الأديب الأدباتى الشيخ إمام عيسى فى ذكراه 27 سنة على الرحيل
حالة غنائية غريبة على المجتمع المصرى، ظهر في وقت كان يوجد فيه على الساحة عمالقة الطرب والغناء والتلحين لكنه تفرد في غنائه وتميز وحاز إعجاب طبقة المثقفين والشباب فكان نجما عشقه الكبار والصغار استطاع أن يكون صوت الغناء المعارض هو الشيخ إمام عيسى الذى رحل في مثل هذا اليوم 7 يونيو عام 1995.
ولد الشيخ إمام عيسى عام 1918 بالجيزة، وأصيبت عيناه بالرمد في سنوات ميلاده الأولى وأصيب بالعمى، فاتجه إلى حفظ القرآن وهو دون الثانية عشر، سكن منطقة الحسين وفيها تعودت أذناه على سماع الطرب والموسيقى، ثم تتلمذ على يد الشيخ درويش سيد شعراوى وأتقن العزف على العود على يد الموسيقار كمال الحمصانى الذي أثر في تكوينه الفنى كثيرا وتعلم التلحين من الشيخ زكريا أحمد.
لقاء أحمد فؤاد نجم
تعرف على الشاعر أحمد فؤاد نجم في أوائل الستينيات عن طريق صديقه سعد الموجى الموظف بدار النشر الذى كان صديقا مشتركا للطرفين وبدأ الثنائى تقديم أشهر أغانيهم وكانت باكورة إنتاجهم أغنية "أنا أتوب عن حبك..أنا اللى في بعدك هنا..أنا باترجاك الله يجازيك..ياشاغلنى معاك " التي لحنها الشيخ امام بعدها أصر أحمد فؤاد نجم ان يقيما معا في حجرة واحدة بحوش قدم بالغورية وبدأ في عمل شكل جديد للاغنية السياسية الملتزمة التي بدأت تعرف طريقها الى أذان وعقول المصريين مثل: " أنا الاديب الأدباتى..غايظنى حال بلدياتى، جيفارا مات، ياعبد الودود، غيرهم مفيش، شيلنى واشيلك.
حفل بنقابة الصحفيين
في عام 1968 اقام احمد فؤاد نجم والشيخ امام حفلا غنائيا بنقابة الصحفيين حضرها اكثر من الف مدعو وكتبت الصحف الرسمية الثلاث عن الحفل لتطلبهما إذاعة صوت العرب بعدها بيومين وقدمت لهما شيكا بعشرين الف جنيه لكنهما رفضا واعتبراها رشوة لتأييد السلطة فطردا من الإذاعة ومنعت اغانيهما حتى التسعينات.
قدم الشيخ أروع الأغانى التي تنتقد نكسة يونيو ومعاهدة كامب ديفيد والسادات فغنى (بقرة حاحا) و( الحمد لله خبطتنا تحت بطاطنا) فتم اعتقاله.
اغنية الفول واللحمة
قدم أغنية الفول واللحمة أثناء ثورة 18 و19 يناير التي وصفها السادات بانتفاضة الحرامية، فتم اعتقاله مرة ثانية ولم يفرج عنه إلا بعد اغتيال السادات على يد الجماعات الإسلامية.
من أشهر أغانيه: مصر يامه يا بهي يام طرحة وجلابية، البحر بيضحك ليه؟، قوقة المجنون، همه مين واحنا مين؟، نيكسون بابا، فاليرى جيسكار ديستان، اتجمعوا العشاق، والفلاحين، ساعة العصارى، عشق الصبايا، صباح الخير على الورد اللى فتح في جناين مصر وغيرها،
لم يقتصر غناء الشيخ امام ونجم على اشعار نجم فقط بل لجن لهم نجيب سرور وفؤاد قاعود وزين العابدين وتوفيق زياد.
روح مصرية
قال عنه كامل زهيري "نقيب الصحفيين " وقتئذ: «صوت إمام فيه قسوة وفكاهة وروح مصرية هى أقرب إلى ألحان الشعب، أما كلمات نجم فهى صريحة وقاسية ومليئة بالمفارقات، وطازجة، وهذا ما نحتاجه في التعبير عن قضايانا الملحة.