زي النهارده.. السلطان برقوق مؤسس دولة المماليك الثانية يتولى حكم مصر
في مثل هذا اليوم من عام 1382 تولى السلطان برقوق بن أنس يتولى الحكم في مصر، ويعتبر مؤسس دولة المماليك الثانية وأحد أعظم ملوكها على الإطلاق، وراعي الفقراء والمساكين.
عن حياته وسيرته
السلطان الملك الظاهر سيف الدين برقوق بن أنس بن عبد الله الشركسي، وُلد في القفقاس عام 1340 وقدم للقاهرة وعمره 20 عامًا ليلتحق بالجيش المصري حيث أتقن فنون الحرب والفروسية، وترقَّى في المناصب العسكرية ورُتب الإمارة حيث أصبح أمير طبلخانة، ثم أمير آخور ثم أتابكا.
عمل برقوق بن أنس على جمع شمل الأمراء الشراكسة وتعزيز مواقعهم فلما نشِب النزاع بينه وبين الأمير بركة هزمه وقبض عليه وحبسه.
عُيِّنَ برقوق بن أنس مُشاركًا في تدبير أمور الدولة (أي وصيا على العرش) بعد وفاة السلطان المنصور علاء الدين علي بن شعبان وتولية ابنه الطفل الصالح حاجي سلطانا عام 1381 م.
استجاب برقوق بن أنس لإلحاح الأمراء ورغبتهم في تنصيبه سلطانًا فعليًّا عليهم بدلًا من السلطان الاسمي الصغير فوافق على ذلك وبويع سلطانا على مصر ولُقّب بالملك الظاهر سيف الدين برقوق فكان بذلك مؤسس دولة السلطنة الشركسية في مصر (البُرجيِّين أو المماليك البرجية) بمصر والتي استمرت حتى عام1517 م.
جرت عدة محاولات لعزل برقوق بن أنس واستطاع أعداؤه في عام 1391 م هزيمته ونفيه وسجنه في قلعة الكرك بالأردن لكنه استطاع بمساعدة أصدقائه تحرير نفسه والهرب من سجنه وهزيمة مناوئيه والعودة إلى عرش السلطنة ثانية في عام 1392 م.
توفي برقوق بن أنس يوم الجمعة 1399م وعمره 60 عامًا، وقد بكاه الناس لعدله ورفقه برعيته، وكان من مآثره، إبطال الضرائب على الثمار والفواكه، إذ كان يحب الفقراء ويتواضع لهم، وقيل عنه أنه كان أعظم ملوك الشراكسة بلا منازع، كما بنى مدرسة وخانقاه ومدفن الظاهر برقوق وجسر الشريعة على نهر الأردن.