أزمات في الداخل وتربص في الخارج.. هل تتراجع إيران عن دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا؟
ما بين أزمات الداخل، والفوضى جراء الاحتجاجات الشعبية، والتربص الخارجي من الولايات المتحدة، والغرب، هل تجد إيران نفسها مضطرة للتراجع عن دعم روسيا في حربها ضد أوكرانيا، لتخفيف الضغوط، ولو بعض الشيء؟
واقع الحال يقول إن الاحتجاجات تجددت في مدينة "جَوَانْرُود" بمحافظة كِرمانشاه غربي إيران أمس الإثنين، وأصيب عدد من الأشخاص بحسب نشطاء على وسائل التواصل الاجتماعي.
وكانت وكالة أنباء فارس الإيرانية أعلنت عن مقتل شخصين وإصابة 4 في إطلاق نار من قبل عناصر وصفتها بالمثيرة للشغب، خلال احتجاجات شهدتها مدينة "جَوَانْرُود" الأحد الماضي.
اعتقالات
كما ذكرت وكالة أنباء تسنيم أن عددا ممن وصفتهم بمثيري الشغب والفوضى اعتقلوا من قبل الحرس الثوري وقوى الأمن الداخلي في مدن "مَهاباد" و"بوكان" و"بيرانشهر" بمحافظتي كردستان وأذربيجان غربي البلاد، عقب احتجاجات اندلعت خلال اليومين الماضيين.
وأضافت الوكالة "عناصر تتبع لجماعات إرهابية" عملت على زعزعة الأمن في تلك المناطق حسب وصفها، وأشارت إلى أن عددًا من المحتجين قاموا بإغلاق بعض الشوارع وإضرام النيران بحاويات للقمامة وإطارات السيارات.
قمع الاحتجاجات
وفرضت الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي عقوبات على شخصيات وكيانات إيرانية بسبب قمع الاحتجاجات، لكن في المقابل، تقول الاستخبارات الإيرانية إن لديها معلومات تؤكد ضلوع أجهزة استخبارات غربية في نشر الفوضى في البلاد.
وتشهد إيران احتجاجات شعبية في عدة مدن منذ وفاة الشابة مهسا أميني (22 عاما) في 16 سبتمبر الماضي، بعد 3 أيام من اعتقالها على يد شرطة الأخلاق بحجة ارتداء ملابس غير محتشمة.
رد على الأمم المتحدة
وفي الأثناء، ردت البعثة الدائمة لإيران لدى الأمم المتحدة على ادعاء إطلاق خط إنتاج طائرات مسيرة إيرانية في روسيا، مبينة أنه تم اتخاذ خطوات في التعامل المشترك لخبراء الدفاع من إيران وأوكرانيا.
وقالت البعثة: إن "الجمهورية الإسلامية الايرانية تعتقد بأن سوء الفهم الذي نشأ في هذا الصدد يمكن حله من خلال مواصلة التعامل مع أوكرانيا بشأن قضية الطائرات المسيرة المزعومة".
وفي رسالة إلى صحيفة واشنطن بوست، أكدت البعثة كذب مزاعم الصحيفة بشأن إطلاق خط إنتاج طائرات مسيرة إيرانية في روسيا: وقالت: "بعد ادعاء استخدام طائرات مسيرة إيرانية في النزاع في أوكرانيا، طلبت إيران عقد اجتماع خبراء مشترك مع المسؤولين الأوكرانيين للتحقيق في هذه الادعاءات"، مؤكدة أنه "تم حتى الآن اتخاذ خطوات مهمة في التعامل المشترك لخبراء الدفاع من إيران وأوكرانيا، وسيستمر ذلك حتى يتم تبديد أي سوء فهم في هذا الصدد".
تعاون
وأشارت إلى أن إيران وروسيا "تتبادلان التعاون الدفاعي والعلمي والبحثي على أساس اتفاقيات ثنائية منذ سنوات طويلة، والتي تعود إلى ما قبل بدء الحرب في أوكرانيا، مبينة أنه "بالإضافة إلى ذلك، انتهت فترة السنوات الخمس من القيود على الأسلحة الإيرانية الواردة في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 في أكتوبر 2020، ويمكن لإيران أن تقيم تعاونا دفاعيا مع دول أخرى وفقا لاحتياجاتها وأولوياتها".
وأضافت: "منذ بداية الأزمة في أوكرانيا، اتخذت إيران مواقف شفافة ومستمرة وثابتة"، مؤكدة أن "جميع أعضاء الأمم المتحدة يجب أن يمتثلوا امتثالا كاملا للمبادئ والأهداف الواردة في ميثاق الأمم المتحدة والقوانين الدولية، بما في ذلك سيادة الدول واستقلالها ووحدتها وسلامة أراضيها".