المخابرات ودنيا النساء
عمل المرأة في الجاسوسية أقل بكثير من الرجل بسبب تعرض المرأة كأنثى إلى طلب الرجل في أي وقت.. أغلب النساء المشاركات فى أعمال التجسس أو العمالة لبلد ما كن يتعرضن إلى الوقوع بين يدي الرجال من كافة الفئات، وحتى ضباط المخابرات، والبعض منهن كن البادئات في إنشاء العلاقة الغرامية بغية الوصول إلى غرضهن..
ولكن المرأة عندما تتعرض إلى منافسة لها تنسى نفسها، وتدفعها غيرتها العمياء إلى ارتكاب أخطاء يكون من نتيجتها اعتقال الجاسوسة نفسها وتعرض مهمتها للخطر، ومن كل هذه الأخطاء المحدقة يعلن بين فترة وأخرى عن اكتشاف شبكة تجسس من ضمنها امرأة..
وصف هانسون دبليو بولدوين المؤرخ العسكرى والصحفى الأمريكي المعروف المخابرات الحديثة بأنها عبارة عن منشأة ذات إمكانات هائلة لكل من الخير والشر، ويجب أن تستخدم الرجال والنساء وكل الوسائل، فهي رقيقة وشرسة تتعامل مع الأبطال والخونة، وهي ترشى وتفسد وتختطف وأحيانا تقتل.. أنها تقبض على قوة الحياة والموت؛ أنها تستغل أسمى وأدنى العواطف وتستخدم في الوقت نفسه الوطنية حتى أعظم معانيها؛ والنزوات حتى أحط مداركها، وهي تبرر الوسائل التي تحقق أغراضها، حتى القتل.
هناك جواسيس قدموا لبلادهم أعظم الخدمات وأجلها، وأهم هؤلاء الجواسيس الجاسوسة ماتا هاري، واسمها الحقيقى مارجريتا جيرترويدا زيللي، راقصة هولندية عملت لصالح الألمان خلال الحرب العالمية الأولى، ألقى القبض عليها أثناء تجسسها وعذبت عذابا مبرحا للبوح بما تعرفه عن بقية زملائها فلم تعترف، ونفذ حكم الإعدام عليها رميا بالرصاص.