رائد الترتيل.. مرور 42 عاما على رحيل الشيخ محمود خليل الحصري
القدر اختاره ليكون الأول في أشياء كثيرة فهو أول من درس القراءات العشر كلها بتفاصيلها ورواياتها وأسانيدها بل وحصل على شهادة في ذلك وهو أيضا أول من أرسل إلى المسلمين في الهند يعلمهم علوم التلاوة ويقرأ لهم، لقب بصوت مكة بعد قراءته بالمسجد الحرام، وهو أول من أتم ترتيل القرآن بروايتيه الشهيرتين "حفص عن عاصم" و"ورش عن نافع" فهو في منزلة كبيرة بين قراء القرآن الكريم، هو الشيخ محمود خليل الحصري أول من اعتمدت على ترتيله إذاعة القرآن الكريم.
وظل الشيخ الحصرى لـ 10 سنوات قارئ الاذاعة الأوحد في القرآن المرتل، وهو أيضا أول من سجل المصحف المعلم والذي تذيعه إذاعة القرآن الكريم لمن يبدأون تعلم التلاوة وهو أول من رتل المصحف المفسر للدعاة.
ميلاد الشيخ
ولد الحصري عام 1917 بقرية شبرا النملة بمحافظة الغربية، وألحقه والده بالكتاب وهو في عمر أربع سنوات، وحفظ القرآن في سن الثامنة، وانضم للمعهد الديني بطنطا وهو ابن 12 عاما، وتعلم القراءات العشر في الأزهر الشريف.
دراسة علوم القرآن
وحصل على شهادة علم القراءات لإتقانه وعذوبة صوته، وأهله ذلك للتفرغ لدراسة علوم القرآن، وتقدم إلى امتحان الإذاعة عام 1944 وكان ترتيبه الأول على المتقدمين، وعُين قارئا للمسجد الأحمدي بطنطا عام 1950، وقارئا لمسجد الحسين عام 1955.
أخذ شهاداته في ذلك "علم القراءات"، وتفرغ لدراسة علوم القرآن، لما كان لديه من صوت متميز وأداء حسن، وفي عام 1944م تقدم لاختبارات الإذاعة وكان ترتيبه الأول على المتقدمين.
كان يقرأ القرأن في مسجد قريته، وفي اجتماعات السكان هنالك، وفي عام 1944 تقدم إلى الإذاعة المصرية بطلب كقارئ للقرآن الكريم، وبعد مسابقة حصل على العمل، وكان أول بث مباشر على الهواء له في 16 نوفمبر 1944م، واستمر البث الحصري له على أثير إذاعة القرآن المصرية لمدة 10 سنوات.
صدر بعد ذلك قرار وزاري لتكليفه بالإشراف الفني على مقارئ محافظة الغربية، ثم قارئا في مسجد سيدي أحمد البدوي في طنطا (المسجد الأحمدي)، وفي عام 1955 انتقل إلى مسجد الإمام الحسين في القاهرة.
نقابة القراء
يعد الشيخ الحصري، أول من سجل المصحف الصوتى المرتل برواية حفص عن عاصم، وأول من نادى بإنشاء نقابة لقراء القرآن الكريم، ترعى مصالحهم وتضمن لهم سبل العيش الكريم، ونادى بضرورة إنشاء مكاتب لتحفيظ القرآن في جميع المدن والقرى، وشيد مسجدا ومكتبا للتحفيظ بالقاهرة.
في عام 1957 عين الشيخ الحصري مفتشا للمقارئ المصرية، وبعدها بعام واحد عين وكيلا لمشيخة المقارئ المصرية، وتخصص في علوم القراءات العشر الكبرى وطرقها وروايتها ونال عنها شهادة من الأزهر الشريف، وتقديرا لعلمه عين مراجعا ومصححا للمصاحف بقرار من مشيخة الأزهر الشريف، وفى عام 1960 سافر مع الرئيس عبد الناصر لحضور المؤتمر الإسلامي الأول بالهند، وفي 1961 صدر قرار جمهوري بتعيينه شيخ عموم المقارئ المصرية.
الاول دائما
ويعد الشيخ محمود خليل الحصري، أول من رفع الآذان ورتل القرآن في الأمم المتحدة عام 1977 بناء على طلب الوفود الإسلامية، وأول من رتل القرآن في القصر الملكي وفى قاعة البرت هول في لندن عام 78، أول قارئ يقرأ القرآن في البيت الأبيض، وقاعة الكونجرس الأمريكي.
وحصل الشيخ الحصري على وسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى عام 1967 من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر خلال احتفال مصر بعيد العلم.
رائد المدرسة
رحل الشيخ محمود خليل الحصري في مثل هذا اليوم في 24 نوفمبر 1980، بعد أن امتدت رحلته مع كتاب الله الكريم ما يقرب من خمسة وخمسين عامًا، رحم الله الشيخ الحصري الذى كان رائدا لمدرسة في الأداء والتلاوة لم يسبقه إليها أحد.. ولم يستطع أن يقلده فيها أحد.