يحدث في مسجد السيدة نفيسة!
رغم آلامهم يستبشر المصريون برحيل ذويهم ليلة للجمعة ويختارون مسجد السيدة نفيسة لتكون صلاة الجنازة منه.. صلة من قديم تربط أهل مصر ببنت بيت النبوة عليهم جميعا السلام. لذا.. وفي عاصمة كبرى بهذه الملايين كالقاهرة تتوافد عشرات الأسر تحمل أحباءها إلى المثوى الأخير عبر مسجدها.. ولما كان المسجد في كل الأحوال.. جمعة أو غير جمعة.. مقصد لعشرات الألوف الراغبين في الهدوء النفسي وأهل النذور والباحثين عن الدعاء المستجاب وللتبرك.
وفي ظروف كهذه يضاف اليها مخلفات كورونا توابعها والفيروس الجديد المنتشر لا تكون محل اعتبار من القائمين على المسجد.. فالمسجد وما حوله حيث لا مكان لقدم والمصلون يتحايلون لمجرد الحصول على محل جبين يسجدون فيه ومنهم القاعد والمقعد يطيل الإمام في الخطبة.. كأنه لا يرى شيئًا وأمامه وفي علمه التزاحم والتدافع ودموع الأهالي على أقاربهم وهواجسهم تستدعي الحكمة الشديدة البلاغة "إكرام الميت دفنه"!!
فلا اختصر الخطيب ولا راعى كل الأسباب السابقة ولا قدر زحف جيران الراحلين ومحبيهم من كل أحياء العاصمة الكبيرة! أين وعيهم بفقه التيسير؟! أين علمهم بسيرة الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام ولم يخير بين أمرين إلا واختار أيسرهما؟! أين هم من وصاياه وفيها الرفق في كل شيء؟ بل أين تعاليمه عن الخطبة تحديدًا والتوصية بأن من المصلين المريض والضعيف؟!
لا يوجد ركن في المسجد إلا والمصابون بالسعال يرجونه بما أصابهم.. والكمامات انتهي الالتزام بها.. والأهالي يضجون من الوقت الطويل الذي بقيت فيه جثامين أهلهم.. ولا رأفة ولا رفق! التعليمات المشددة من الأوقاف علي هذا المسجد أو غيره مما يشبهه هي الحل.. والرقابة الصارمة مطلوبة.. دين السماحة والرحمة لا يكون هكذا.. العبادة - الحقيقية - لا تكون على جثث الناس وفوق مشاعرهم!