علي جمعة: المسبحة أولى من اليد في التسبيح بهذه الحالة
أكد الدكتور علي جمعة، المفتي السابق للجمهورية، أن المسبحة أولى من اليد في التسبيح، إذا خشي الإنسان منه الخطأ، مؤكدًا أن المسبحة أجمع للقلب على الذكر.
مشروعية الذكر بالمسبحة
وقال إن الفقهاء أجازوا التسبيح باليد والحصى، والمسابح خارج الصلاة، أما في الصلاة، فإنه يكره؛ لأنه ليس من أعمالها، وصنف جماعة من العلماء مشروعية الذكر بالسبحة جماعة من العلماء منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته "المنحة في السبحة"
وكتب علي جمعة تدوينة على الفيس بوك "المسألة الثانية هي جواز عد الأذكار بالمسبحة أو السبحة، فعلينا أولا أن نعلم إن السبحة: هي الخرزات التي يعد بها المسبح تسبيحه، وهي كلمة مولدة، وهي وسيلة تعين على الخير، والوسائل لها حكم المقاصد، فهي مستحبة باعتبارها تيسر الذكر."
المسبحة واليد في الأوراد
وقال "فهي أداة يجوز للمسلم استخدامها في العد في الأوراد، وهي أولى من اليد إذا خشي الإنسان من الخطأ؛ لأنها أجمع للقلب على الذكر، حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه أنه دخل مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على امرأة، وبين يديها نوى أو حصى تسبح به، فقال: «أخبرك بما هو أيسر عليك من هذا أو أفضل؟ فقال: سبحان الله عدد ما خلق في السماء، وسبحان الله عدد ما خلق في الأرض، وسبحان الله عدد ما بين ذلك، وسبحان الله عدد ما هو خالق، والحمد لله مثل ذلك، والله أكبر مثل ذلك، ولا إله إلا الله مثل ذلك، ولا حول ولا قوة إلا بالله مثل ذلك» [رواه أبو داود في سننه، والترمذي، والحاكم في المستدرك]، فلم ينهها عن ذلك، وإنما أرشدها إلى ما هو أيسر وأفضل، ولو كان مكروها لبين لها ذلك."
وأضاف علي جمعة "وقد فهم الفقهاء الجواز من هذا الحديث، فأجازوا التسبيح باليد، والحصى، والمسابح خارج الصلاة، كعده بقلبه أو بغمزه أنامله. أما في الصلاة، فإنه يكره؛ لأنه ليس من أعمالها. وعن أبي يوسف ومحمد: أنه لا بأس بذلك في الفرائض والنوافل جميعا مراعاة لسنة القراءة والعمل بما جاءت به السنة، وقد وردت أثار كثيرة في هذا الباب منها: ما روي عن القاسم بن عبد الرحمن قال: «كانَ لأبي الدَّرْدَاءِ نَوًى مِنْ نَوَى الْعَجْوَةِ في كِيسٍ، فَكَانَ إِذَا صَلَّى الْغَدَاةَ أَخْرَجَهُنَّ وَاحِدةً يُسَبِّحُ بِهِنَّ حَتَّى يَنْفَدْنَ» [الزهد لابن أبي عاصم].
المنحة في السبحة
وتابع قائلًا: "عَنْ أَبِى نَضْرَةَ الغفاري قال: حَدَّثَنِي شَيْخٌ مِنْ طُفَاوَةَ قَالَ: «تَثَوَّيْتُ أَبَا هُرَيْرَةَ بِالْمَدِينَةِ، فَلَمْ أَرَ رَجُلًا مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم أَشَدَّ تَشْمِيرًا وَلاَ أَقْوَمَ عَلَى ضَيْفٍ مِنْهُ، فَبَيْنَمَا أَنَا عِنْدَهُ يَوْمًا وَهُوَ عَلَى سَرِيرٍ لَهُ وَمَعَهُ كِيسٌ فِيهِ حَصًى أَوْ نَوًى وَأَسْفَلُ مِنْهُ جَارِيَةٌ لَهُ سَوْدَاءُ وَهُوَ يُسَبِّحُ بِهَا، حَتَّى إِذَا أَنْفَدَ مَا فِي الْكِيسِ أَلْقَاهُ إِلَيْهَا فَجَمَعَتْهُ فَأَعَادَتْهُ فِي الْكِيسِ فَدَفَعَتْهُ إِلَيْهِ» [رواه أحمد وأبو داود]. وعن نعيم بن المحرر بن أبي هريرة عن جده أبي هريرة رضي الله عنه أنه كان له خَيْطٌ فِيه أَلْفَا عُقْدَةٍ، فَلاَ يَنَامُ حَتَّى يُسَبِّحَ بِهِ. [حلية الأولياء لأبي نعيم]
وقال جمعة "روي مثل ذلك عن سيدنا سعد بن أبي وقاص، وأبي سعيد الخدري، وأبي صفية مولى النبي صلى الله عليه وسلم، والسيدة فاطمة بنت الحسين بن علي بن أبي طالب وغيرهم من الصحابة والتابعين، رضي الله عنهم جميعا."
وقال: "قد صنف في مشروعية الذكر بالسبحة جماعة من العلماء منهم الحافظ جلال الدين السيوطي في رسالته «المنحة في السبحة»، والشيخ محمد بن علان الصديقي وسماها «إيقاد المصابيح لمشروعية اتخاذ المسابيح»، والعلامة أبو الحسنات اللكنوي في رسالة بعنوان «نزهة الفكر في سبحة الذكر»