أعنف ضربة تلقاها التنظيم قبل 85 عامًا.. ما هي مبررات محكمة الشعب لإعدام 6 من قيادات الإخوان؟
تلقت جماعة الإخوان ضربات عنيفة على مدار تاريخها ومنذ نشأتها، لكن واحدة من الضربة التي كادت أن تقضى عليها للأبد ما حدث في مثل هذا اليوم من عام 1954، إذ حكمت محكمة الثورة بمصر على 6 من قيادات الإخوان بالإعدام، وعلى 7 آخرين بالسجن المؤبد بتهمة محاولة اغتيال الرئيس جمال عبد الناصر فيما عرف باسم حادثة المنشية.
ماذا حدث ؟
قد يبدو الحكم مغلظا للغاية، لكن هناك كواليس مثيرة، إذ أثناء إلقاء رئيس مجلس الوزراء آنذاك جمال عبد الناصر خطاب له في ميدان المنشية بالإسكندرية، جرى إطلاق النار عليه في محاولة لاستهدافه بالقتل بعد فترة توتر صعبة مع الجماعة حاولت السلطة أنذاك احتوائها بكل الطرق، لكن التنظيم حاول الاستئثار بالحكم وهنا كانت لحظة النهاية.
وصلت الجهات المعنية أنذاك بعد تحريات وتدقيق من السلطات القائمة أن الجماعة خلف محاولة قتل عبد الناصر، لهذا تم توجيه اتهام رسمي للإخوان بارتكاب الحادثة وعلى أساسها جرى محاكمة وإعدام عددا منهم.
وفي عددها الصادر بتاريخ 2 نوفمبر 1954 ـ بعد مرور أسبوع على الحادثة ـ كشفت صحيفة الأهرام في تحقيق موثق لها إقدام عامل بناء صعيدي يُدعى خديوي آدم على تسليم المُسدّس الشخصي لـ «محمود عبد اللطيف» عضو التنظيم السري، والعنصر الإخواني المكلف باغتيال جمال عبد الناصر في ميدان المنشية.
وكان محمود عبد اللطيف يعمل سمكري، ويسكن بإمبابة في غرفة على السطوح، وكان متزوج وله من الأبناء ثلاثة، وانضم إلى جماعة الإخوان عام 1943، والتحق بالنظام الخاص وتعرف على قيادات الجماعة والتنظيم الخاص هنداوي دوير وصلاح شادي، أبرز المخططين لاغتيال عبد الناصر.
رغم اعترافات عبد اللطيف بالقيام بعملية القتل ومن كان ورائها، لكن المحكمة ضمته لقائمة أول سبعة حكم عليهم بالإعدام من الإخوان أمام محكمة الشعب التي انعقدت أنذاك وهم: محمود عبد اللطيف - يوسف طلعت - إبراهيم الطيب - هنداوي دوير - محمد فرغلي - المستشار عبد القادر عودة - المستشار حسن الهضيبي والأخير تم تخفيف الحكم عنه بعد ذلك للأشغال الشاقة المؤبدة.
عن محكمة الشعب
محكمة ذات طبيعة عسكرية ترأسها جمال سالم، وعضوية حسين الشافعي، والرئيس الراحل أنور السادات، وانهت المحكمة هذه القضية في 4 ديسمبر 1954 بتنفيذ أحكام الإعدام، وسلمت جثة محمود عبد اللطيف منفذ العملية محاولة قتل عبد الناصر إلى والده عبد اللطيف محمد إبراهيم، ودفن بمقابر الإمام، ليبقى ملف القضية وعملية استهداف رؤوس الدولة في كل العصور، شاهدة على نبتة العنف في الفكر الإخواني، التي تستدعى دائما في الشدائد والمواجهات مع الدولة أو حتى معارضيها من خارج دوائر السلطة.