أحمد فؤاد نجم.. الشاعر المتمرد الذي عادى الأنظمة فعادوه.. وساويرس يكرمه بمسابقة باسمه
كان صوت المعارضة في كل وقت، لم يرض عن نظام واحد ولم يرضوا عنه، فكان السجن قبلته، وملهما لأغلب أشعاره، وزاده السجن إصرارا على مقاومة الفساد، كتب الشعر السياسى وعبر بالعامية عن هموم المواطن البسيط، زامل الشيخ الكفيف إمام عيسى فلحن له اشعاره وقدما أشهر ثنائيا فنيا ،هو الشاعر المتمرد احمد فؤاد نجم الشهير بالفاجومى الذى رحل في مثل هذا اليوم 3 ديسمبر عام 2013.
ولد الشاعر أحمد فؤاد نجم عام 1929، وحرم من التعليم لوفاة والده وهو صغير فألحقته أمه بملجأ الأيتام بالزقازيق ليستمر فيه عشر سنوات تعلم خلالها مهنة الخياطة، وخرج منه ليعمل ترزيا ثم انتقل للعمل في عدة مهن.
ويحكى نجم عن تلك الفترة من حياته ويقول: خرجت من بيتنا الصغير الى ملجأ أيتام الزقازيق كما تخرج الذبيحة الى المجزر، وقعدت فيه 10 سنوات ضمن 150 يتيما وكان هناك عبد الحليم حافظ، وفشلت اتعلم في ورش الأحذية لكني نجحت في أن أكون ترزيا، وفي عام 1945 رجعت عزبة أبو نجم وكأنك يابو زيد ما غزيت واشتغلت فلاح في الحقل، كلاف بهايم، ثم عامل انفار، ثم العمل في معسكرات الجيش الإنجليزى والنضال ضدهم قليلا، لاعب كرة وبائع وعامل بناء،وموظف في السكة الحديد اثناء حكومة النحاس وعلمت نفسى القراءة والكتابة.
الشاعر البذيء
وفي الفترة ما بين 1951 إلى 1956 كان "نجم" يعمل في السكك الحديدية، وبدأ في نشر دواوينه، والتي سجن على إثرها عدة مرات، ومن أهمها كتابته عن جيفارا رمز الثورة في القرن العشرين، وحصل الشاعر على المركز الأول في استفتاء وكالة أنباء الشعر العربي.
أسماه الدكتور علي الراعي الشاعر البندقية وأطلق عليه السادات الشاعر البذئ، حيث اصطدمت كلمات فؤاد نجم التي غناها الشيخ إمام مع السلطة، وتعرض الثنائي لمزيد من الاعتقالات ثم أُفرج عنهما بعد مقتل السادات، وبسبب الهجوم على الانفتاح تعرضا للاعتقال مرة أخرى بسبب استعمال ألفاظا لا يرضى عنها.
أحب نجم "عبد الناصر" وتعلق به جدا، لكن توترت العلاقة بينهما بعد هزيمة 1967، فتحول من الغزل إلى السخرية، فغنى إمام ونجم " الحمد لله خبطنا/تحت بطاطنا وهو ما لم يتحمله ناصر وأودعهما السجن، ولم يخرجا حتى وفاة عبد الناصر.
صدام مع السادات
دخل الفاجومي في صدام مباشر مع الرئيس أنور السادات، عندما تجاهله عقب انتصار أكتوبر، ففي الوقت الذي غنى الجميع بذكاء بطل الحرب والسلام، اتجه نجم للفلاح "المنتصر المهزوم"، فكتب: " دولا مين ودولا مين دولا ولاد الفلاحين"، وفرق بين قلة تتحكم في كل شيء وبين ملح الأرض، ليذكرنا أن ملح الأرض هو الذي انتصر لا "الأمراء ولا السلاطين".
اندلعت ثورة 25 يناير2011، وكتب نجم قصيدة " كل ما تهل البشاير من يناير كل عام "في إشارة لقوة الروح التي خرج بها الثوار، طاردين الخوف من قلوبهم.
يامه يا بهية
وتوالت أغنيات نجم التي لحنها الشيخ إمام وأداها بصوته منها:عشق الصبايا، ساعة العصاري، ثم خرج الثنائي من نطاق الأغانى العاطفية إلى الأغانى السرية التى تنتقد الأوضاع وتتحدث عن الوطن وهمومه فكانت البداية مع أغنية تقول كلماتها ( ياغربة روحى روحى..لا تحطى على سطوحى، وسطوحى يطلع فدان..والفدان لابس فستان ) وبعد النكسة غنى أغنية ( دولا مين دولا مين..دولا عساكر مصريين )، وأاغنيات: يامه يابهية، جيفارا مات، كلب الست، قصيدة البتاع، صباح الخير ع الورد اللى فتح جناين مصر وغيرها.
تزوج نجم 6 مرات منها الكاتبة صافيناز كاظم و المطربة عزة بلبع.
ورحل أحمد فؤاد نجم عن عمر يناهز 84 عاما، بعد عودته مباشرة من العاصمة الأردنية عمّان، التي أحيا فيها آخر أمسياته الشعرية برفقة "فرقة الحنونة" بمناسبة ذكرى اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، وقد تم تشييع الجثمان من مسجد الحسين بمدينة القاهرة.
مسابقة نجم
تقديرا لقيمة الشاعر أحمد فؤاد نجم في شعر العامية تبنى رجل الأعمال نجيب ساويرس فكرة إنشاء مسابقة باسم احمد فؤاد نجم تعمل على اكتشاف المواهب الشابة فى الأعمال الإبداعية الأدبية وتحتفل هذا العام بالدورة التاسعة للمسابقة بتخصيص جائزة سنوية قدرها 300 ألف جنيه توزع بالتساوي على العشرة الأوائل الفائزين بالمسابقة في شعر العامية وبلغت جائزة أحمد فؤاد نجم في الأعمال النقدية 50 ألف جنيه ولا يجوز تقسيمها.