ضربة «الطيب».. “فيتو” تكشف تفاصيل تحركات الأزهر لتوحيد الأمة بإقامة حوار «إسلامى - إسلامي» وقطع الطريق على الصهيونية العالمية
كما كان متوقعا، انتقلت دعوة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، لإقامة حوار إسلامى إسلامى بين جنبات العالم الإسلامى وسط ترحيب واسع يقابلها خطوات من المشيخة لتمهيد الأجواء لإقامة حوار بين علماء الدين الإسلامى فى العالم كله على اختلاف مذاهبهم وطوائفهم ومدارسهم لتجاوز صفحة الماضى وتوحيد المواقف الإسلامية وتعزيز الشأن الإسلامى ونبذ الفتنة والنزاع الطائفى وإقرار التقارب والتعارف بين أطراف الأمة الإسلامية.
دعوة الإمام الأكبر، التى أطلقها فى ختام ملتقى البحرين للحوار «الشرق والغرب من أجل التعايش الإنساني» الذى استضافته البحرين مطلع الشهر الجاري، والتى كانت بمثابة ضربة حقيقية لأعداء الأمة قوبلت بردود أفعال أغلبها جاءت مؤيدة ومرحبة بتلك الدعوة، على مختلف الأصعدة الرسمية والشعبية والتى مثلتها مؤسسات وهيئات إسلامية وقيادات دينية وإسلامية ومفكرون وكتاب.
تحركات الأزهر
«فيتو» بدورها تكشف تفاصيل تحركات الأزهر لتحويل هذه الدعوة إلى برنامج عمل وخطوات ملموسة على أرض الواقع؛ حيث عملت مشيخة الأزهر خلال الأيام الماضية على رصد ومتابعة كافة ردود الأفعال الصادرة عن الجهات الرسمية وغير الرسمية فى البلدان العربية والإسلامية ، على أن يتم الدراسة والترتيب للخطوات القادمة على غير عجل نظرًا لحساسية الأمر وتعلقها ببعض الجوانب السياسية، بحسب مصدر مطلع داخل المشيخة تحدثت معه «فيتو».
على الجانب الآخر وبالتحديد فى مجلس حكماء المسلمين الذى يرأسه الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، فإن الأمر تعدى مسألة متابعة ردود الأفعال ودراسة الأمر شفهيًا، إذ بدأت الدعوة تتحول بالفعل إلى خطوات عملية من خلال التشاور والتحاور حول إمكانية إنشاء لجنة خلال الفترة المقبلة خصيصًا من داخل المجلس لمتابعة تنفيذ هذه الدعوة وتحديد المقترحات المقرر طرحها على طاولة اجتماع الأطراف المتحاورين بجانب اقتراح الأماكن والعواصم التى قد يشملها الحوار بالفعل.
وبحسب مصدر مطلع بسير الأمور داخل مجلس حكماء المسلمين تحدث معه “فيتو” فالمجلس تشاور حول البدء فى تنفيذ دعوة الإمام الأكبر للحوار الإسلامى - الإسلامي، مؤكدًا أن أحد التصورات الموضوعة لهذا الأمر حتى الآن، لا تقتصر القضية فى مجرد مؤتمر أو جلسة واحدة فقط بين الأطراف المعنية، بل يجب أن يكون عبارة عن عدة جلسات وجولات على غرار ما تم بين الأزهر الشريف والفاتيكان فى وقت سابق، على أن تكون نقطة الانطلاق بالتأكيد من القاهرة حاضنة الأزهر الشريف، مع وضع تصور للخطوط العريضة للحوار مثل تحديد الوقت المخصص للانطلاق والأطراف المقرر دعوتها على طاولة الحوار وغيرها من القضايا التى تحتاج إلى دراسة مستفيضة وترتيبات خاصة.
أهمية الدعوة
يؤكد الدكتور عبدالفتاح العوارى نائب رئيس المركز الأشعري، والعميد السابق لكلية أصول الدين فى جامعة الأزهر، أن الدعوة جاءت فى حينها ولها من الأهمية قدر كبير مضيفا: إذا كانت تعاليم الإسلام تحثنا على الحوار الإسلامى مع أصحاب الديانات الأخرى فكيف لا يكون هناك حوار إسلامى - إسلامى وتوحيد الأمة ورأب الصدع وجمع الشمل وتوحيد الكلمة وإيقاف الخلاف وإيجاد احترام متبادل بين الطوائف المتعددة.
وأضاف: يجب أن يأخذ هذا الحوار منحى سياسيًا أيضًا بحيث يتم التنبيه خلاله على ألا تتدخل طائفة لها تواجد كبير فى دولة فى شئون الدول الأخرى من خلال استغلال الدين والمذهبية الدينية لأتباعها، والعمل على استمرار القلاقل فى هذه الدول مشددا على أن يعمل الحوار على إزالة هذه الأفكار من ثوابت أى جماعة مسلمة.
