تقدم للإذاعة 9 مرات وأعجب به بابا الفاتيكان.. الذكرى الـ 88 لميلاد الطبلاوي سلطان دولة القراء
تعلم التلاوة بالفطرة والموهبة، وحفظ القرآن الكريم في كتاب القرية، تلاوته تخشع لها القلوب، صوته عذب وجميل، وذاع صيته بأنه صاحب أطول نفس في القراءة.
وصفه الكاتب الراحل محمود السعدني بأنه آخر حبة في السبحة المباركة لقراء القرآن في مصر من زمن العظماء.. هو علم من أعلام دولة التلاوة.
هو القارئ الشيخ محمد محمود الطبلاوي الذي ولد في مثل هذا اليوم 14 نوفمبر 1934، بمنطقة ميت عقبة وأصول عائلته من محافظة الشرقية، ولقب بظاهرة العصر وسلطان التلاوة ورحل عام 2020.
في سن الـ 15
بدأ الشيخ الطبلاوي قراءة القرآن الكريم وهو في الثانية عشرة، واحتل مكانة كبيرة بين عظماء المقرئين، وهو في الخامسة عشرة، حاول الشيخ الطبلاوي التقدم للإذاعة تسع مرات، ورفضت اللجنة اعتماده، حيث رأت أنه لم ينتقل من نغمة إلى أخرى في قراءته.
وكانت اللجنة تمهله في كل مرة سنة ليتقدم بعدها مرة أخرى، حتى جاءت المرة العاشرة عام 1970 حيث أثناء الانتظار خارج لجنة الاختبار وهو يقول: (يا رب اكفنى شر هذه اللجنة)، فسمعه بعض أعضاء اللجنة من خلال المكبر المفتوح دون قصد، وعندما امتثل أمام اللجنة المحكمة ضحكوا وأدخلوه الامتحان، وأعجبت به اللجنة وأشادت بقراءاته، واعتمد مقرئًا رسميًّا بالإذاعة.
أحكام التجويد
عن بداية مسيرته في حفظ القرآن، قال الشيخ الطبلاوي: كل شيء بالصبر، وبالتدريج كانت البداية في ميت عقبة حيث أسكن، وتعلمت على يد الشيخ غنيم عبيد الزاوي، وبعد ذلك تعلمت أحكام التجويد ثم معهد القراءات لتعلم أحكام التلاوة، وكانت أولى قراءاتي في مأتم والدة عمدة قريتي بالجيزة في أوائل أربعينيات القرن الماضي، وتقاضيت خمسة قروش أجرًا، وكان عمري وقتها 7 سنوات، وكان ضمن المدعوين شيخي في الكتاب الذي أثنى عليَّ وقال ستكون "ملك دولة القراءة".
الطبلاوي الزملكاوي
وكان الطبلاوي من محبي الاستماع لصوت كوكب الشرق أم كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ويشجع نادي الزمالك بحكم الجيرة في ميت عقبة؛ وتجمعه علاقات طيبة مع كبار القراء في عصره، وعلى رأسهم الشيخ محمود المنشاوي وعبد الباسط عبد الصمد والشيخ مصطفى إسماعيل وكامل يوسف البهتيمي.
وانتخب الشيخ الطبلاوي نقيبًا لقراء القرآن الكريم، واختير عضوًا بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، وعُين مستشارًا دينيًّا بوزارة الأوقاف، وأطلق عليه لقب "عميد المقرئين".
وكشف الطبلاوي في حوار سابق لـ "فيتو"عن موقف حدث بينه وبين موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، عندما طلب منه موسيقار الأجيال إعطاءه خلفية عن المقامات في الموسيقى فرفض بحجة أن له مدرسة خاصة تعتمد على القبول.
مسيرة التلاوة
امتدت مسيرة الشيخ محمد محمود الطبلاوي في تلاوة القرآن الكريم، نحو 50 عامًا زار خلالها أكثر من 80 دولة حول العالم، محكمًا لكثير من المسابقات الدولية لحفظة القرآن من كل دول العالم، حصل على وسام من لبنان في الاحتفال بليلة القدر تقديرًا لجهوده في خدمة القرآن الكريم.
ووقعت نقطة التحول الرئيسية في طريق الشيخ الطبلاوى باعتماده في الإذاعة المصرية عام 1970م، وهناك سجل الشيخ المصحف المرتل والمجود والمعلم، وفي حواراته المتعددة للصحف كان الطبلاوي يؤكد أن "الإذاعة لها فضل كبير على أهل القرآن".
إعجاب إيطالي
تحقق حلم الشيخ الطبلاوي الذي راوده سنوات منذ بدأ القراءة، حين اختير من قبل وزارة الأوقاف قارئًا بالجامع الأزهر الشريف في منتصف السبعينيات، ووصلت عالميته في القراءة لدرجة أن مسؤولين إيطاليين وجهوا له دعوة عن طريق السفارة المصرية لتلاوة القرآن الكريم بمدينة روما لأول مرة، أمام أعداد ضخمة من أبناء الجاليات العربية والإسلامية بالعاصمة الإيطالية، وبالفعل سافر إلى إيطاليا وقرأ أمام جماهير كثيرة وأعجب به بابا الفاتيكان ودعا إلى لقائه.