جريمة جوجل
هي جريمة متكاملة الأركان، تورط فيها محرك البحث الشهير جوجل، بقصد أو بدون قصد، عامدًا أو غير عامد، جانٍ أو ضحية. البعض التمس الأعذار للشركة العريقة، نظرًا لقلة أعداد الموظفين، بالمقارنة بحجم الأعمال المطلوبة، وأنها لذلك فتحت الباب أمام الناس العاديين لإضافة أي معلومات يرغبون بها، خاصة لتطبيق جي بي إس، المختص بجغرافية الأماكن حول العالم، ومن نتيجة ذلك وقوع إساءات للعديد من الرموز الدينية، إسلامية ومسيحية، حول العالم. أنا لا أعذر الشركة الضخمة، فأن أتلقى معلومة قديمة، لم يتم تحديثها خير من أن أصدم بمعلومة سيئة، تسيء لرمز مقدس في معتقدي، وديني.
الرموز الدينية
والأبشع أن أفاجأ بكلمة بشعة، وسباب يتم إلصاقه بالرموز الدينية. والبعض يعزو ذلك إلى أنهم مثل تلك الشركات العاملة بالتكنولوجيا للأرباح، وسعيها المستمر للسيطرة والهيمنة، وبالتالي زيادة المدخولات والأرباح واستنزاف اقتصادات الدول، وأن ذلك لن يأتي إلا باستمرار الغموض الذي يدفع الناس للمزيد من البحث المستمر عن معلومات جديدة أو حتى مكررة ومعادة.
والحكاية بدأت منذ أيام، حين فوجئ مستخدمو الإنترنت في مصر، بمحاولات تحريف اسم مسجد السيدة زينب، رضي الله عنها، على خرائط محرك البحث جوجل، في نسخته باللغة العربية الخاصة بمصر.. وذلك خلال أقل من أسبوعين على الإساءة لمسجد السيدة عائشة، رضي الله عنها، وبعد يومين من الإساءة للكاتدرائية المرقسية بالاسكندرية، ولم تسلم السيدة رابعة العدوية من الإساءة، فتعرض إسمها على جوجل مع إسم مسجدها للسباب.
مسجد السيدة زينب
بدورهم، أطلق رواد مواقع التواصل الاجتماعي حملة تطالب بإزالة اللفظ المسيء من على جوجل. اللفظ المسيء إلى مسجد السيدة زينب، فجر غضب مليارات المسلمين على وجه البسيطة، وليس في مصر فقط، ولم يتم تحديد أسباب ظهور اللفظ المسيء، ولم تُشر أصابع الاتهام إلى مجموعات بعينها، ولكن رواد السوشيال ميديا وصفوهم بضعاف النفوس.
مسجد السيدة عائشة
ودعا مستخدمو مواقع التواصل الاجتماعي متابعيهم إلى سرعة الدخول إلى محرك البحث جوجل وتغيير اللفظ، حيث قال بعضهم: "رجعوا تاني غيروا اسم مسجد السيدة عائشة، أمر ضروري، هنخش نبحث على المسجد ونختار التلات نقط اللي جنب الصورة بتاعت المسجد ونختار أول واحدة ونعدل الاسم لمسجد السيدة عائشة".
وقبل أسابيع حدثت واقعة إساءة مشابهة إلى إسم مرقد الإمام علي بن أبي طالب، رضي الله عنه، في النجف بالعراق.. لذا فالمؤسسة الدينية كلها مطالبة بإعلان موقف موحد رافض لما حدث، وأيضًا دفع المواطنين والمختصين والباحثين، للبحث عن حل حاسم يقطع دابر الفتنة، ويضع حدًّا نهائيًّا، وباتًّا لتك التصرفات الخبيثة، حتى لا يحدث ما لا يحمد عقباه، في أية لحظة.