وأكد «العواري» على أن الحوار الإسلامى - الإسلامى يجب أن يعمل على لم الشمل ويبحث عن القواسم المشتركة بين المسلمين وما أكثرها خاصة وأننا أتباع ملة ونبى وكتاب واحد وهناك الكثير من نقاط الالتقاء بيننا.
وشدد على أهمية العمل على تعزيز نقاط الوحدة بين جميع المسلمين، لافتا إلى أن الإمام الأكبر مهموم دائما بما يحدث فى الأمة من تمزق وتشتت وتفتيت الوحدة وكذلك الفرقة التى تحدثت بين أمة الإسلام ومن هنا كانت فرصة أن يوجه هذه الدعوة المباركة وبإخلاص فى النوايا أن تحقق كل الخير.
وتابع: نجاح هذه الدعوة يتوقف على صدق النوايا من جميع الأطراف وأن يحترم الجميع ما عند الآخر من قيم وثقافات وفكر وألا يحدث أى تطاول من طرف على آخر، وأن يقلع الشيعة على سبيل المثال عن سب الصحابة والسيدة عائشة - رضى الله عنها- مردفا: متى تحقق ذلك وحكم الناس عقولهم وعادوا إلى المنبع الصافى وهو الكتاب والسنة سنجد الخير الكثير بين أصحاب المذاهب المتعددة وتساعد المجتمعات من خلال لم الشمل بينها.
وأضاف «العواري» فى تصريحات خاصة لـ «فيتو»: من يزكى الطائفية بين أبناء الأمة ويعمل على تأجيجها الصهيونية العالمية والغرب، وإذا كان الإسلام فيه ما يدعو إلى تعزيز القواسم المشتركة بين بنى البشر فكيف به من خلال تعاليمه السمحة أن يقرب بين المسلمين وأن يجمع شتات هذه الأمة التى فرقتها النزعات العرقية والخصومات والحروب حتى تلتحم وتصبح نسيجا واحدًا ولا تتفرق تحقيقًا لقول الله تعالى «وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا» ويتحقق فيها قول النبى - صلى الله عليه وسلم- يد الله مع الجماعة والشيطان مع من فارق الجماعة يركض»، مردفا: ما أحوج الأمة أن تلمم شملها وتوحد كلمتها وترصد صفوفها وتكون أمة خير وأمن وسلام.
ومن جانبه يرى الدكتور إبراهيم الهدهد رئيس جامعة الأزهر الأسبق، أن الدعوة بحد ذاتها مطلوبة وبخاصة وأن الشيعة تشكل فصيلًا كبيرًا فى عالمنا الإسلامي، لكن لابد أن تكون الدعوة لإقامة حوار شيعى - شيعي، من أجل الوصول إلى كلمة سواء وواحدة لأنهم فرق شتى وعند كل فرقة منهم أصول لا يمكن التنازل عنها وإذا تم الحوار فيما بينهم ووصلوا إلى كلمة واحدة فهنا ربما يكون الحوار الشيعى - السنى ناجحًا، على أن تمثل كافة الطوائف الشيعية فى الحوار.
وأشار «الهدهد» فى تصريحات خاصة لـ «فيتو» إلى أن هناك خلافات بين الطوائف المسلمة وبالتحديد بين السنة والشيعة تنقسم إلى قسمين حول العقيدة وأخرى حول الشريعة، والأخيرة يمكن الوصول إلى كلمة سواء بين الجميع، لكن الحوار حول العقيدة لن يكون سهلا خاصة مع استمرار الشيعة فى الإساءة للصحابة والسيدة عائشة، وهذا يخالف أصل عندنا من أصول السنة والقرآن الكريم حيث قال تعالى «وَالسَّابِقُونَ الأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُم بِإِحْسَانٍ رَّضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُواْ عَنْهُ».
وتابع: ومن الأحاديث الصحيحة التى حثت على عدم بغض الصحابة من قول أو فعل هو قول النبى - صلى الله عليه وسلم- «الله الله فى أصحابي، لا تتخذوهم غرضًا بعدي، فمن أحبهم فبحبى أحبهم، ومن أبغضهم فببغضى أبغضهم»، مضيفا: أما الخلافات حول الشريعة فيمكن الوصول إليها كلمة سواء لاسيما أنها تتعلق بأحكام الزكاة وغيرها من المسائل التى يتم اللجوء فيها للنصوص الصحيحة لمعرفة أصل الفرائض.
واختتم: ما يحدث الآن من أدوار الأزهر الذى يسعى البعض لحصره فى بعض الأدوار الداخلية ما يعد تقزيما لشأن عظيم ونحن لا نقبله، مؤكدًا أن شخصية الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب تحظى بقبول واسع ما يؤدى بالتأكيد إلى إنجاح هذه الدعوة والحوار.
نقلًا عن العدد الورقي…،