رئيس التحرير
عصام كامل

ضربة ‬‮«‬الطيب‮»‬.. “فيتو”‭ ‬تكشف‭ ‬تفاصيل‭ ‬تحركات‭ ‬الأزهر‭ ‬لتوحيد‭ ‬الأمة‭ ‬بإقامة‭ ‬حوار‭ ‬‮ «إسلامى‭ - ‬إسلامي» ‬‭ ‬وقطع‭ ‬الطريق‭ ‬على‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية

فضيلة الإمام أحمد
فضيلة الإمام أحمد الطيب

كما‭ ‬كان‭ ‬متوقعا،‭ ‬انتقلت‭ ‬دعوة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب،‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر،‭ ‬لإقامة‭ ‬حوار‭ ‬إسلامى‭ ‬إسلامى‭ ‬بين‭ ‬جنبات‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامى‭ ‬وسط‭ ‬ترحيب‭ ‬واسع‭ ‬يقابلها‭ ‬خطوات‭ ‬من‭ ‬المشيخة‭ ‬لتمهيد‭ ‬الأجواء‭ ‬لإقامة‭ ‬حوار‭ ‬بين‭ ‬علماء‭ ‬الدين‭ ‬الإسلامى‭ ‬فى‭ ‬العالم‭ ‬كله‭ ‬على‭ ‬اختلاف‭ ‬مذاهبهم‭ ‬وطوائفهم‭ ‬ومدارسهم‭ ‬لتجاوز‭ ‬صفحة‭ ‬الماضى‭ ‬وتوحيد‭ ‬المواقف‭ ‬الإسلامية‭ ‬وتعزيز‭ ‬الشأن‭ ‬الإسلامى‭ ‬ونبذ‭ ‬الفتنة‭ ‬والنزاع‭ ‬الطائفى‭ ‬وإقرار‭ ‬التقارب‭ ‬والتعارف‭ ‬بين‭ ‬أطراف‭ ‬الأمة‭ ‬الإسلامية‭.‬


دعوة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر،‭ ‬التى‭ ‬أطلقها‭ ‬فى‭ ‬ختام‭ ‬ملتقى‭ ‬البحرين‭ ‬للحوار‭ ‬‮«‬الشرق‭ ‬والغرب‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬التعايش‭ ‬الإنساني‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬استضافته‭ ‬البحرين‭ ‬مطلع‭ ‬الشهر‭ ‬الجاري،‭ ‬والتى‭ ‬كانت‭ ‬بمثابة‭ ‬ضربة‭ ‬حقيقية‭ ‬لأعداء‭ ‬الأمة‭ ‬قوبلت‭ ‬بردود‭ ‬أفعال‭ ‬أغلبها‭ ‬جاءت‭ ‬مؤيدة‭ ‬ومرحبة‭ ‬بتلك‭ ‬الدعوة،‭ ‬على‭ ‬مختلف‭ ‬الأصعدة‭ ‬الرسمية‭ ‬والشعبية‭ ‬والتى‭ ‬مثلتها‭ ‬مؤسسات‭ ‬وهيئات‭ ‬إسلامية‭ ‬وقيادات‭ ‬دينية‭ ‬وإسلامية‭ ‬ومفكرون‭ ‬وكتاب‭.‬

 

تحركات الأزهر

‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬بدورها‭ ‬تكشف‭ ‬تفاصيل‭ ‬تحركات‭ ‬الأزهر‭ ‬لتحويل‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬إلى‭ ‬برنامج‭ ‬عمل‭ ‬وخطوات‭ ‬ملموسة‭ ‬على‭  ‬أرض‭ ‬الواقع؛‭ ‬حيث‭ ‬عملت‭ ‬مشيخة‭ ‬الأزهر‭ ‬خلال‭ ‬الأيام‭ ‬الماضية‭ ‬على‭ ‬رصد‭ ‬ومتابعة‭ ‬كافة‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬الصادرة‭ ‬عن‭ ‬الجهات‭ ‬الرسمية‭ ‬وغير‭ ‬الرسمية‭ ‬فى‭ ‬البلدان‭ ‬العربية‭ ‬والإسلامية‭ ‬،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يتم‭ ‬الدراسة‭ ‬والترتيب‭ ‬للخطوات‭ ‬القادمة‭ ‬على‭ ‬غير‭ ‬عجل‭ ‬نظرًا‭ ‬لحساسية‭ ‬الأمر‭ ‬وتعلقها‭ ‬ببعض‭ ‬الجوانب‭ ‬السياسية،‭  ‬بحسب‭ ‬مصدر‭ ‬مطلع‭ ‬داخل‭ ‬المشيخة‭ ‬تحدثت‭ ‬معه‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭.‬


