اليوم.. جارة القمر تضيء شمعتها الـ 87
“أعطني الناي وغني.. فالغنا سر الوجود”.. “وأنين الناي يبقى بعد أن يفنى الوجود”.. هكذا وصفت جارة القمر فيروز الغناء وفي عيد ميلادها مازالت فيروز تضيء شمعتها الـ 87، ومازال محبوها يرددون أغانيها.
تخطت فيروز الحدود الجغرافية والزمانية لتصبح نجمة في عالم الغناء العربى، ومازال صوتها يصدح في بقاع الأرض ولا تزال أغنياتها رفيقة الوطن والحب والحزن أيضا.
نهاد رزق وديع حداد الشهيرة بـ فيروز، ولدت في مثل هذا اليوم 21 نوفمبر عام 1935 بحي زقاق البلاط في أسرة فقيرة بلبنان، فوالدها عامل مطبعة، ظهرت بداية نبوغها أثناء أداء الأناشيد المدرسية، فأصبحت موضع إعجاب مدرساتها بعد أن أصبحت قاسما مشتركا في حفلات المدرسة كأجمل صوت، استمع اليها الموسيقي سليم فليفل وأعجبه صوتها فنصح والدها بأن يلحقها بمعهد الموسيقى وكانت الدراسة بالمعهد مجانية.
بداية المشوار
سمعها حليم الرومي رئيس القسم الموسيقي بإذاعة لبنان، فأشركها في كورس الإذاعة بأجر شهرى 100 ليرة لبنانية، فغنت الأغاني الراقصة و الأدوار والموشحات.
واختار لها الملحن حليم الرومي اسم "فيروز" لتبدأ فيروز مشوارها الفني وهي في سن 16عاما، وصديقها الوحيد الذى لا يفارقها حتى الآن هو الخوف.
فيروز حكاية بدأت عام 1951 حين لحن لها عاصي الرحباني أغنية "الغروب" التي كانت بداية الشروق لملحمة فيروز والرحبانية، ليتزوجها عاصي الرحباني عام 1955، وكان يعمل عازفا متجولا للناي، وأخوه منصور يعمل عسكر بلدية، حيث التقى الثلاثة في إحدى قاعات التسجيل بإذاعة لبنان حيث نالت شهرة شعبية بأغانيها.
قدمت فيروز للإخوان رحباني مئات الأغانى فغنت للأطفال والحب والحزن والفرح والوطن والسلام.. قدمت للقضية الفلسطينية أغاني لامعة في أكثر من مرحلة من مراحل القضية فغنت: راجعون، مع الغرباء، زهرة المدائن، القدس العتيقة.
إلى جانب 25 مسرحية غنائية متنوعة الموضوعات، منها: بياع الخواتم، لولو، فخر الدين، الشخص، هالة والملك، جبال الصوان، صح النوم، ناس من ورق، ناطورة المفاتيح.
تمرد على الرحبانية
كما قدم لفيروز ابنها زياد الرحباني مجموعة كبيرة من الأغاني، منها: بحبك يالبنان، شادي، أعطني الناي وغني، دبكة لبنان، سألوني الناس، باكتب اسمك ياحبيبي.
وفي السبعينات قررت فيروز أن تتمرد على الهيمنة الرحبانية عليها، وبدأ الخلاف وتم الانفصال عام 1978.
راح عاصي، وظهر نجم جديد صغير اسمه زياد الرحبانى الذي أعاد اكتشاف أمه بشكل كبير رغم صغر سنه وخبرته القليلة، فلحن لأمه "سألوني الناس" التي أهداها إلى عاصي بعد رحيله، حتى ان فيروز بكت عند جملة “بيعز علي.. أغنى ياحبيبى.. لأول مرة ما بنكون سوا”.
ثم قدم زياد أمه في ألبوم "وحدن"، ولحنه بالكامل عام 1979 بطابع الألحان الشرقى ليحقق حلم أمه في الغناء الشرقى تبعه 8 ألبومات، وبسبب آراء فيروز السياسية وقع الخلاف بينها وبين زياد الرحباني ليستمر 8 سنوات.
أغانى سيد درويش
دعت الإذاعة المصرية فيروز والرحبانية لغناء جميع تراث سيد درويش وتسجيله للإذاعة فغنت: زورونى كل سنة مرة، وأعجب بها موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب ولحن لها مجموعة من الأغنيات نالت بها شهرة كبيرة، أشهرها "سكن الليل، ياجارة الوادي، خايف أقول اللى في قلبي، وكان آخرها كلمات سعيد عقل "مر بي".