في ذكرى ميلاده الـ133.. محطات في حياة الدكتور طه حسين
يعتبر الدكتور طه حسين عميد الأدب العربى بحق واحد من رموزه فضلا عن كونه واحدا من رموز التحدي الإنسانى، كتب الرواية والنقد كما كتب في التاريخ الإسلامى وفى علوم اللغة، كما اعتبر رمزا من رموز التجديد في تاريخ الفكر العربى، دعا إلى العلم واعتبره كالماء والهواء.
في مثل هذا اليوم 15 نوفمبر 1889 بقرية الكيلو قرب مغاغة بالمنيا ولد الدكتور طه حسين ليصاب بالرمد عندما بدأ الرابعة من عمره وفقد بصره، ألحقه أبوه بكتاب القرية ليحفظ القرآن، والتحق بالأزهر عام 1902 ونال شهادته، لكنه عندما فتحت الجامعة المصرية أبوابها عام 1908 كان أول المنتسبين إليها.
شهادة أبي العلاء
في عام 1914 حصل الدكتور طه حسين على شهادة الدكتوراة وموضوعها عن أبي العلاء المعري وهو الموضوع الذي أثار ضجة في الأوساط الدينية واتهم طه حسين بالزندقة، وفى نفس العام أوفدته الجامعة المصرية في بعثة دراسية إلى جامعة مونبيلييه بفرنسا فدرس الأدب الفرنسي وعلم النفس والتاريخ الحديث.
الدكتوراة الثانية
وعندما أثنى على الحياة والمدنية في فرنسا وخاض معركة المقارنة بين التدريس في الأزهر والجامعات الغربية قرر المسئولون حرمانه من المنحة وعاد طه حسين إلى القاهرة، لكن تدخل السلطان حسين كامل والغى القرار وأعاده إلى فرنسا لمتابعة الدراسة هناك فأعد طه حسين الدكتوراة الثانية عن " الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون ".
تزوج الدكتور طه حسين من سوزان بريسو الفرنسية فكانت خير سند له، ولما عاد إلى مصر عام 1919 عين أستاذا للتاريخ اليوناني في الجامعة الأهلية المصرية، وفى عام 1925 اختارته وزارة المعارف أستاذا للادب العربى فيها ثم عميدا لكلية الآداب وبسبب انتمائه لحزب الأحرار الدستوريين هاجمه الوفد فقدم استقالته ثم اعيد إلى العمادة.
في عام 1926 ألف طه حسين كتاب في الشعر الجاهلي فتصدى له الكثيرين وقاضاه كثير من علماء الأزهر وبرأته المحكمة.
عندما أرادت الجامعة المصرية منح الدكتوراة الفخرية لعدد من الشخصيات السياسية رفض الدكتور طه حسين فأصدر وزير المعارف قرار بنقله إلى الوزارة، فرفض طه حسين فأحالته حكومة إسماعيل صدقى إلى التقاعد.عام 1932.
اتجه الدكتور طه حسين إلى العمل الصحفي فعمل فى جريدة الجمهورية باختيار الرئيس جمال عبد الناصر فانضم إلى أسرة التحرير رئيسا للتحرير مع كامل الشناوى وابراهيم نوار إلى جانب كتابة المقالات فى صحف مختلفة لكنه اعيد عام 1934 الى الجامعة عميدا لكلية الآداب واستاذا للأدب، وبعد عامين ولخلافه مع حكومة محمد محمود استقال من العمادة مكتفيا بالتدريس في الكلية حتى اختير وزيرا للمعارف.
على هامش السيرة
خلف الدكتور طه حسين أعمالا كثيرة تدعو معظمها إلى النهضة والتنوير وأعمالا أدبية تنوعت بين الروايات والقصص القصيرة والشعر من أهمها: الأيام وهى السيرة الذاتية الخاصة به، على هامش السيرة، حديث الأربعاء، مستقبل الثقافة في مصر، الوعد الحق، المعذبون في الأرض، صوت أبى العلاء، من بعيد، فلسفة ابن خلدون الاجتماعية، الديمقراطية في الإسلام، دعاء الكروان، الحب الضائع، شجرة السعادة، طه حسين والمغرب العربى، من حديث الشعر والنثر، أديب، وغيرها.
كرمه الرئيس جمال عبد الناصر في أول احتفال بعيد العلم فحصل على الجائزة التقديرية فى الأدب، ثم جائزة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، ورحل في أكتوبر 1973.
صراع الجبابرة
يقول طه حسين عن نفسه: أنا قلق دائما مقلق دائما ساخط دائما مثير للسخط من حولي، ومن هنا كانت المعارك الأدبية التى خاضها طوال حياته كبيرة وكان صراعه صراع جبابرة.