على‭ ‬الجانب‭ ‬الآخر‭ ‬وبالتحديد‭ ‬فى‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬الذى‭ ‬يرأسه‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬شيخ‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬فإن‭ ‬الأمر‭ ‬تعدى‭ ‬مسألة‭ ‬متابعة‭ ‬ردود‭ ‬الأفعال‭ ‬ودراسة‭ ‬الأمر‭ ‬شفهيًا،‭ ‬إذ‭ ‬بدأت‭ ‬الدعوة‭ ‬تتحول‭ ‬بالفعل‭ ‬إلى‭ ‬خطوات‭ ‬عملية‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬التشاور‭ ‬والتحاور‭ ‬حول‭ ‬إمكانية‭ ‬إنشاء‭ ‬لجنة‭ ‬خلال‭ ‬الفترة‭ ‬المقبلة‭ ‬خصيصًا‭ ‬من‭ ‬داخل‭ ‬المجلس‭ ‬لمتابعة‭ ‬تنفيذ‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬وتحديد‭ ‬المقترحات‭ ‬المقرر‭ ‬طرحها‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬اجتماع‭ ‬الأطراف‭ ‬المتحاورين‭ ‬بجانب‭ ‬اقتراح‭ ‬الأماكن‭ ‬والعواصم‭ ‬التى‭ ‬قد‭ ‬يشملها‭ ‬الحوار‭ ‬بالفعل‭.‬


وبحسب‭ ‬مصدر‭ ‬مطلع‭ ‬بسير‭ ‬الأمور‭ ‬داخل‭ ‬مجلس‭ ‬حكماء‭ ‬المسلمين‭ ‬تحدث‭ ‬معه‭ ‬“فيتو”‭ ‬فالمجلس‭ ‬تشاور‭ ‬حول‭ ‬البدء‭ ‬فى‭ ‬تنفيذ‭ ‬دعوة‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬للحوار‭ ‬الإسلامى‭ - ‬الإسلامي،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬أحد‭ ‬التصورات‭ ‬الموضوعة‭ ‬لهذا‭ ‬الأمر‭ ‬حتى‭ ‬الآن،‭ ‬لا‭ ‬تقتصر‭ ‬القضية‭ ‬فى‭ ‬مجرد‭ ‬مؤتمر‭ ‬أو‭ ‬جلسة‭ ‬واحدة‭ ‬فقط‭ ‬بين‭ ‬الأطراف‭ ‬المعنية،‭ ‬بل‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬عبارة‭ ‬عن‭ ‬عدة‭ ‬جلسات‭ ‬وجولات‭ ‬على‭ ‬غرار‭ ‬ما‭ ‬تم‭ ‬بين‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف‭ ‬والفاتيكان‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬سابق،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬نقطة‭ ‬الانطلاق‭ ‬بالتأكيد‭ ‬من‭ ‬القاهرة‭ ‬حاضنة‭ ‬الأزهر‭ ‬الشريف،‭ ‬مع‭ ‬وضع‭ ‬تصور‭ ‬للخطوط‭ ‬العريضة‭ ‬للحوار‭ ‬مثل‭ ‬تحديد‭ ‬الوقت‭ ‬المخصص‭ ‬للانطلاق‭ ‬والأطراف‭ ‬المقرر‭ ‬دعوتها‭ ‬على‭ ‬طاولة‭ ‬الحوار‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬القضايا‭ ‬التى‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬دراسة‭ ‬مستفيضة‭ ‬وترتيبات‭ ‬خاصة‭.‬


أهمية‭ ‬الدعوة

يؤكد‭ ‬الدكتور‭ ‬عبدالفتاح‭ ‬العوارى‭ ‬نائب‭ ‬رئيس‭ ‬المركز‭ ‬الأشعري،‭ ‬والعميد‭ ‬السابق‭ ‬لكلية‭ ‬أصول‭ ‬الدين‭  ‬فى‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر،‭ ‬أن‭ ‬الدعوة‭ ‬جاءت‭ ‬فى‭ ‬حينها‭ ‬ولها‭ ‬من‭ ‬الأهمية‭ ‬قدر‭ ‬كبير‭ ‬مضيفا‭: ‬إذا‭ ‬كانت‭ ‬تعاليم‭ ‬الإسلام‭ ‬تحثنا‭ ‬على‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامى‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬الديانات‭ ‬الأخرى‭ ‬فكيف‭ ‬لا‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬حوار‭ ‬إسلامى‭ - ‬إسلامى‭ ‬وتوحيد‭ ‬الأمة‭ ‬ورأب‭ ‬الصدع‭ ‬وجمع‭ ‬الشمل‭ ‬وتوحيد‭ ‬الكلمة‭ ‬وإيقاف‭ ‬الخلاف‭ ‬وإيجاد‭ ‬احترام‭ ‬متبادل‭ ‬بين‭ ‬الطوائف‭ ‬المتعددة‭.‬


