقييم الأصناف المزروعة فى مناطق مختلفة بمحافظة الوادى الجديد تحت ظروف درجات الحرارة العالية، وأعطت الأصناف جيزة 178، جيزة 179، سخا 104، سخا 108، سخا 109، سخا سوبر 300 أفضل النتائج، وتراوحت الإنتاجية من 2.5 – 3 أطنان للفدان، وفى بعض المناطق الزراعية مثل غرب الموهوب أعطت 4 أطنان/ فدان.

مواجهة شراهة المياه خلال زراعة الازر..

إن محصول الأرز كان ولا يزال متهمًا بالشراهة فى استخدام المياه، وكان ذلك مقبولًا فى الثمانينيات وأوائل التسعينيات، حيث إن الأصناف القديمة التى كانت تزرع تمكث نحو 6 شهور بالأرض، وتستهلك كميات كبيرة من المياه خلال موسم  النمو، بما يقارب 8500 م3 من المياه للفدان الواحد، وكانت إنتاجيتها 2.4 طن للفدان، الا انه ومع تغير الاوضاع البيئية، عكف مربو الأرز على التعامل مع ندرة المياه من خلال ثلاثة محاور رئيسية وهى: تقصير فترات النمو للمحصول، حيث تم استنباط جميع أصناف وهجن الأرز التجارية الحالية قصيرة العمر، مما وفر نحو 30 % من الاحتياجات المائية للمحصول، كما زاد متوسط إنتاجية الفدان إلى ما يقارب 4 أطنان

جينات تتحمل نقص المياه

أفاد باحث بمركز تدريب الأرز، انه تم استنباط أصناف تتحمل نقص المياه، حيث تحتوى على جينات وراثية لتحمل الإجهاد المائى، مثل سخا 107 وغيرها من الأصناف التى تتحمل فترات نقص المياه، وتعطى محصولًا اقتصاديًا تحت تلك الظروف، وتم تخصيص برنامج مستقل للتربية للإجهاد المائى والحرارة، إلى جانب برامج أخرى للتربية لتحمل الملوحة والظروف الطبيعية، مضيفًا: وتم تحديد 5 أصناف على الأقل تتحمل تلك الظروف من نقص المياه وهى: جيزة 178 وجيزة 179، وهجين مصر 1، وهى أصناف هندية يابانية رفيعة الحبة، تتحمل أيضًا الملوحة والحرارة العالية، وأكثر مرونة للتغيرات المناخية، وسخا سوبر 300 وسخا 107، وهى أصناف يابانية عريضة الحبة، ويمكن أن يتم ريها كباقى المحاصيل الصيفية الأخرى، وبالفعل أدى استخدام تلك الأصناف لتغيير مناوبات الأرز فى الحزام الشمالى للدلتا.

وهناك العديد من السلالات المبشرة الموفرة للمياه والجاري تسجيلها GZ10848 وهى سلالة هندية يابانية ذات محصول عالٍ مثل السلالة 179، وهى مقاومة للظروف البيئية المعاكسة كنقص المياه والملوحة، وتعطى من 4.5 – 5 أطنان/ فدان.

خلو سلالات الأرز من العناصر الثقيلة

ويضيف، الدكتور تامر فاروق متولى رئيس بحوث بمركز البحوث والتدريب فى الأرز، يوجد 5 معامل لتقدير عناصر التربة والمياه فى النبات سواء نيتروجين أو بوتاسيوم وغيره، ونعمل على حل أى مشكلة متعلقة بالتربة والمياه للمحصول، وكذلك تقدير العناصر الثقيلة فى التربة او المياه او النبات من خلال أحد الأجهزة المهمة المستوردة من اليابان، لضمان أن النباتات التى نأكلها خالية من العناصر الثقيلة، وجميع الباحثين بالمركز بعضهم مدرب فى اليابان وآخرين فى أمريكا وآخرين هنا فى مصر

وأفاد، متولى، إننا كمركز البحوث والتدريب فى الأرز، نعد المكان المسئول عن إنتاج الأرز فى مصر، بمعنى أن كل أصناف الأرز الموجودة فى مصر خرجت من هنا ونحن مسئولون عنها مسؤولية كاملة  سواء نحن او الأساتذة الكبار الذين سبقونا فى مجال بحوث الأرز، وما نعمل عليه هو زيادة وجودة محصول الأرز فى ظل التغيرات المناخية، وتم استنباط اصناف أرز جديدة تتماشى مع الظروف البيئية الحالية، ولكل مواطن مصرى أن يعلم أن كل الأرز المصري آمن تماما لأن أصل البذرة تخرج من مركز البحوث الزراعية بسخا  

نصائح إرشادية للمزارعين

واختتم، رئيس  بحوث بمركز تدريب الأرز، الدكتور تامر متولى،  ان متوسط انتاج الفدان 4 طن ارز قد يكون أقل أو أكثر، ولزيادة انتاجية فدان الأرز لابد من اتباع مجموعة من التوصيات لابد ان يتبعها المزارع وغير مكلفة، والمشكلة الحقيقية عند المزارعين فى عملية التطبيق مثل اختيار الصنف الخاطئ الغير مناسب للتربة، ولابد من معرفة عدة عوامل قبل ان يقوم المزارع بإختيار تقاوى الارز الصالحة للزراعة مثل، التأثر بالملوحة وهل لديك مشكلة فى مياه الرى أم لا ؟  وماهى طريقة الزراعة؟ وكذلك فى السماد يوجد استخدام خاطئ من المزارعين للارض، فبعضهم يعطى التربة اكثر مما تحتاجه من السماد معتدا ان ذلك الامر جيد بالعكس هو مكلف وغير مجدى، مشيرا الى انه يوجد فريق بحثى لكل محافظة، يهتم بمتابعة حالة الأرز وعمل دورات تدريبية للمرشدين، ليقوم المرشد الزراعى فيما بعد بإيصال المعلومة للمزارع.

الجريدة الرسمية