توتر الأوضاع في سوريا والعراق.. ما مصير العمليات العسكرية التركية ضد الأكراد؟
اعتبرت صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية أن العملية العسكرية التي تشنها تركيا منذ يومين ضد أكراد سوريا والعراق، تهدد بتصعيد التوتر في المنطقة المضطربة، حيث أسفرت الهجمات عن مقتل ما لا يقل عن 65 شخصًا.
تهديد بتصعيد التوترات
وجاءت العملية التركية ضد حزب العمال الكردستاني في العراق، و"وحدات حماية الشعب" بسوريا، بعد أسبوع من تحميل أنقرة الأكراد المسؤولية عن هجوم استهدف شارعًا مزدحمًا في اسطنبول الأسبوع الماضي أسفر عن مقتل ستة أشخاص.
وقالت وزارة الدفاع التركية إنها دمرت 89 هدفًا، بما في ذلك الملاجئ ومستودعات الذخيرة، وأن أعضاء بارزين في حزب العمال الكردستاني "كانوا من بين الذين تم تحييدهم".
وأوضحت الصحيفة البريطانية أن تركيا تجري بانتظام عمليات جوية وبرية على نطاق صغير في شمال العراق، حيث يتمركز حزب العمال الكردستاني، كما أنها شنت ثلاث عمليات توغل واسعة النطاق في سوريا منذ عام 2016 لمحاربة "وحدات حماية الشعب"، التي تعتبرها أنقرة امتدادًا لحزب العمال الكردستاني.
ووفقًا لتقرير الصحيفة، لم يتضح ما إذا كانت تركيا ستشن مزيدًا من الضربات الجوية أو ستقوم بتوغل بري ردًا على هجوم إسطنبول، حيث هدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، مرارًا بشن هجوم في العام الجاري لطرد المسلحين الأكراد من الحدود.
ورأت الصحيفة أنه يمكن لعملية عسكرية أخرى واسعة النطاق في سوريا حشد الدعم لحكومة أردوغان بين القوميين الأتراك قبل الانتخابات المقرر إجراؤها العام المقبل، لكنها أشارت إلى أن الرئيس التركي لم يتمكن من الحصول على الضوء الأخضر لهجوم بري آخر من روسيا وإيران، اللتين تدعمان الأسد، في الأشهر الأخيرة.
وفي عقبة أخرى، قالت الصحيفة إن الولايات المتحدة، التي تسلح وتدرب "قوات سوريا الديموقراطية" التي يقودها الأكراد، تعارض المزيد من التدخلات العسكرية التركية في سوريا، موضحة أن واشنطن لا يزال لديها حوالي 800 جندي في شمال شرق سوريا يدعمون الفصيل الكردي.
وأوضحت الصحيفة أن دعم واشنطن لـ"قوات سوريا الديموقراطية" كانت نقطة احتكاك طويلة الأمد بين أعضاء حلف شمال الأطلسي (الناتو). وكان وزير الداخلية التركي قد وصف الولايات المتحدة بـ"القاتل" بعد تفجير إسطنبول الأسبوع الماضي. ويسيطر الفصيل الكردي على نحو خُمس مساحة سوريا في شمال شرق البلاد بجيش يقدر بنحو 100 ألف مقاتل.
ونقلت الصحيفة عن بريت ماكجورك، منسق البيت الأبيض للشرق الأوسط وشمال إفريقيا، قوله بعد الهجمات التركية، إن واشنطن تريد "التأكد من عدم القيام بأي شيء لزعزعة استقرار الوضع الصعب للغاية". وأضاف ماكجورك، في مؤتمر أمني بالبحرين: "نحاول الحفاظ على الاستقرار هناك، ومن الواضح أننا نريد التأكد من أن الحدود مع تركيا آمنة".