وأضاف‭: ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يأخذ‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬منحى‭ ‬سياسيًا‭ ‬أيضًا‭ ‬بحيث‭ ‬يتم‭ ‬التنبيه‭ ‬خلاله‭ ‬على‭ ‬ألا‭ ‬تتدخل‭ ‬طائفة‭ ‬لها‭ ‬تواجد‭ ‬كبير‭ ‬فى‭ ‬دولة‭ ‬فى‭ ‬شئون‭ ‬الدول‭ ‬الأخرى‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬استغلال‭ ‬الدين‭ ‬والمذهبية‭ ‬الدينية‭ ‬لأتباعها،‭ ‬والعمل‭ ‬على‭ ‬استمرار‭ ‬القلاقل‭ ‬فى‭ ‬هذه‭ ‬الدول‭ ‬مشددا‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬الحوار‭ ‬على‭ ‬إزالة‭ ‬هذه‭ ‬الأفكار‭ ‬من‭ ‬ثوابت‭ ‬أى‭ ‬جماعة‭ ‬مسلمة‭.‬


وأكد‭ ‬‮«‬العواري‮»‬‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬الحوار‭ ‬الإسلامى‭ - ‬الإسلامى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬ويبحث‭ ‬عن‭ ‬القواسم‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬وما‭ ‬أكثرها‭ ‬خاصة‭ ‬وأننا‭ ‬أتباع‭ ‬ملة‭ ‬ونبى‭ ‬وكتاب‭ ‬واحد‭ ‬وهناك‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬نقاط‭ ‬الالتقاء‭ ‬بيننا‭.‬


وشدد‭ ‬على‭ ‬أهمية‭ ‬العمل‭ ‬على‭ ‬تعزيز‭ ‬نقاط‭ ‬الوحدة‭ ‬بين‭ ‬جميع‭ ‬المسلمين،‭ ‬لافتا‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬مهموم‭ ‬دائما‭ ‬بما‭ ‬يحدث‭ ‬فى‭ ‬الأمة‭ ‬من‭ ‬تمزق‭ ‬وتشتت‭ ‬وتفتيت‭ ‬الوحدة‭ ‬وكذلك‭ ‬الفرقة‭ ‬التى‭ ‬تحدثت‭ ‬بين‭ ‬أمة‭ ‬الإسلام‭ ‬ومن‭ ‬هنا‭ ‬كانت‭ ‬فرصة‭ ‬أن‭ ‬يوجه‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬المباركة‭ ‬وبإخلاص‭ ‬فى‭ ‬النوايا‭ ‬أن‭ ‬تحقق‭ ‬كل‭ ‬الخير‭.‬


وتابع‭: ‬نجاح‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬يتوقف‭ ‬على‭ ‬صدق‭ ‬النوايا‭ ‬من‭ ‬جميع‭ ‬الأطراف‭ ‬وأن‭ ‬يحترم‭ ‬الجميع‭ ‬ما‭ ‬عند‭ ‬الآخر‭ ‬من‭ ‬قيم‭ ‬وثقافات‭ ‬وفكر‭ ‬وألا‭ ‬يحدث‭ ‬أى‭ ‬تطاول‭ ‬من‭ ‬طرف‭ ‬على‭ ‬آخر،‭ ‬وأن‭ ‬يقلع‭ ‬الشيعة‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال‭ ‬عن‭ ‬سب‭ ‬الصحابة‭ ‬والسيدة‭ ‬عائشة‭ - ‬رضى‭ ‬الله‭ ‬عنها‭- ‬مردفا‭: ‬متى‭ ‬تحقق‭ ‬ذلك‭ ‬وحكم‭ ‬الناس‭ ‬عقولهم‭ ‬وعادوا‭ ‬إلى‭ ‬المنبع‭ ‬الصافى‭ ‬وهو‭ ‬الكتاب‭ ‬والسنة‭ ‬سنجد‭ ‬الخير‭ ‬الكثير‭ ‬بين‭ ‬أصحاب‭ ‬المذاهب‭ ‬المتعددة‭ ‬وتساعد‭ ‬المجتمعات‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬لم‭ ‬الشمل‭ ‬بينها‭.‬


