باحث مصري: ألمانيا تقدم تسهيلات للأطباء العرب للعمل بها
كشف الدكتور شادي مجدي باحث مصري مقيم في ألمانيا أن ألمانيا تعاني من عجز كبير في عدد الأطباء بشكل غير طبيعي وهذا سيستمر لسنوات كثيرة قادمة.
وأضاف مجدي أن هذا العجز دفع الأطباء الاستشاريين إلى النزول إلى الطوارئ بأنفسهم لتعويض النقص في الأطباء، ناصحا الأطباء المقدمين على منح للسفر بالتوجه إلى ألمانيا بدلا من أي دولة أخرى لأنها تعاني من عجز في كل التخصصات تقريبا.
وكان الاتحاد الألماني للأطباء أعلن أنه يوجد في ألمانيا عدديًا طبيب لكل 200 مواطن تقريبًا.
وذكر الاتحاد، أن إجمالي عدد الأطباء المسجلين لديه بلغ نحو 402 ألف طبيب، وبحسب البيانات، فإن نصف هؤلاء الأطباء يعملون في مستشفيات، كما يعمل نحو 160 ألف طبيب في عيادات خارجية.
وأشار الاتحاد إلى أن هناك حاجة ماسة إلى كوادر طبية في ألمانيا، موضحًا أن الحاجة إلى العلاج تزداد على نحو متواصل، بسبب شيخوخة المجتمع.
وبحسب البيانات، ارتفع عدد حالات العلاج في المستشفيات خلال الفترة من عام 2009 إلى عام 2017 من 17.8 مليون حالة إلى 19.5 مليون حالة، ومن المحتمل أن يترك نحو 20% من الأطباء حياتهم المهنية قريبًا، بعد بلوغهم سن الـ60.
وذكر الاتحاد أن الهجرة من الخارج تخفف من العبء على القطاع الصحي حاليًا في ألمانيا، لافتًا إلى أن عدد الأطباء الأجانب المسجلين في ألمانيا ارتفع العام الماضي بواقع نحو 3800 طبيب إلى 58 ألفًا و168 طبيبًا. ومن أكثر الدول التي يأتي منها أطباء مهاجرون إلى ألمانيا، سورية (4486 طبيبًا)، ورومانيا (4433 طبيبًا)، واليونان (2811 طبيبًا).
وتشير تقارير طبية ألمانية الى أن ألمانيا أصبحت بحاجة ماسة لمزيد من الأطباء، بل وستظل بحاجة لهم لسنوات عدة مقبلة، لتغطية العجز الكبير في عدد الأطباء فيها، فألمانيا تعاني عجزًا في عددهم يصل إلى 5500 طبيب، حتى باتت أغلب المستشفيات التي تعلن عن شغل وظائف أطباء فيها لا تجد من يشغلها، بالنظر إلى هذا العجز الحاد، وفي بعض المستشفيات يظل طلب شغل الوظيفة موجودًا على صفحتها على الإنترنت لمدة تفوق 5 أشهر، وفي النهاية تلجأ تلك المستشفيات لطلب أطباء من الخارج.
واعتمادًا على دراسة ألمانية، فإن مقدار النقص في الأطباء في 2011 بلغ 21000 طبيب، وتشير الدراسة التي نشرتها مؤسسة DKI الألمانية، إلى أنه في عام 2019 سيصل مقدار العجز في الأطباء إلى 37000 طبيب وعام 2020 إلى 56000 طبيب.
تسهيلات في الإقامة من أجل الأطباء
في ظل هذا الوضع الصعب، أصدرت الدولة قوانين تسهل عمل الأطباء الأجانب في ألمانيا مثل قانون البطاقة الزرقاء الذي يفتح المجال واسعًا لاستقبال أطباء أجانب للعمل ليس في ألمانيا وحدها، بل وفي الاتحاد الأوروبي أيضًا، إضافة إلى قانون فيزا البحث عن عمل، الذي يتيح للطبيب الذهاب إلى ألمانيا لمدة 6 أشهر للبحث عن عمل، كل ذلك يسير في مصلحة الأطباء العرب الراغبين في العمل في ألمانيا ايضًا.
و في سياق متصل بدأت على الفور المستشفيات في تعويض هذا النقص الحاد، بتوظيف أطباء من خارج ألمانيا من دول مثل رومانيا، بلغاريا، اليونان، روسيا وأخيرًا مصر وسوريا، والعراق ورغم أن هذا الانفتاح على أطباء الخارج يصب في مصلحة الطرفين، إلا أن عدم إتقان بعض الأطباء الأجانب للغة الألمانية وعدم التأهيل الدراسي الطبي وفقًا للمقاييس الألمانية الدقيقة يقف عقبة في طريق عملهم في ألمانيا.