فلسطين بطل مونديال قطر
وعشنا على المأثور «علموا أولادكم الرماية والسباحة وركوب الخيل» ولم يشأ أحدنا أن يعلم أبناءه رفض الاحتلال ومقاومة الغصب وكراهية إسرائيل غير أنهم تعلموها وحدهم. كان لمراسل قناة «كان» التى تبث إرسالها من داخل الكيان المحتل تجربة فريدة بعد سفره إلى قطر وتعرض لحالة من الحصار الفلسطينى رغم أنه لم يلتق فلسطينيا واحدا.
سائق التاكسى البسيط يوقف سيارته بعد علمه أنه ينتمي إلى الكيان الصهيونى ويأمره بالنزول من سيارته ويرفض أن يتقاضى منه الأجرة ويودعه بعبارة قاسية «تقتلون أشقاءنا».
يمضى إلى واحد من آلاف المطاعم التى انشأتها قطر لخدمة القادمين لمتابعة كأس العالم فلم يكن حظه أفضل مما كان مع السائق البسيط.. يرفض المطعم خدمته أو تقديم الطعام له..يطردونه بعبارة «تقتلون أشقاءنا». يمضى المذيع فى شوارع الدوحة مطاردا ولم يكن أمامه إلا أن يتخلى عن انتمائه لكيان يغتصب الأرض ويقتل الأطفال فيسأله مواطن مصرى «من أين أنت».. يرد «من الاكوادور» ولأن المصرى يعرفه قال مرددا «فلسطين حرة» ولم يكن من المذيع إلا أن قال «فلسطين حرة»!!
وقعوا ما شئتم من معاهدات واتفاقيات مع الحكومات.. الشعوب لها موقف آخر.. المذيع الصهيونى لم يلتق مواطنا فلسطينيا واحدا من أصحاب القضية ولكنه التقى عشرات المواطنين العرب.. أصحاب القضية أيضا. فى بث مباشر شكا المذيع من المطاردة والكراهية دون أن يعترف أن اغتصابهم للأرض وقتلهم للشباب هو أصل العنصرية والكراهية.. حاصروه وسنحاصرهم أينما ذهبوا.
فلسطين فى القلب
وقعوا ما شئتم من اتفاقيات محبة ومودة مع السلطات.. ستأتون إلينا هنا فى الشوارع والحوارى.. فى المطاعم والميادين.. سنطاردكم أينما كنتم وساعتها لن ينفعكم اتفاق مع غير ذى صفة. الشعوب وحدها من تحدد مع من تتعامل ومع من تتوافق ومع من تتعاهد..الشعوب وحدها صاحبة الحق الأصيل فى اتفاقيات السلام والوئام والمحبة والإخلاص.. الشعوب صاحبة الشارع والحارة والأرض والزرع.
الشعوب وحدها هى التى تحارب أو تهادن أو تبنى سلاما.. الشعوب وليس الحكام فمهما وقعتم من معاهدات واتفاقيات سلام فلا سلام ولا كلام قبل أن تتحرر الأرض ويصان العرض. والسؤال: هل يستطيع رئيس وزراء الكيان المحتل أن يتجول فى عاصمة عربية من عواصم الاتفاقيات وحده دون مراسم وحراسات وإفراغ للشوارع والميادين؟
سيظل الخوف يطاردكم وستظل بذور الكراهية التى زرعتموها وتزرعونها يوميا تنبت من حولكم مقاومة بالسخط والكراهية والحرب عندما تصبح شعوبنا بديهيا أمر الحرب. لن تغفو عيونكم ولن يهنأ بال لكم ولن تجدوا منا إلا ما وجدتموه فى الدوحة فكل عاصمة عربية تعرف أن لها قضية وقضيتنا لن تموت مع الزمن ولن يمحوها من الذاكرة تكرار الموت أو اتفاقيات الاستسلام المريعة.
المذيع الذى أنكر انتماءه ليعيش أسبوعين سيرى ذلك فى كل مكان عربى..فلسطين حاضرة مهما كان قدر البيع.. فلسطين فى قلوب الناس ملايين الناس ليسوا عربا فقط فهناك من شعوب الأرض الأبية من لا يعرف حرفا عربيا وسيظل يقاوم من أجل القيم والإنسانية والحق والعدل.
فلسطين التى ليس لها فريق يعارك على أرضية الملاعب لها فرق من شعوب جاءت هنا ليس من أجل الكرة فقط وإنما من أجل مطاردة كل ما هو صهيونى وكل ما هو مناف لقيمنا وتقاليدنا وعاداتنا. فلسطين هى الفريق الأقوى فى بطولة كأس العالم قطر ٢٠٢٢م.. وفلسطين هى الحاضرة وهى الفائزة والمنتصرة وهى بطل الأبطال وصاحبة التتويج.
فلسطين فى قلب كل عربى وفى وجدان كل حر وستطاردكم أينما كنتم.. سنطاردكم فى اليقظة والمنام وستضطرون يوما ان تتبرأوا من كيانكم المغتصب كما تبرأ المذيع الصهيوني. هل رأيتم كم علما رفعه عرب لفلسطين الأبية فى المدرجات؟ وهل يجرؤ واحد منكم على رفع علم واحد لكم حتى ولو فى حارة غير مرئية؟ بالطبع لا تستطيعون ولن تستطيعوا أبدا.