تأمين النفط والتكنولوجيا أبرزها، تفاصيل قمة تجمع الصين والعرب على أرض السعودية
اعتبرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن القمة العربية الصينية المقرر انطلاقها بعد غد الجمعة، في العاصمة السعودية، الرياض، بمثابة دليل على تنامي الدور الصيني في الشرق الأوسط، وعلى تعميق العلاقات مع دول الخليج التي نمت إلى ما هو أبعد من النفط.
قمة تعزيز العلاقات
ومن المقرر أن يصل الزعيم الصيني، شي جين بينج، إلى الرياض اليوم الأربعاء، لعقد سلسلة من الاجتماعات التي تجمع رؤساء دول من جميع أنحاء الشرق الأوسط.
ومن المقرر أن يحضر الرئيس الصيني ثلاث قمم، قمة "سعودية-صينية"، و"خليجية-صينية"، و"عربية-صينية".
وقالت الصحيفة إن رحلة شي – وهي التي تستغرق ثلاثة أيام - تهدف إلى تعميق العلاقات الصينية مع منطقة الخليج منذ عقود، التي بدأت بشكل ضيق كمحاولة لتأمين النفط، ومنذ ذلك الحين تطورت إلى علاقة أكثر تقدمًا شهدت مبيعات الأسلحة ونقل التكنولوجيا ومشاريع البنية التحتية، مشيرة إلى أن "الدول الخليجية ترى الصين أفضل شريك لها".
وسلطت الصحيفة الضوء بشكل خاص على عمق العلاقات بين المملكة وبكين، وقالت إن المصالح الاقتصادية المشتركة بين البلدين واضحة. وأضافت: "الصين هي الشريك التجاري الأكبر للمملكة، في حين أن الأخيرة هي واحد من أكبر موردي النفط للصين".
وتابعت: "الشركات الصينية أيضًا تعمل بشكل كبير في السعودية، فهي تبني مشروعات عملاقة، وتنشئ بنية تحتية للجيل الخامس. كما يرفض البلدان فكرة تدخل الغرباء في شؤونهما الداخلية".
وكانت وكالة الأنباء السعودية الرسمية (واس) قد صرحت أمس بأنه من المقرر أن يحضر القمة أكثر من 30 من رؤساء الدول وزعماء المنظمات الدولية، مشيرة إلى أن الرياض وبكين ستوقعان "شراكة استراتيجية".
وأشارت الصحيفة إلى أن القمم الثلاث توفر لشي "فترة راحة" من الاضطرابات الداخلية في بلاده، حيث أدى الغضب المتزايد من القيود الصارمة التي تفرضها الصين على فيروس كورونا (سياسة صفر كوفيد) إلى احتجاجات على مستوى البلاد تعتبر أخطر تحد للحكومة منذ عقود.
وقالت "نيويورك تايمز": "ترسل رحلة شي رسالة مفادها أن نفوذ الصين في المنطقة يتزايد، في وقت يقول فيه المسؤولون الأمريكيون إنهم يريدون جعل الشرق الأوسط أقل أولوية، مع تركيز الموارد الدبلوماسية والعسكرية على آسيا وأوروبا".
وقال جيمس دورسي، الزميل والباحث في "مدرسة إس راغاراتنام للدراسات الدولية" بسنغافورة: "من الواضح أن شي يريد استغلال الموقف مع تراجع العلاقات بين واشنطن ودول الشرق الأوسط".
وفي مقابلة مع الصحيفة، أضاف دورسي: "إنها لحظة جيدة للزعيم الصيني. كما أنها لحظة جيدة لدول الخليج أن ترحب ببكين".
كما صرح ما شياو لين، باحث العلاقات الدولية في جامعة تشجيانج للدراسات الدولية في هانجتشو: "بصفتها شريكًا تجاريًا، ليس لدى بكين أي متطلبات من الرياض. السعودية تثق في الصين. وتتجلى هذه العلاقات بشكل متزايد في شوارع الرياض، حيث يبدأ السعوديون في شراء السيارات الصينية وتوسع الشركات الصينية وجودها هناك".