مستشفى قويسنا المركزي والبديل المرعب !
منذ الأمس وتتواتر معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي غير موثقة أو رسمية حول فيديو روج على نطاق واسع لاعتداء مجموعة من المواطنين على الأطقم الطبية بمستشفى قويسنا المركزي في محافظة المنوفية. وحسنًا فعلت وزارة الصحة باللجوء للقانون وإحالة الملف كاملا للقضاء حفاظا على حقوق الأطقم الطبية المعتدى عليها ـكما ظهر في الفيديو المسرب ـ والذي يبدو أن أحد العاملين بالمستشفى التقطه لحظة وقوع الاعتداء دون أن يكشف لنا ماذا حدث وسر هذا الاعتداء الوحشي عليهم!
وحتى تتكفل الجهات المعنية بكشف الجانب الآخر الخفي من القصة للرأي العام، وسر التعامل بهذا الشكل المنفلت من فئات متعلمة وتعمل بجهات معروف عنها حسن ضبط النفس في أشد الظروف، يجب البحث بهدوء وحكمة وبطرق علمية عن سر الاحتقان المتزايد بين المواطنين والأطقم الطبية المتزايد في الفترة الأخيرة.
قانون المسئولية الطبية
هذه القضية وغيرها توضح بما لا لبس فيه أن الأطقم الطبية تعمل تحت ضغط وإحساس بالمهانة والاستخفاف، وفي المقابل هناك مواطن بمختلف مستوياته أصبح لايثق في المنظومة الطبية، والمشاعر السلبية وبرود الكثير من أبنائها وربما الانتقامية تجاهه في أوقات صعبة ومصيرية ومفصلية في حياته أو حياة أسرته تصل له جيدًا، فيرد عليها بالمثل في مشهد عبثي ومخجل للأمة المصرية أمام العالم.
الأطقم الطبية الحكومية تحصل على رواتب قليلة نسبيا كما هو الحال مع الغالبية العظمى من المصريين، والأمن في المستشفيات لا يتوفر بدرجة تناسب حجم الخطر الواقع عليهم، مع شيوع ثقافة ـ محضر أمام محضر ـ التي أصبحت تضع المعتدي أمام الضحية، ومن يملك المال والنفس الطويل في المعارك القانونية سيكسب دون محال.
هذه الأوضاع تقوّض دولة القانون وتولد إحساس عام بالتقزم أمام أدنى مفاهيم العدالة، ولن يكون سهلا اللجوء لمؤسسات انفاذ القانون طالما استمر هذا الوضع، لهذا يجب الإسراع بإقرار مشروع قانون المسئولية الطبية الذي يدعمه عُشر عدد أعضاء مجلس النواب، وتعديل ما يلزم بواسطة لجنتي الشئون الصحية والشئون الدستورية والتشريعية.
ويجب الوضع في الاعتبار ملاحظات نقابة الأطباء وكل أطراف المنظومة الطبية وطرح القانون في الإعلام لإقامة حوار محتمعي حوله لضمان حماية الأطقم الأطبية والمنشآت من التعدي، وفي الوقت نفسه تجريم الامتناع عن تقديم الخدمة الطبية المناسبة، خاصة في حالات الطوارئ، ما يضمن الارتقاء بمنظومة القطاع الصحي في مصر.. بلدنا في خطر والتلكؤ في التعامل مع مشكلات بهذه الخطورة يعزز من ثقافة القبيلة ويضع كل فئات المجتمع أمام بعضها.. نحتاج عدالة وموضوعية في الحلول لأن البديل مرعب.. مرعب بدرجة مفزعة!