في ذكرى ميلاده.. كرم مطاوع المتمرد الذي ظلم نفسه.. وهذه قصة زيجاته الثلاث
في مثل هذا اليوم 7 ديسمبر عام 1933، ولد الفنان والمخرج والأكاديمي والممثل كرم مطاوع، ورحل في 9 ديسمبر 1996، أقل ما يقال عنه إنه يملك موهبة عبقرية لن تتكرر، استطاع من خلالها السيطرة على قلوب الجماهير، هذا إلى جانب ملامحه المتناقضة التي كانت أحد أسباب انجذاب الجمهور له، قدم أعمالًا تاريخية ووطنية في المسرح، وبرع في الأعمال الرومانسية على الشاشتين الصغيرة والكبيرة.
بدأ كرم مطاوع رحلته الفنية عام ١٩٥٦ بعد تخرجه من المعهد العالى للفنون المسرحية، وكلية الحقوق ليقدم ٦٠ مسرحية، كانت جميعها لكبار الكتاب المصريين والعالميين، منهم شكسبير وهاملت، مرورًا بالفرافير ليوسف إدريس وشهرزاد وإيزيس لتوفيق الحكيم، ياسين وبهية لنجيب سرور، والفتى مهران والحسين ثائرًا لعبد الرحمن الشرقاوي، شعب الله المختار لعلي أحمد باكثير ومن المسرحيات التي أخرجها أيضًا مصرع جيفارا، لعبة السلطان، معروف الإسكافي، وطني عكا، العذاب وهواك، جواز على ورقة طلاق.
البداية السينمائية
حصل كرم مطاوع على الدكتوراه في الإخراج من إيطاليا وعمل أستاذًا بأكاديمية الفنون وسافر لتدريس الإخراج منتدبًا في معاهد المسرح بالكويت والعراق والجزائر، واتجه كرم مطاوع إلى التمثيل بالسينما وترك وراءه ١٥ فيلمًا بدأه بفيلم "سيد درويش" وأنهاه بفيلم "المنسي" مع عادل إمام، مرورًا بالمشاغبين الثلاثة، لا تطفئ الشمس، اضراب الشحاتين، اثنين على الهوا، أيضًا قدم للشاشة الصغيرة أعمالًا متميزة منها برديس، امرأة مختلفة، الحرملك، الحفار، بلاغ للنائب العام، وآخرها مسلسل ظلال الماضي الذي لم يكمل تصويره لظروف مرضه.
شغل كرم مطاوع عدة مناصب منها إدارة مسارح الحكيم والجيب والمسرح الغنائي ثم تولى إدارة المسرح القومي مرتين وترأس قطاع المسرح. حصل على أكثر من جائزة منها وسام من جمال عبد الناصر، ودرع الفنون من الكويت، سجل سيرته الذاتية وأهم أعماله الفنية حتى عام ١٩٩١ في كتابه "بورتريه كرم مطاوع".
ثلاث زيجات
تزوج كرم مطاوع ثلاث زيجات كانت الأولى "ميريث فالجوم" أو "مرجريتا" التي تعرف عليها في إيطاليا حيث كان يدرس هناك عام 1962، وأنجب منها التوأمين عادل وكريم، وعملت زوجته مذيعة بالبرامج الموجهة بالإذاعة المصرية، لكنهما انفصلا بعد عدة سنوات، ثم كانت الزيجة الثانية من الفنانة سهير المرشدي عام 1971 وأنجب منها ابنته الوحيدة حنان مطاوع ودام الزواج طويلًا حيث قدما ثنائيًّا فنيًّا طويلًا في المسرح، حتى وقع الطلاق، ليتزوج من المذيعة ماجدة عاصم واستمر الزواج عامين وانفصلا قبل الرحيل بشهر واحد.
يعرف الفنان كرم مطاوع الكلمة بقوله: الكلمة ليست حروفًا مطبوعة في كتاب، هي تعبير عن موقف، والإنسان في الحياة تعبير عن موقف، أيًّا كانت ميوله وأفكاره، هو دوما يعبر عن موقف بالنسبة لمجتمعه، لمستقبله الكلمة رافد من روافد الثقافة، والثقافة ركيزة من ركائز المجتمع، أنا تعلمت من الكلمة أشياء كثيرة.. تعلمت وجودي وحياتي ودوري وواجبي في المجتمع. الكلمة ليست فقط التي قرأتها في كتاب، أيضًا التي سمعتها من الناس، التي التقطتها من أفواههم. تعلمت من انتمائي إلى حي السيدة زينب ومن التجمعات الجماهيرية للتعبير عن واقع وجداني ديني، تعلمت من الأذكار في المولد حتى كلام الباعة الجائلين ونداءاتهم، تعلمت من الأذان ومن القرآن.
عن كرم مطاوع قالت الفنانة سهير المرشدي: كرم مطاوع كان ممثلًا عظيمًا ظلم نفسه بالإخراج الذي أخذ كل وقته، لأن المخرج يكون عليه ضغط كبير في التركيز على جميع عناصر العرض المسرحي، مشيرة إلى أنه كان بطبعه متمرد على الأشياء وهى طبيعة أي فنان، لذلك كانت مواقفه السياسية معروفة على يسار الحكم، وقد عانينا من ذلك كثيرًا، وعلى الرغم من أن الجميع كان يرى كرم مطاوع كالطاووس، إلا أن قلبه بداخله طفل، وكان نظره ضعيف ويرفض ارتداء نظارة طبية، فكان عندما يراه أحد في أي مكان يعتقد أن كرم مغرورا يتجاهله لكنه في الحقيقة لم يكن يراه أو ينتبه له لاستغراقه في التفكير.