34 عاما على إعلان الاستقلال.. المفاوضات وسياسة النفس الطويل طريق فلسطين حتى لا تصبح دولة على الورق
47 عاما مرت على النكبة، واليوم تمر 34 عاما على إعلان استقلال دولة فلسطين، ولا يزال السؤال الكبير حائرا؛ متى تتخلص فلسطين من ربقة الاحتلال الإسرائيلي، متى تنتهي سلسلة المفاوضات اللانهائية ؟!
في حديثه لقناة "القاهرة الإخبارية"، ليلة أمس، حاول الرئيس الفلسطيني محمود عباس"أبو مازن"، الإجابة عن هذا السؤال، ومع ذلك فلا يمكن أن نتبين صحة الإجابة إلا عبر الأيام القادمة.
الرئيس الفلسطيني قال إن استعمال الكفاح المسلح لم يعد ممكنًا الآن.. والملف الفلسطيني لم يتقدم خطوة منذ عام 1993، مؤكدا أن نتنياهو لا يؤمن بالسلام، والأمريكيون يدركون عنصرية إسرائيل، مشيدا بجهود مصر في رعاية مفاوضات السلام، وملف المصالحة بين الفصائل الفلسطينية، قائلًا: مصر هي الحضن الدافئ.
الحل غدا
وتابع: الشعب الفلسطيني ليس لديه أوهام بأن الحل غدا، فنحن تحت الاحتلال 75 عاما، ونعرف أن إسرائيل من الصعب أن تخرج إلا بإفلاس نظريتهم ونحن نعتمد على سياسة النفس الطويل وبالتراكميات.
وأشار محمود عباس إلى أن الولايات المتحدة وضعت يدها على الملف الفلسطيني الإسرائيلي منذ 93 إلى يومنا هذا، ولم يتقدم خطوة واحدة، نحن يوميا في حالة مفاوضات واتصالات مع الأمريكان، ونحن نتحدث مع الإسرائيليين مؤخرا في حوارات حول العلاقة الثنائية بيننا.
وأضاف: “ قلنا لهم إن اتفاق أوسلو يقول إنه ممنوع القيام بأعمال أحادية من الطرفين، وأنتم يوميا تقومون بأعمال أحادية، وفي خلال السنتين الماضيتين وإلى الآن، ونحن نركز على أهم نقطة، وهي أنه يوجد اتفاق بيننا وبينهم ولا أمل من المحاولات”.
سياسة النفس الطويل
وتابع أبو مازن: “استخدمنا الكفاح المسلح في البداية، وأصبح من غير الممكن استعمال الكفاح المسلح الآن، فلابد من استعمال السياسة والمنابر السياسية، وبعد قيام منظمة التحرير وبعد أن أصبح الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ثم بعد أن اعترفت منظمة التحرير بشرعية دولية أصبح من واجبنا أن نتعامل مع الشرعية الدولية”.
وأضاف: “لذلك قلنا هذا هو الطريق السياسي الذي نستعمله الآن، نحن في فلسطين نستعمل الأسلوب السياسي، وفي أقصى الحالات نقول المقاومة الشعبية السلمية ولذلك الآن في فلسطين يستعمل وسائل مقبولة من كل الأطراف، لنبرهن للعالم أن هناك شعب له حقوق يجب أن يحصل عليها بأي ثمن”.
القضية صعبة
وتابع: “نحن نعرف تماما أن القضية صعبة وبعيدة المدى، فهناك من كان يعمل على إنهاء وجود الشعب الفلسطيني، وإن كنا نذكر إسرائيل فمن البدايات أبعدت كل الشعب الفلسطيني إلى الخارج، أمريكا إلى الآن لا تريد أن تعترف بالشعب الفلسطيني، ولو سألتم هل هناك دولتان؟ أمريكا ستقول نعم هناك دولتان، لكن يحتاج الأمر إلى وقت طويل، فإسرائيل تتردد إلى الآن من القول إن هناك دولة فلسطينية”.
