نحن هنا
الرسالة التي تضمنها حفل إفتتاح مونديال كأس العالم أمس واضحة ومتعمدة وقوية وتحمل العديد من التحديات. الرسالة تقول للعالم.. نحن هنا بهويتنا وتراثنا وعاداتنا وتقاليدنا وشريعتنا الإسلامية التي تحترم الشرائع الأخرى، الجميع مرحب به شريطة إحترامه لما جاء في الرسالة.
إنتقادات كثيرة وجهتها دول وجهات لقطر.. لكنها تمسكت بما أعلنته وفرضته على الجميع. الحفل كان بسيطًا، لكنه مبهرًا ودقيقًا في كل تفاصيله، كل ثانية فيه تحمل عنصرًا من عناصر الرسالة التي تتمحور في كلمة (لتعارفوا).
أمس.. عيون العالم إتجهت إلى منطقتنا للمرة الثانية على التوالي، فبعد إنتهاء قمة المناخ التي شهدت مدينة شرم الشيخ فعاليتها وكانت الأهم.. جاء المونديال في الدوحة لتخطف المنطقة مرة أخرى إنتباه العالم.
سيل الإتهامات الموجه لقطر توقف مع بداية حفل الإفتتاح، وصار الإهتمام بالمنافسات بين الفرق أمرًا واقعًا، وصرنا نحن العرب نرفع شعار.. قادرون، الذي رفعناه منذ أيام في شرم الشيخ. سعادتنا بالمونديال كبيرة.. لكنها منقوصة بسبب غياب المشاركة المصرية، وتمنيت لو كنا هناك، وتمنت الجماهير المصرية أيضًا.
وجود رئيس الجمهورية في حفل الإفتتاح كان يلزمه وجود مشاركة مصرية، ولو تحدثت بلسان الرئيس أثناء الحفل لسألت نفسي.. لماذا تخلفنا عن الحضور؟ وماذا ينقصنا حتى نغيب؟ هل قصرنا في توفير كل الإمكانيات لإتحاد الكرة المصري؟ هل فرضنا مدربًا عليه؟ هل فرضنا عليه أنصاف لاعبين؟
لو تحدثت بلسان الرئيس لقلت الكثير، ولحاسبت كل المسئولين عن منظومة الرياضة في مصر وأعدت النظر فيها. مصر الكبيرة تحتاج كبارًا يدركون أهميتها، ومن يدرك أهميتها لن يلجأ إلى الشللية والمجاملات والفهلوة.
المونديال على بعد خطوات منا.. لكن الذمم الخربة حولتنا من فاعلين فيه إلى متفرجين، بعضنا يتحسر على الغياب.. والبعض الآخر مثل عواجيز الفرح.. عينه على السلبيات، ولا يعرف للإيجابيات سبيلًا.
منظومة الرياضة في مصر تحتاج إبادة، لنضع نقطة ونبدأ من أول السطر.
besheerhassan7@gmail.com