داود عبد السيد.. معجزة إخراجية أدرجت معظم أفلامه ضمن الأفضل في تاريخ السينما رغم قلتها
أفلامه لم تتعد العشرة فقط، أدرج معظمها ضمن قائمة أفضل 100 فيلم في تاريخ السينما المصرية وهي في قمة الأفلام ومن أنجحها ليصبح بها من أهم مخرجى السينما المصرية والعربية، تم تكريمه هذا العام في مهرجان الإسكندرية السينمائي وحصل على جائزة النيل للفنون 2022 عن مجمل أعماله، هو المخرج الفنان داود عبد السيد،الذى ولد فى مثل هذا اليوم 23 نوفمبر عام 1946.
ورغم ذلك أعلن اعتزاله الإخراج مؤخرا حسبما أعلن في أحد حواراته التليفزيونية.
أعلن أنه جاء الحديث عن اعتزاله لأنه يؤمن بتعاقب الأجيال وأن لكل وقت رجاله، إضافة الى اختلاف جمهور السينما اليوم عن زمان وجمهور السينما أصبح يريد نوعية من السينما لا يعرفها، الى جانب الغاء سينمات كان يعرفها في حى مصر الجديدة التي نشأ فيها وألغيت وحل محلها سينما المولات وجمهورها ينشد التسلية.
السينما الترفيهية
عن السينما الحالية يقول داود عبد السيد لجريدة فيتو: أنا لست ضد السينما الترفيهية التجارية فهى موجودة والسينما تتحمل التباين، لكن يجب أن يحدث تطور ثقافي في المجتمع حتى يصبح هذا النوع التجارى غير مبتذل، فمن الخطأ أن يكون هو الأساسي، لأن الفن كبير ويحزن قلبى تقديم تفاهات، وبالفعل منذ فترة ليست طويلة قدمت مشروعا سينمائيا جديدا لأحد صناع الفن الحاليين وما سمعته جعلنى أتراجع كثيرا وأقلق أن أقدم أفكارا أو سيناريو جديدا لشركات الإنتاج أو الجهات الرقابية، فما أشاهده ويجعلنى أفهم أن هذه الأجواء غير صالح لصناعة السينما، ربما تصلح فقط لأشياء أخرى.. ومن هنا قدمت أفلاما جماهيرية وليست نخبوية أو مهرجانات.
جائزة أحسن إخراج
بدأ المخرج داود عبد السيد رحلته الفنية بفيلم "الصعاليك" عام 1985، مرورا بأفلام سيد مرزوق كتب له السيناريو أيضا، ونال عنه جائزة أحسن إخراج، الكيت كات وحصل على ثماني جوائز من مهرجانات مختلفة، مواطن ومخبر وحرامي، أرض الأحلام، رسائل البحر، سارق الفرح، أرض الخوف بطولة أحمد زكي ونال عنه ثلاث جوائز حتى كان آخرها فيلم "قدرات غير عادية" عام 2014 وعرف بمخرج الجوائز،
يحكي المخرج داود عبد السيد عن بدايته الفنية فيقول: كنت أحلم في البداية أن أصبح صحفيا حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية وكان ابن خالتي يهوى عمل الرسوم المتحركة واشترى كاميرا 6 ملل وبدأ يتعرف بمصورين السينما وعمل علاقات في الوسط الفني، وذات مرة أخذني معه إلى استديو جلال القريب من منزلنا بمصر الجديدة حيث كان المخرج أحمد ضياء الدين يصور أحد أفلامه، فوجئت في الاستديو بعالم غريب ومثير بالنسبة لي فقررت أن اتقدم إلى معهد السينما، ومن الطريف اني نجحت في اختبار القبول.
مرحلة الأفلام الروائية
وأضاف المخرج داود عبد السيد في حواره مع جريدة “ فيتو”: ظللت بعد التخرج ولمدة عشر سنوات اكتب سيناريوهات واضعها في درج مكتبي لأني كنت اعتبرها غير صالحة للتنفيذ على الأقل ضمن سوق تجارية، وكان همي الأساسي في تلك الفترة أن اتعلم الكتابة وأشاهد الأفلام واعيش حياة المهتم بالسينما منها إلى حياة المشارك فكانت بمثابة مرحلة شحن البطارية، ثم عملت مساعد مخرج مع المخرج يوسف شاهين في فيلم "الأرض" لعبد الرحمن الشرقاوي، ومساعدا لكمال الشيخ في “الرجل الذي فقد ظله” لفتحي غانم، وبدأت بالأفلام التسجيلية، لكني وجدت لا أحد يهتم بها فقررت إخراج أفلام روائية طويلة.