وأضاف‭ ‬‮«‬العواري‮»‬‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭: ‬من‭ ‬يزكى‭ ‬الطائفية‭ ‬بين‭ ‬أبناء‭ ‬الأمة‭ ‬ويعمل‭ ‬على‭ ‬تأجيجها‭ ‬الصهيونية‭ ‬العالمية‭ ‬والغرب،‭ ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬الإسلام‭ ‬فيه‭ ‬ما‭ ‬يدعو‭ ‬إلى‭ ‬تعزيز‭ ‬القواسم‭ ‬المشتركة‭ ‬بين‭ ‬بنى‭ ‬البشر‭ ‬فكيف‭ ‬به‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تعاليمه‭ ‬السمحة‭ ‬أن‭ ‬يقرب‭ ‬بين‭ ‬المسلمين‭ ‬وأن‭ ‬يجمع‭ ‬شتات‭ ‬هذه‭ ‬الأمة‭ ‬التى‭ ‬فرقتها‭ ‬النزعات‭ ‬العرقية‭ ‬والخصومات‭ ‬والحروب‭ ‬حتى‭ ‬تلتحم‭ ‬وتصبح‭ ‬نسيجا‭ ‬واحدًا‭ ‬ولا‭ ‬تتفرق‭ ‬تحقيقًا‭ ‬لقول‭ ‬الله‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬وَاعْتَصِمُوا‭ ‬بِحَبْلِ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬جَمِيعًا‭ ‬وَلَا‭ ‬تَفَرَّقُوا‭ ‬وَاذْكُرُوا‭ ‬نِعْمَتَ‭ ‬اللَّهِ‭ ‬عَلَيْكُمْ‭ ‬إِذْ‭ ‬كُنتُمْ‭ ‬أَعْدَاءً‭ ‬فَأَلَّفَ‭ ‬بَيْنَ‭ ‬قُلُوبِكُمْ‭ ‬فَأَصْبَحْتُم‭ ‬بِنِعْمَتِهِ‭ ‬إِخْوَانًا‮»‬‭ ‬ويتحقق‭ ‬فيها‭ ‬قول‭ ‬النبى‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭- ‬يد‭ ‬الله‭ ‬مع‭ ‬الجماعة‭ ‬والشيطان‭ ‬مع‭ ‬من‭ ‬فارق‭ ‬الجماعة‭ ‬يركض‮»‬،‭ ‬مردفا‭: ‬ما‭ ‬أحوج‭ ‬الأمة‭ ‬أن‭ ‬تلمم‭ ‬شملها‭ ‬وتوحد‭ ‬كلمتها‭ ‬وترصد‭ ‬صفوفها‭ ‬وتكون‭ ‬أمة‭ ‬خير‭ ‬وأمن‭ ‬وسلام‭.‬


ومن‭ ‬جانبه‭ ‬يرى‭ ‬الدكتور‭ ‬إبراهيم‭ ‬الهدهد‭ ‬رئيس‭ ‬جامعة‭ ‬الأزهر‭ ‬الأسبق،‭ ‬أن‭ ‬الدعوة‭ ‬بحد‭ ‬ذاتها‭ ‬مطلوبة‭ ‬وبخاصة‭ ‬وأن‭ ‬الشيعة‭ ‬تشكل‭ ‬فصيلًا‭ ‬كبيرًا‭ ‬فى‭ ‬عالمنا‭ ‬الإسلامي،‭ ‬لكن‭ ‬لابد‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬الدعوة‭ ‬لإقامة‭ ‬حوار‭ ‬شيعى‭ - ‬شيعي،‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬كلمة‭ ‬سواء‭ ‬وواحدة‭ ‬لأنهم‭ ‬فرق‭ ‬شتى‭ ‬وعند‭ ‬كل‭ ‬فرقة‭ ‬منهم‭ ‬أصول‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬التنازل‭ ‬عنها‭ ‬وإذا‭ ‬تم‭ ‬الحوار‭ ‬فيما‭ ‬بينهم‭ ‬ووصلوا‭ ‬إلى‭ ‬كلمة‭ ‬واحدة‭ ‬فهنا‭ ‬ربما‭ ‬يكون‭ ‬الحوار‭ ‬الشيعى‭ - ‬السنى‭ ‬ناجحًا،‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬تمثل‭ ‬كافة‭ ‬الطوائف‭ ‬الشيعية‭ ‬فى‭ ‬الحوار‭.‬


