رئيس التحرير
عصام كامل

الصحافة العربية.. حرب عالمية جديدة تدور في سوريا.. 5 خيارات عسكرية في دمشق تنتظر موافقة أوباما.. "الجربا" يجتمع مع مجلس الأمن ويطلب من "هولاند" سلاحًا نوعيًا.. 13 هجومًا كيميائيًا في سوريا


تصدرت القضية السورية المشهد في مختلف الصحف العربية الصادرة صباح اليوم الأربعاء، وكان في مقدمة الاهتمام إعلان رئيس هيئة الأركان الأمريكي عن خمسة خيارات عسكرية في سوريا.


البداية مع صحيفة الشرق الأوسط، حيث أعلن رئيس هيئة الأركان المشتركة، الجنرال مارتن ديمبسي، أن حملة أمريكية من أجل تحويل الكفة من الرئيس بشار الأسد للمعارضة ستكون «مهمة ضخمة، تكلفتها مليارات الدولارات، وقد تعود بنتائج عكسية على الولايات المتحدة».

ووضع ديمبسي أمام مجلس الشيوخ الأمريكي خمسة خيارات عسكرية متاحة لوقف الحرب الأهلية الدموية في سوريا إذا قرر الرئيس باراك أوباما التدخل في هذه الحرب، موضحا تفاصيل تتعلق بلوجيستيات وتفاصيل كل خيار منها، فأشار إلى أن الهجمات بعيدة المدى على الأهداف العسكرية للنظام السوري من شأنها أن تتطلب «مئات الطائرات والسفن والغواصات، وعناصر التمكين الأخرى»، وستتكلف «المليارات».. وتتنوع هذه الخيارات بين تدريب قوات المعارضة إلى شن غارات جوية وفرض منطقة حظر جوي على سوريا والسيطرة على الأسلحة الكيماوية وقصف مواقع محددة.

وأشارت صحيفة "الحياة" اللندنية إلى عقد مجلس الأمن لاجتماع غير رسمي مع الائتلاف الوطني السوري، الجمعة، برئاسة أحمد الجربا الذي يجري اليوم محادثات مع الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند لإقناعه بتقديم أسلحة نوعية إلى المعارضة بينها صواريخ مضادة للدبابات والطائرات.

ونقلت الصحيفة عن السفير البريطاني لدى الأمم المتحدة مارك ليال غرانت قوله إن بلاده اقترحت لقاء وفد المعارضة السورية بهدف توفير «منبر لأعضاء المجلس لإجراء حديث صريح وغير رسمي مع الائتلاف الوطني، ومناقشة القضايا الأساسية المتعلقة بالنزاع السوري»، لافتًا إلى أن بين القضايا التي ستناقش «إنهاء العنف والإعداد لمؤتمر «جنيف-2»، إضافة إلى معالجة قضايا دخول المساعدات الإنسانية وحقوق الإنسان واللاجئين وحماية المدنيين».

ولم يُبت بعد بموضوع مشاركة رئيس أركان «الجيش السوري الحر» اللواء سليم إدريس الذي يرافق الجربا، في الاجتماع الذي يندرج ضمن صيغة «آريا» التي تسمح بلقاء غير رسمي في مقر مجلس الأمن يحق للدول الأعضاء أن تحضره أو تقاطعه، وليس معروفًا ما إذا قررت روسيا والصين مقاطعة الاجتماع أو إيفاد من يمثلهما فيه، رغم ترجيح المصادر مقاطعتهما.

إلى صحيفة "الخليج" الإماراتية وافتتاحيتها، التي ترى فيها أن (الحرب العالمية) التي تدور رحاها على الأرض السورية، ليس هدفها إنقاذ سوريا وشعبها، ولا حتى إسقاط النظام، ولا وضعها على طريق الحرية والديمقراطية، معتبرة أن ما يجري على الساحة السورية، هو تدمير للدولة والبلد والمجتمع والجيش وكل المؤسسات المدنية والعسكرية، ويتم ذلك بشكل منهجي ومنظم.

وأشارت الصحيفة إلى أن النظام وحلفاءه يخوضون معركة وجود، لذلك هم يوفرون كل المستلزمات السياسية والعسكرية لصموده وبقائه، لأن سقوطه يعني خسارة إستراتيجية لهم في إطار الصراع القائم على منطقة الشرق الأوسط التي باتت ملعبًا لصراع المصالح بين مختلف القوى الإقليمية والدولية.

وأضافت أن المعارضة التي خرجت عن سياقها السلمي من أجل التغيير المفترض أن يستولد نظامًا ديمقراطيًا حقيقيًا بديلًا للنظام القائم، ويلبي تطلعات الجماهير، سقطت هي الأخرى في أتون الصراع المسلح، وأصبحت تمارس لعبة الدم أيضًا، بل تحولت كالنظام إلى جزء في لعبة الأمم على الأرض السورية لأنها في نهاية المطاف تتحول إلى رهينة لمن يقدم لها الدعم المالي والعسكري، وتتحول إلى أداة من أدوات الصراع الذي ينتج التدمير وتفكيك الدولة، بدلًا من أن تكون أداة تغيير وبناء وتوحيد.

وأشارت الصحيفة إلى أن ما يزيد الأمور خطورة هو دخول الجماعات والحركات الجهادية التكفيرية كعنصر مؤثر وفاعل في الصراع على الأرض السورية، مع ما تحمله من أفكار ومشاريع معادية في الأساس لقيم الديمقراطية والحرية والعدالة، مما يجعل من المشهد السوري المستقبلي أكثر مأساوية وسوادًا، ويضع سوريا كوطن أمام سؤال مصيري، فسوريا إلى أين؟ سؤال بات جوابه في عالم الغيب، وأضحى الباب الوحيد المفتوح على سوريا هو باب الجحيم بما يفضي إليه من دم وكوارث ومآسٍ.

أما صحيفة "الرأي" الأردنية فقد أشارت إلى إعلان الأمم المتحدة بأنها تبلغت بوقوع 13 هجوما كيميائيا في سوريا، بحسب ما أفاد مسئول أممي بارز أمس قبل محادثات بين خبراء من الأمم المتحدة والحكومة السورية، ووصل خبيران أمميان متخصصان في الأسلحة الكيميائية ظهر أمس إلى العاصمة اللبنانية بيروت حيث من المقرر أن يتوجها إلى دمشق اليوم بهدف إجراء محادثات حول مزاعم استخدام النظام السوري لأسلحة كيميائية في الحرب الأهلية التي تشهدها البلاد.
الجريدة الرسمية