ابن رشد الجد، شيخ المالكية الذي غاب عن الأضواء بسبب شهرة حفيده
في مثل هذا اليوم من عام 1126 توفي ابن رشد الجد، أحد كبار فقهاء دولة المرابطين، شيخ المالكية الكبير الذي غاب عن الأضواء بسبب شهرة حفيده الفيلسوف المعروف ابن رشد.
عن سيرته وحياته
ابن رشد الجد، اسمه كاملا أبو الوليد بن رشد القرطبي، شيخ المالكية وقاضي الجماعة بقرطبة، وكان حضوره بارزا في المجتمعين المغربي والأندلسي.
كان ابن رشد الجد أحد فقهاء مجلس أمير المسلمين علي بن يوسف، ومن العلماء الذين خدموا الدولة المرابطية وأثروا الحركة العلمية ومن أبرز تلامذته الفقيه والمؤرخ القاضي عياض والذي له معه حوارات فقهية عرفت باسم «سؤالات لابن رشد».
ومن تلامذة ابن رشد الجد أيضا المؤرخ ابن بشكوال وقاضي الجماعة بقرطبة ابن أصبغ الأزدي وابن الوزان والمحدث ابن سعادة والحافظ المفسر ابن النعمة.
تولى ابن رشد الجد منصب قاضي الجماعة (قاضي القضاة) لمدة أربع سنوات، وطلب بعدها إعفاءه سنة 515هـ ليتفرغ لإتمام كتابه الضخم في الفقه «التحصيل والبيان»، إضافة إلى كتابه الشهير «المقدمات» في الفقه أيضا.
توفي ابن رشد الجد عام 520 هـ وهو عام ميلاد حفيده ابن رشد.
عن المالكية
المذهب المالكي أحد المذاهب الإسلامية السنية الأربعة، والذي يتبنى الآراء الفقهية للإمام مالك بن أنس، وتبلور مذهبًا واضحًا ومستقلًا في القرن الثاني الهجري، وأهم أفكاره هو الاهتمام بعمل أهل المدينة، ويمثل 35% من إجمالي المسلمين.
وينتشر المذهب بشكل أساسي في شمال أفريقيا وتشمل دول الجزائر والسودان وتونس والمغرب وليبيا وموريتانيا وصعيد مصر وإريتريا، وفي شبه الجزيرة العربية وتشمل دول البحرين والإمارات العربية المتحدة والكويت وأجزاء من السعودية وعمان وبلدان أخرى في الشرق الأوسط، كما ينتشر في دول السنغال وتشاد ومالي والنيجر وشمال نيجيريا في غرب أفريقيا، وكان يتبع في الحكم الإسلامي لأوروبا والأندلس وإمارة صقلية.
ويعد مذهب الإمام مالك وسطًا معتدلًا بين أهل الرأي وأهل الحديث، لكثرة استناده إلى الحديث إذ كانت روايته قد انتشرت ولا سيما المدينة، وكان الإمام مالك يعتمد على الحديث النبوي كثيرًا نظرًا لبيئته الحجازية التي كانت تزخر بالعلماء والمحدثين الذين تلقوا الحديث النبوي عن الصحابة وورثوا من السنة ما لم يتح لغيرهم من أهل الأمصار.
قال الإمام الشافعي: ما ظهر على الأرض كتاب بعد كتاب الله أصح من كتاب مالك، وفي رواية أكثر صوابًا وفي رواية أنفع؛ وهذا القول قبل ظهور صحيح البخاري.