في ذكرى ميلاده
سر اعتزال المخرج داوود عبد السيد
رغم نجاحات المخرج داود عبد السيد إلا أنه قرر الإعتزال فى السنوات الأخيرة حسبما اعلن في أحد حواراته التليفزيونية، وأرجع سبب اعتزاله إلى إيمانه بتعاقب الأجيال وأن لكل وقت رجاله، إضافة الى اختلاف جمهور السينما اليوم عن زمان وجمهور السينما أصبح يريد نوعية من الأفلام لا يعرفها هو، إلى جانب إغلاق وهدم الكثير من دور العرض التي كان يعرفها في حي مصر الجديدة حيث نشأ وأقيمت بدلا منها سينما المولات التي ينشد جمهورها التسلية.
السينما التجارية
عن السينما الحالية يقول داود عبد السيد لجريدة “ فيتو”: أنا لست ضد السينما الترفيهية التجارية فهى موجودة والسينما تتحمل التباين، لكن يجب أن يحدث تطور ثقافي في المجتمع حتى يصبح هذا النوع التجارى غير مبتذل، فمن الخطأ أن يكون هو الأساسى، لأن الفن كبير ويحزن قلبى تقديم تفاهات، وبالفعل منذ فترة ليست طويلة قدمت مشروعا سينمائيا جديدا لأحد صناع الفن الحاليين وما سمعته جعلني أتراجع كثيرا وأقلق أن أقدم أفكارا أو سيناريو جديدا لشركات الإنتاج أو الجهات الرقابية، فما أشاهده ويجعلني أفهم أن هذه الأجواء غير صالح لصناعة السينما، ربما تصلح فقط لأشياء أخرى.. ومن هنا قدمت أفلاما جماهيرية وليست نخبوية أو مهرجانات.
بدأ المخرج داود عبد السيد رحلته الفنية بفيلم "الصعاليك" عام 1985، مرورا بأفلام سيد مرزوق كتب له السيناريو أيضا، ونال عنه جائزة أحسن إخراج، الكيت كات وحصل على ثماني جوائز من مهرجانات مختلفة، مواطن ومخبر وحرامى، أرض الأحلام، رسائل البحر، سارق الفرح، أرض الخوف بطولة أحمد زكي ونال عنه ثلاث جوائز حتى كان آخرها فيلم "قدرات غير عادية" عام 2014 وعرف بمخرج الجوائز.
يحكى المخرج داود عبد السيد عن بدايته الفنية فيقول: كنت أحلم في البداية أن أصبح صحفيا حتى وصلت إلى المرحلة الثانوية وكان ابن خالتي يهوى عمل الرسوم المتحركة واشترى كاميرا 6 مللي وبدأ يتعرف على مصوري السينما وكوّن علاقات في الوسط الفني، وذات مرة أخذني معه إلى استوديو جلال القريب من منزلنا بمصر الجديدة حيث كان المخرج أحمد ضياء الدين يصور أحد أفلامه، فوجئت في الاستديو بعالم غريب ومثير بالنسبة لي فقررت أن اتقدم إلى معهد السينما، ونجحت في اختبار القبول.
شحن البطارية
وأضاف داود عبد السيد: ظللت بعد التخرج ولمدة عشر سنوات اكتب سيناريوهات واضعها في درج مكتبي لأني كنت اعتبرها غير صالحة للتنفيذ على الأقل ضمن سوق تجارية، وكان همي الأساسي في تلك الفترة أن اتعلم الكتابة وأشاهد الأفلام واعيش حياة المهتم بالسينما منها إلى حياة المشارك فكانت بمثابة مرحلة شحن البطارية، ثم عملت مساعد مخرج مع المخرج يوسف شاهين في فيلم "الأرض" لعبد الرحمن الشرقاوي، ومساعدا لكمال الشيخ في “الرجل الذي فقد ظله” لفتحي غانم، وبدأت بالأفلام التسجيلية، لكنى لم أجد من يهتم بها فقررت إخراج أفلام روائية طويلة.