وأشار‭ ‬‮«‬الهدهد‮»‬‭ ‬فى‭ ‬تصريحات‭ ‬خاصة‭ ‬لـ‭ ‬‮«‬فيتو‮»‬‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬هناك‭ ‬خلافات‭ ‬بين‭ ‬الطوائف‭ ‬المسلمة‭ ‬وبالتحديد‭ ‬بين‭ ‬السنة‭ ‬والشيعة‭ ‬تنقسم‭ ‬إلى‭ ‬قسمين‭ ‬حول‭ ‬العقيدة‭ ‬وأخرى‭ ‬حول‭ ‬الشريعة،‭ ‬والأخيرة‭ ‬يمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬كلمة‭ ‬سواء‭ ‬بين‭ ‬الجميع،‭ ‬لكن‭ ‬الحوار‭ ‬حول‭ ‬العقيدة‭ ‬لن‭ ‬يكون‭ ‬سهلا‭ ‬خاصة‭ ‬مع‭ ‬استمرار‭ ‬الشيعة‭ ‬فى‭ ‬الإساءة‭ ‬للصحابة‭ ‬والسيدة‭ ‬عائشة،‭ ‬وهذا‭ ‬يخالف‭ ‬أصل‭ ‬عندنا‭ ‬من‭ ‬أصول‭ ‬السنة‭ ‬والقرآن‭ ‬الكريم‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬تعالى‭ ‬‮«‬وَالسَّابِقُونَ‭ ‬الأَوَّلُونَ‭ ‬مِنَ‭ ‬الْمُهَاجِرِينَ‭ ‬وَالأَنْصَارِ‭ ‬وَالَّذِينَ‭ ‬اتَّبَعُوهُم‭ ‬بِإِحْسَانٍ‭ ‬رَّضِيَ‭ ‬اللَّهُ‭ ‬عَنْهُمْ‭ ‬وَرَضُواْ‭ ‬عَنْهُ‮»‬‭.‬


وتابع‭: ‬ومن‭ ‬الأحاديث‭ ‬الصحيحة‭ ‬التى‭ ‬حثت‭ ‬على‭ ‬عدم‭ ‬بغض‭ ‬الصحابة‭ ‬من‭ ‬قول‭ ‬أو‭ ‬فعل‭ ‬هو‭ ‬قول‭ ‬النبى‭ - ‬صلى‭ ‬الله‭ ‬عليه‭ ‬وسلم‭- ‬‮«‬الله‭ ‬الله‭ ‬فى‭ ‬أصحابي،‭ ‬لا‭ ‬تتخذوهم‭ ‬غرضًا‭ ‬بعدي،‭ ‬فمن‭ ‬أحبهم‭ ‬فبحبى‭ ‬أحبهم،‭ ‬ومن‭ ‬أبغضهم‭ ‬فببغضى‭ ‬أبغضهم‮»‬،‭ ‬مضيفا‭: ‬أما‭ ‬الخلافات‭ ‬حول‭ ‬الشريعة‭ ‬فيمكن‭ ‬الوصول‭ ‬إليها‭ ‬كلمة‭ ‬سواء‭ ‬لاسيما‭ ‬أنها‭ ‬تتعلق‭ ‬بأحكام‭ ‬الزكاة‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬المسائل‭ ‬التى‭ ‬يتم‭ ‬اللجوء‭ ‬فيها‭ ‬للنصوص‭ ‬الصحيحة‭ ‬لمعرفة‭ ‬أصل‭ ‬الفرائض‭.‬


واختتم‭: ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬الآن‭ ‬من‭ ‬أدوار‭ ‬الأزهر‭ ‬الذى‭ ‬يسعى‭ ‬البعض‭ ‬لحصره‭ ‬فى‭ ‬بعض‭ ‬الأدوار‭ ‬الداخلية‭ ‬ما‭ ‬يعد‭ ‬تقزيما‭ ‬لشأن‭ ‬عظيم‭ ‬ونحن‭ ‬لا‭ ‬نقبله،‭ ‬مؤكدًا‭ ‬أن‭ ‬شخصية‭ ‬الإمام‭ ‬الأكبر‭ ‬الدكتور‭ ‬أحمد‭ ‬الطيب‭ ‬تحظى‭ ‬بقبول‭ ‬واسع‭ ‬ما‭ ‬يؤدى‭ ‬بالتأكيد‭ ‬إلى‭ ‬إنجاح‭ ‬هذه‭ ‬الدعوة‭ ‬والحوار‭.‬
 

نقلًا عن العدد الورقي…،

الجريدة الرسمية