بعد تحسن علاقات البلدان وحكامها.. هل أصبحت المنطقة في حاجة إلى إحياء القومية العربية؟
قبل عقود من الآن كانت القومية العربية حلما، شعارا يتغنى به العرب من المحيط للخليج، ودارت الأيام وعلقت بالفكرة الكثير من الشوائب بسبب الممارسات المهينة لها من بعض الحكام، لكن التحديات التي تواجه المنطقة من فقر وإرهاب وتغير مناخي في حاجة لمواجهة جماعية فهل أصبح هناك حاجة لإحياء القومية مرة أخرى.
قمة الجزائر والقومية العربية
يقول يحي فاضل الكاتب والباحث، إن مؤتمر القمة العربية الأخير بالجزائر ذكر الأمة بالقومية العربية وحاول إحياءها بما يخدم المصالح العربية العليا.
أضاف: عانى هذا المبدأ ما عاناه من سوء استخدام، وتشويه، على يد بعض قادة العرب ونخبهم، وما شن ضده من حملات استعمارية لا حصر لها، لكن ما نتحدث عنه اليوم أهم مزايا القومية وليست المشكلات التي خلقتها.
وتابع: العالم الآن حوالى ثمانية بلايين كل نفس لها خصوصية وهناك نقاط تشابه واختلاف وتماثل فيما بين خصائص بني البشر، وأكثر الناس تشابهًا فيما بينهم يميلون تلقائيًا لتكوين هوية واحدة مشتركة تميزهم عن غيرهم من القوميات والهويات المختلفة الأخرى.
وأضاف: القوميات المختلفة هي أمر واقع وحتمي، ناجم من غريزة وطبيعة متأصلة في البشر. ولا يمكن تصور زوال الولاء للقوميات إلا إن تغيرت غرائز راسخة في البشر لكن يجب السعي لدفعها نحو التعاون، والتكامل فيما بينها كقوميات، منعًا للصراعات والحروب، وحفظًا للسلام العالمي، وللبقاء والرفاه الإنساني.
تفسيرات ومعاني القومية العربية
استكمل: القومية العربية تضم مجموعة كبيرة من البشر تتحدث بلغة مشتركة واحدة هي اللغة العربية، إضافة روابط مشتركة مختلفة أهمها: العرق، الدين، التقاليد، التاريخ، الإقليم، المصالح، الأخطار المشتركة، مردفا: طالما أن كل المجموعات البشرية الكبيرة تنضوي تحت قوميات معينة، فلِمَ لا يكون للعرب قوميتهم هم أيضا.
اختتم: المواجهة الجماعية لهذه التحديات أكثر فاعلية بالطبع من المواجهة المنفردة. وهناك من يقول من العرب: إن أبرز سلبيات القومية العربية هي أنها «عامل مفتت» لمعظم الأوضاع السياسية العربية الحالية!