وقبل أسابيع، اتهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس، في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة، إسرائيل بالعرقلة المتعمدة باتجاه التوصل إلى حل الدولتين، معتبرا أن الدولة العبرية لم تعد شريكا يمكن الوثوق به في عملية السلام.
وقال أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة: إن "إسرائيل التي تتنكر لقرارات الشرعية الدولية قررت ألا تكون شريكا لنا في عملية السلام".
وأضاف عباس: "ثقتنا بتحقيق سلام قائم على العدل آخذة بالتراجع بسبب السياسات الاحتلالية الإسرائيلية".
استقلال دولة فلسطين
سيظل تاريخ 15 نوفمبر 1988 في ذاكرة فلسطين، أول إعلان للعالم باستقلال دولة فلسطين وعاصمتها القدس، لتسارع 82 دولة بالاعتراف باستقلال دولة فلسطين، ويرتفع العدد في العام التالي إلى 90 دولة.
واعتبارًا من 3 أغسطس 2018، اعترفت 137 دولة من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة وعددها 193 دولة، أي أكثر من 70% من الدول الأعضاء في المنظمة الدولية.
فقبل 32 عاما.. أعلن الزعيم الفلسطيني الراحل، ياسر عرفات، رئيس اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، استقلال فلسطين، أمام المجلس الوطني الفلسطيني، الذي عقد في الجزائر عام 1988، وما زالت الكلمات التي رددها الرئيس الفلسطيني الراحل “أبو عمار” عند إعلان الاستقلال في الخامس عشر من نوفمبر 1988 من العاصمة الجزائرية، حاضرة في أذهان أبناء الشعب الفلسطيني، ليشكل هذا الإعلان التاريخي انعطافا حادا في سياسة منظمة التحرير الفلسطينية، واستند في شرعيته إلى قرار الأمم المتحدة الخاص بتقسيم فلسطين إلى دولتين، وبالتالي قبول منظمة التحرير لمبدأ حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي على أساس مبدأ الدولتين.
ذكرى يوم الاستقلال
من جهتها، قالت دائرة اللاجئين واللجان الشعبية، في حركة المقاومة الإسلامية حماس، اليوم الثلاثاء، تعقيبًا على ذكرى "يوم الاستقلال": إن الذكرى مر عليها 34 عاما، وأكثر من 74 عاما على النكبة الفلسطينية، وما زالت فلسطين تحت الاحتلال "الإسرائيلي".
وأضافت الدائرة، في بيان: في مثل هذا اليوم (15 نوفمبر 1988) تم إعلان وثيقة الاستقلال الفلسطينية، من الجزائر؛ لكن بعد 34 عامًا على الإعلان، لم يتحقق الاستقلال.
وتابعت: "وثيقة الاستقلال في أوج الانتفاضة الشعبية التي انطلقت في ديسمبر 1987 "انتفاضة الحجارة".
إجراءات عملية
وأكدت أن الشعب الفلسطيني الذي أصبح أكثر من ثلثيه يعانون من التشرد واللجوء، ليسوا بحاجة إلى دولة على الورق، أو إلى علم يرفع بين أعلام الدول في الأمم المتحدة، قدر حاجته لترجمة وثيقة الاستقلال إلى إجراءات عملية وخطط عسكرية لتحقيق الاستقلال الحقيقي الذي يضمن عودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم وبيوتهم التي هجروا منها.
وشددت على أن الدبلوماسية الفلسطينية باتت اليوم مطالبة أكثر من أي وقت مضى بإقناع عشرات الدول التي اعترفت بفلسطين كدولة مستقلة، بترجمة هذا الاعتراف عبر ضمان تحرير الأرض الفلسطينية، وإعادة أهلها الذين هجروا منها تحت تهديد السلاح إليها، والكف عن الكيل بمكيالين، ونحن نرى تعامل العالم مع الحرب في أوكرانيا ومع شعبها.